العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

اتحاد الشغل التونسي ينظم أكبر احتجاج مناهض للرئيس قيس سعيد حتى الآن

الأحد ٠٥ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

تونس‭ ‬‭ ‬رويترز‭: ‬نظم‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬التونسي‭ ‬للشغل‭ ‬أمس‭ ‬السبت‭ ‬احتجاجا‭ ‬مناهضا‭ ‬للرئيس‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬هو‭ ‬الأكبر‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬مستعرضا‭ ‬قوته‭ ‬بعد‭ ‬إجراءات‭ ‬صارمة‭ ‬اتخذتها‭ ‬السلطات‭ ‬بحق‭ ‬المعارضين‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭. ‬وامتلأ‭ ‬شارع‭ ‬الحبيب‭ ‬بورقيبة‭ ‬بعدة‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬المحتجين‭ ‬الذين‭ ‬رفعوا‭ ‬لافتات‭ ‬كتب‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬لا‭ ‬للحكم‭ ‬الفردي‮»‬‭ ‬ورددوا‭ ‬هتاف‭ ‬‮«‬حريات‭ ‬حريات‭ ‬دولة‭ ‬البوليس‭ ‬وفات‭ ‬انتهت‮»‬‭. ‬

ونظمت‭ ‬المسيرة‭ ‬بعد‭ ‬أسابيع‭ ‬من‭ ‬اعتقالات‭ ‬استهدفت‭ ‬معارضين‭ ‬بارزين‭ ‬لسعيد‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬إجراءات‭ ‬صارمة‭ ‬كبيرة‭ ‬منذ‭ ‬انفراده‭ ‬بسلطات‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬حيث‭ ‬حل‭ ‬البرلمان‭ ‬وتحول‭ ‬إلى‭ ‬الحكم‭ ‬بإصدار‭ ‬المراسيم‭. ‬وقال‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬الطبوبي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لاتحاد‭ ‬الشغل‭ ‬أمام‭ ‬الحشود‭: ‬‮«‬سنواصل‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الحريات‭ ‬وكل‭ ‬الحقوق،‭ ‬ومهما‭ ‬كلفنا‭ ‬ذلك‭.. ‬لا‭ ‬نخشى‭ ‬السجون‭ ‬والاعتقالات‮»‬‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬أحيي‭ ‬الحقوقيين‭ ‬والسياسيين‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬المرناقية»؛‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬المعتقلين‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الاخيرة‭. ‬

وقال‭ ‬حمة‭ ‬الحمامي‭ ‬زعيم‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬لرويترز‭: ‬‮«‬الإجابة‭ ‬الوحيدة‭ ‬على‭ ‬سعيد‭ ‬والدكتاتورية‭ ‬الزاحفة‭ ‬هي‭ ‬الشارع‭ ‬والاحتجاج‮»‬‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬يريد‭ ‬بث‭ ‬الخوف‭ ‬والتونسيون‭ ‬لم‭ ‬يعودوا‭ ‬يخافوا‮»‬‭. ‬ويقول‭ ‬معارضو‭ ‬سعيد‭ ‬إن‭ ‬الأمر‭ ‬أصبح‭ ‬أوضح‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى؛‭ ‬فسعيد‭ ‬فكك‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬جلبتها‭ ‬ثورة‭ ‬2011‭ ‬التي‭ ‬أطلقت‭ ‬شرارة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬وسيقضي‭ ‬على‭ ‬الحريات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬بفضلها‭. ‬ويقول‭ ‬سعيد‭ ‬ان‭ ‬تصرفاته‭ ‬قانونية‭ ‬وضرورية‭ ‬لإنقاذ‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬ولا‭ ‬تعد‭ ‬انقلابا‭. ‬

واتسمت‭ ‬انتقادات‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬التونسي‭ ‬للشغل‭ ‬لخطوات‭ ‬سعيد‭ ‬بالبطء‭ ‬في‭ ‬بادئ‭ ‬الأمر‭ ‬بينما‭ ‬وصفتها‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬بالانقلاب‭ ‬لكن‭ ‬الاتحاد‭ ‬ذا‭ ‬النفوذ‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬معارضة‭ ‬الرئيس‭ ‬بوضوح‭ ‬مع‭ ‬إحكام‭ ‬سعيد‭ ‬قبضته‭ ‬وتجاهله‭ ‬للاتحاد‭ ‬ولاعبين‭ ‬آخرين‭. ‬واعتقل‭ ‬مسؤول‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي‭ ‬لأنه‭ ‬نظم‭ ‬اضرابا‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬تحصيل‭ ‬الرسوم‭ ‬على‭ ‬الطرق‭ ‬السريعة‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬صحيفة‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬التونسي‭ ‬للشغل‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬سعيد‭ ‬أعلن‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الاتحاد‭ ‬وأعضائه‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬مليون‭ ‬عضو‭. ‬

ومنعت‭ ‬السلطات‭ ‬التونسية‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬قادة‭ ‬النقابات‭ ‬العمالية‭ ‬الأجنبية‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬تونس‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬المسيرة‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬التضامن‭ ‬مع‭ ‬اتحاد‭ ‬الشغل‭ ‬وقال‭ ‬سعيد‭ ‬إنه‭ ‬لن‭ ‬يقبل‭ ‬انضمام‭ ‬الاجانب‭ ‬إلى‭ ‬الاحتجاجات‭. ‬ويشير‭ ‬حجم‭ ‬المسيرة‭ ‬أمس‭ ‬السبت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اتحاد‭ ‬الشغل‭ ‬مازال‭ ‬يمثل‭ ‬خصما‭ ‬قويا‭ ‬قد‭ ‬يتكبد‭ ‬سعيد‭ ‬العناء‭ ‬لتنحيته‭ ‬جانبا‭ ‬مع‭ ‬تحركه‭ ‬لتهميش‭ ‬المعارضين‭ ‬الاخرين‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬انتخابات‭ ‬برلمانية‭ ‬لم‭ ‬تحظ‭ ‬بنسبة‭ ‬إقبال‭ ‬عالية‭. ‬

وقد‭ ‬تتصاعد‭ ‬احتمالات‭ ‬الغضب‭ ‬الشعبي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬اقتصاد‭ ‬تونس‭ ‬واقتراب‭ ‬مالية‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬شفا‭ ‬الإفلاس‭ ‬ونقص‭ ‬السلع‭ ‬الاساسية‭. ‬وألقت‭ ‬الشرطة‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬شخصيات‭ ‬بارزة‭ ‬من‭ ‬المعارضة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬الأسابيع‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬معظمهم‭ ‬على‭ ‬صلة‭ ‬بائتلاف‭ ‬أحزاب‭ ‬ومحتجين‭ ‬يخطط‭ ‬للخروج‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬اليوم‭ ‬الأحد‭ ‬ووجهت‭ ‬إليهم‭ ‬اتهاما‭ ‬بالتآمر‭ ‬ضد‭ ‬أمن‭ ‬الدولة‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬المعتقلين‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬سياسيون‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬النهضة‭ ‬الإسلامي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬أكبر‭ ‬حزب‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬المنحل‭ ‬وزعماء‭ ‬جماعة‭ ‬احتجاج‭ ‬ومدير‭ ‬إذاعة‭ ‬موزاييك‭ ‬اف‭.‬ام‭ ‬أهم‭ ‬وسيلة‭ ‬اعلام‭ ‬مستقلة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬ورجل‭ ‬أعمال‭ ‬بارز‭. ‬وقال‭ ‬أستاذ‭ ‬تونسي‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬الاحتجاج‭ ‬يدعى‭ ‬ناجح‭ ‬الزيدي‭: ‬‮«‬سعيد‭ ‬يهدد‭ ‬الكل‭.. ‬أحزاب‭ ‬ونقابات‭ ‬ومجتمع‭ ‬مدني‭.. ‬التونسيون‭ ‬خرجوا‭ ‬ليعبروا‭ ‬عن‭ ‬رفضهم‭ ‬للشعبوية‭ ‬الزاحفة‭ ‬والدكتاتورية‭ ‬الناشئة‮»‬‭. ‬

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا