الترحيب باقتراح الملك لدعم مجلس رؤساء الجمعية العامة
كتب علي عبدالخالق
وفاضل منسي:
رحب مجلس رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة باقتراح حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، إنشاء مؤسسة لدعم عمل مجلس رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم، كما أعرب المجلس عن بالغ تقديره للشيخة هيا بنت راشد آل خليفة، رئيسة الدورة الحادية والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، لجهودها في استضافة دورة المجلس في المنامة.. جاء ذلك في البيان الصادر تحت عنوان «إعلان البحرين» في ختام اجتماعات المجلس، والتي عقدت في مملكة البحرين، بدعوة كريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، وترأسها الدكتور هان سونغ سو رئيس مجلس رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ودعا المجلس إلى إنهاء فوري للصراع في أوكرانيا وإيجاد حل سياسي عاجل من خلال الوسائل الدبلوماسية، على أسس ميثاق الأمم المتحدة والقرارات الثلاثة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن هذه القضية. وأكد المجلس كذلك أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع.
كما أكد المجلس دعمه لجهود رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة لمنع المزيد من التصعيد في هذا الصراع الخطير.
وأعرب المجلس عن قلقه البالغ إزاء التبعات الإنسانية والاقتصادية والتنموية والبيئية والاجتماعية والمالية المتزايدة للحرب في أوكرانيا، ليس فقط بالنسبة إلى أوكرانيا والدول المجاورة، بل على الصعيد العالمي كذلك، وخاصة بالنسبة إلى البلدان النامية.
ودعا المجلس إلى إيلاء مزيد من الاهتمام في الوقت الراهن لإعداد أجندة بناء السلام بعد انتهاء الصراع في المنطقة، بما في ذلك إعادة بناء أوكرانيا ووضع إطار أمني دولي مستدام.
كما رحب المجلس بالجهود التي يبذلها الأمين العام لدعم رقمنة منظمة الأمم المتحدة. وفي إشارة إلى أن تزايد التهديدات السيبرانية يشكل خطرًا كبيرًا على الأفراد والشركات والحكومات، شدد المجلس على الحاجة إلى العمل معًا لوضع تدابير فعالة لمنع الهجمات السيبرانية والتصدي لها، وبناء عالم رقمي أكثر أمانًا ومرونة يشجع التكنولوجيا والابتكار مع التصدي للأخطار والتحديات في هذا المجال.
ورفع رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة جزيل الشكر والتقدير إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، على دعوة جلالته الكريمة لاستضافة البحرين أعمال اجتماعهم بعد ظهر أمس، مؤكدين أهمية البحرين كدولة فاعلة في الساحة الدولية نظرا إلى موقعها الجيوسياسي وعلاقاتها الممتدة حول العالم.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، برئاسة الدكتور هان سونغ سو رئيس مجلس رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أكدت الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة عضو مجلس رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة، رئيسة الدورة الحادية والستين للجمعية العامة، أن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم هو الداعم الأول والرئيسي لمبادئ الأمم المتحدة.
وأضافت على هامش ختام فعاليات اجتماع مجلس رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة السابقين، الذي استضافته مملكة البحرين، ان الاجتماع الذي عقد على مدى يومين ناقش مجموعة من القضايا الرئيسية، التي تشمل ملف الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، انطلاقا من دور المجلس كمنتدى قيادي دائم لتعزيز التعددية والتعاون الدولي، بهدف ترسيخ أهداف الأمم المتحدة، في مقدمتها حفظ الأمن والسلم الدوليين.
وقالت الشيخة هيا بنت راشد إنه سيتم عقد اجتماع بعد 6 أشهر في كوريا الجنوبية لمتابعة ما يتم تقديمه من قبل الامم المتحدة في موضوع الأمن السيبراني والجريمة الالكترونية ومعالجتها.
وأوضحت أن جميع دول الخليج العربي وبالأخص البحرين تعمل جاهدة لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا والأضرار المترتبة على الحرب، وذلك عن طريق تكاتف كل الجهود من أجل التغلب عليها، وتوفير بيئة آمنة وتنمية مستدامة حقيقية لكل الشعوب.
وحول أهمية الاجتماع المنعقد في المملكة، أشارت الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة إلى أن حقوق الإنسان يعتبر من أولويات العديد من الدول منها مملكة البحرين التي تحافظ على صون حقوق المواطنين والمقيمين وهي من الدول التي يعيش فيها الإنسان بحرية ومساواة.
ونوهت إلى أن دستور مملكة البحرين كفل حقوق الإنسان ومبادئه، حيث إنه منذ انضمامها إلى الأمم المتحدة عام 1971 أخذت المملكة على عاتقها بذل كل جهد في سبيل تعزيز حقوق الإنسان ومحاربة الفقر وحماية البيئة المحلية، وها هي اليوم تستضيف هذا الاجتماع على أرضها تأكيداً لدورها المحوري والعام في تعزيز الأمن والسلم الدوليين.
من جانبه، قدم الدكتور هان سونغ سو الرئيس الـ56 للجمعية العامة للأمم المتحدة جزيل شكره لمملكة البحرين على استضافة الدورة الثانية للمجلس بعد تنشيطه، والذي يسعى إلى تقديم خبرات الرؤساء السابقين للجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف تعزيز التعددية وتحقيق الأهداف العليا لميثاق الأمم المتحدة.
وأعرب الدكتور هان سونغ سو عن أمله أن يسهم اجتماع مجلس رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة، المنعقد في مملكة البحرين، في توفير أرضية مناسبة لانطلاق مناقشات ومبادرات بناءة تعمل على ترسيخ مبادئ الأمم المتحدة وتعزيز الأمن والسلم العالمي، وتوفير بيئة صالحة لتنمية مستدامة وحقيقية لكل الشعوب.
وأعرب أعضاء وفد رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة السابقين عن شكرهم وتقديرهم لحضرة صاحب الجلالة على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وعلى استضافة مملكة البحرين لاجتماعهم، مشيدين بالدور الحيوي الذي تضطلع به المملكة في دعم جهود الأمم المتحدة، كما أطلعوا جلالته على أهم الموضوعات التي ستتم مناقشتها خلال الاجتماع، وأثنوا على مظاهر النهضة والنمو والتطور التي تشهدها المملكة تحت قيادة جلالة الملك المعظم.
وألقى رئيس الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة تشابا كوروسي كلمة عبر الفيديو، أشاد فيها باجتماع مجلس رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة في مملكة البحرين، مقدماً شكره لجلالة الملك المعظم ولحكومة البحرين على هذه الاستضافة.
واستعرض كوروسي التحديات التي يمر بها العالم اليوم على مختلف الأصعدة، داعياً إلى تكاتف كل الجهود من أجل التغلب عليها، وتوفير بيئة آمنة وتنمية مستدامة حقيقية لكل الشعوب.
وأعرب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة عن أمله في أن يكون هذا الاجتماع منصة جديدة قادرة على تعزيز قيم ومبادئ الأمم المتحدة، والدفع بها إلى الأمام عبر الاستفادة من الخبرات المتراكمة للرؤساء السابقين وما يملكونه من نظرة مستقبلية.
وشارك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في الاجتماع بكلمة عبر الفيديو، قدم خلالها الشكر والتقدير لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم على هذه الدعوة الكريمة، ولمملكة البحرين على استضافة أعمال الاجتماع، موجها التحية إلى الرؤساء السابقين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأشار غوتيريش إلى أن العالم يواجه بالفعل العديد من التحديات، بما في ذلك تحديات العالم الرقمي السريع، حيث تدخل التكنولوجيا في جميع جوانب الحياة، منوهاً إلى أنه من الضروري ألا تكون هذه التكنولوجياً سببا في خلق أي نوع من عدم المساواة، إلى جانب أهمية العمل على التقليل من المخاطر التي يمكن أن تتسبب بها التقنيات الرقمية الحديثة، وخصوصا المعلومات الخاطئة والمضللة وخطاب الكراهية.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من إساءة استخدام البيانات الشخصية، التي يتم استغلالها لتحقيق أهداف خارج نطاق القانون، لذلك فمن المهم العمل على وضع معايير جديدة وصارمة لتحسين الحماية السيبرانية ومنع انتهاكات المعلومات ووقف المراقبة غير القانونية، مضيفاً أنه قدم اقتراحاً لميثاق رقمي عالمي، سيتم الاتفاق عليه في قمة المستقبل في العام المقبل، بمشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني وشركاء آخرين، إلى جانب العمل مع مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة لتعزيز مدونة قواعد السلوك لسلامة المعلومات على المنصات الرقمية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك