كتبت: فاطمة علي
قدمت عيادة تخصصية تعني بمرض «الوذمة اللمفاوية» في مستشفى الملك حمد الجامعي خدمات علاجية وتأهيلية لــ 1468 حالة خلال العامين الماضيين، منها 985 حالة لمريضات أصبن بسرطان الثدي وتم تحويلهن للمتابعة ضمن برنامج تأهيل المريضات قبل وبعد عمليات استئصال الورم، إذ يتم إخضاعهن للمراقبة الدورية لرصد أي تغيرات غير طبيعية في الغدد الليمفاوية بالذراعين لتتم الاستجابة الفورية ووضع خطة علاجية منعا لحدوث أي مضاعفات صحية.
يأتي ذلك تزامنا مع احتفالات العالم غدا باليوم العالمي «للوذمة اللمفاوية»، بهدف رفع مستوى الوعي حول المرض وتثقيف العالم بمدى انتشاره وتوفير المعلومات اللازمة عنه وعرض آخر ما تم التوصل إليه من علاجات وطرق تشخيص.
صرحت بذلك لــ«أخبار الخليج» أخصائية العلاج الطبيعي واللمفاوي وتأهيل مرضى سرطان الثدي في «مستشفى الملك حمد الجامعي» هيا سالم عبدالله، مشيرة إلى أن العيادة شخصت 181 مريضا بالوذمة الليمفاوية الأولية التي تحدث في أي مرحلة عمرية، لكن غالباً ما تكـون بعد تخطي مرحلة البلوغ، فيما تم تشخيص 384 إصابة بالوذمة اللمفاوية الثانوية خلال الفترة نفسها، موضحة أن الوذمة اللمفاوية عبارة عن تورم بالأنسجة نتيجة تراكم سائل غني بالبروتينات نتيجة خلل وظيفي في الجهاز اللمفاوي المسؤول عن تصريف الخلايا الميتة، الدهون والجراثيم، مؤكدة أن النساء أكثر إصابة من الرجال خصوصا بعد العمليات الجراحية لسرطان الثدي ومتوسط العمر هو 56 سنة.
وذكرت أخصائية العلاج الطبيعي واللمفاوي أن الأعراض غالبا ما تظهر بالذراعين والساقين ويشعر المريض بثقل في الجزء المصاب لتمتد إلى جدار الصدر أو البطن أو الرقبة أو الأعضاء التناسلية، مفيدة بأن هناك نوعان من الوذمة اللمفاوية تعرف الأولى بالوذمة اللمفاوية الأولية وأخرى بالوذمة اللمفاوية الثانوية، حيث ترتفع نسب الإصابة بين النساء كونهن الفئة الأكثر عُرضة للإصابة بالوذمة اللمفاوية الأولية والتي ترجع إلى عيب خلقي منذ الولادة أو تحدث في مرحلة عمرية مبكرة. وأشارت إلى أن النوع المعروف باسم «الوذمة اللمفاوية الثانوية» فيُعد أكثر شيوعاً ويمكن أن تحدث الوذمة اللمفية الثانوية بسبب أمراض أو إصابات مختلفة، إلا أنها قد تحدث أيضًا بسبب بعض العلاجات، موضحة بأن أكثر الأسباب شيوعًا هي أمراض السرطان وعلاج السرطان وتشمل هذه الأسباب إزالة الغدد اللمفاوية أو الخضوع للعلاج الإشعاعي، منوهة إلى أن من أهم العوامل التي تعزز الإصابة بالوذمة اللمفاوية هي زيادة الوزن الشديدة (السمنة) وبعض الأمراض الالتهابية مثل التهاب الجلد.
وأكدت أنه ولصعوبة الشفاء من الوذمات اللمفاوية إلا أن اتباع سُبل العلاج السليمة يُمكن أن يُسهم في الحيلولة دون تطور المرض ودخول المريض في مراحل متأخرة منه بشكل سريع، حيث إن العلاج الفيزيائي المعقد لإزالة الاحتقان يعتبر العلاج الاساسي في الوذمة اللمفاوية وينقسم إلى مرحلتين: يبدأ بمرحلة العلاج المكثف إذ يتلقى المريض العلاج بشكل يومي، ويليها مرحلة المحافظة باستخدام جوارب ضاغطة خاصه بالوذمة اللمفاوية، إذ يأتي دور المريض في الاعتناء بالوذمة بالوسائل التي تعلمها.
وتطرقت أخصائية العلاج الطبيعي اللمفاوي إلى أنه تم علاج 320 مريضا من المصابين بالقصور الوريدي خلال العامين الماضيين في العيادة، مشيرة إلى ان خطة العلاج تشمل التمارين العلاجية والتي تسهم في تحفيز حركة السائل اللمفاوي من الأطراف المصابة، يليها العناية بالبشرة للتقليل من مخاطر الالتهابات الجلدية مثل التهاب النسيج الخلوي كذلك تصريف السائل اللمفاوي لتنشيط حركة الأوعية اللمفاوية بشكل كبير، ما يساعد على تصريف السوائل المتجمعة في الأنسجة الضامة، كذلك تضميد الوذمة اللمفاوية متعدد الطبقات الذي يساعد بالضغط على العضلات المحيطة بالأوعية والغدد اللمفاوية وأخيرا التوعية والتدريب على العلاج الذاتي.
يجدر بالذكر أن مستشفى الملك حمد الجامعي يعتبر اول مستشفى حكومي يقدم خدمات نوعية تخصصية لهذا المرض، حيث بدأ العمل بالعيادة في عام 2013 بأخصائي واحد، وتم توسيع وتطوير العيادة خلال السنوات العشر الماضية بشكل جذري شملت زيادة كوادرها ونوعية خدماتها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك