انفرد المنامة بصدارة الترتيب بعد نهاية الجولة الـ«14» لدوري ناصر بن حمد الممتاز لكرة القدم مستفيدًا من فوزه على الخالدية بهدف مهدي عبد الجبار، ووقوع منافسيه وملاحقيه الأربعة في «فخ» التعادل السلبي، بينما حقق البديِّع أول فوز له في المسابقة هذا الموسم وكان على حساب البحرين؛ والذي ورّطهُ معه مؤخرة الترتيب، بعد أن حقق الشباب فوزًّا مهمًّا على الحالة، وليكون الموقف في الترتيب والنقاط على النحو التالي: المنامة «27»، الخالدية والمحرق والرفاع وسترة «24»، الأهلي «20»، الحد «19»، الحالة «18»، الرفاع الشرقي «15»، الشباب «14»، البحرين «13» والبديع «5».
وأكاد أجزم بأن المستوى الفني للمباريات الست في الجولة كان هزيلًا، وواحد من دلالات هزالته هو معدّل الأهداف التي سُجلت في المباريات الست؛ والتي لم تتعد الثلاثة أهداف، أحدها من ركلة جزاء، وهو ما يعني أن الفرق تكتيكيًّا لعبت للتعادل، فالدفاع أولًا وأخيرًا وما بعدي «الطوفان»، وأعتقد أن هذه سياسة كثير من المدربين الذين يرفضون «المغامرة» أو البحث عن طرائق هجوميّة يكسرون بها «العزل» الدفاعي، وبالذات أنّنا في المباريات القوية والتنافسيّة على المركز المتقدِّمة لا يمكن أن تتوقع فيها إلّا النادر من الفرص الحقيقية، لأن الفرق ومدربيها يبالغون في الحذر.
لنبحر أكثر في قمتا الجولة؛ المنامة والخالدية والكلاسيكو بين «المحرق والرفاع»، ولنقم بإحصائية حول الجمل التكتيكية الهجوميّة والتي يُمكن أن نطلق عليها «فرصا حقيقيّة»، سنرى أنها معدومة تقريبًا، حتى هدف القمة الاستثنائيّة للمنامة مع الخالدية فإن الهدف الوحيد جاء من خطأ فادح لمدافعي الخالدية وبالذات أن الكرة الطويلة للاعب المنامة كان يُفترض ألّا توقعهما في خطأ يُتيح للقناص مهدي عبد الجبار أن ينفرد بالحارس «سيد شبر»، ولا أعتقد أنهما يُمكن أن يقعا في مثل هذا الخطأ ولو مرة من عشر تُعاد فيها اللعبة!
ويُمكن القول إن أيٍّ من الفريقين عجز عن صناعة فرصة حقيقيّة بالمعنى المتعارف عليه، وليس تسديد كرات بعيدة المدى تعتلي العارضة أو تجانب القائم.
كنت شخصيًّا أتوقع أن قمة الجولة أو اصطلاحًا «الكلاسيكو» بين المحرق والرفاع أن يعمل أحدهما على قلب الأمور على الآخر، ولكنهما عجزا عن ذلك، لأن الحذر التكتيكي كان عُنوانًا للمواجهة، لكننا لم نتوقّع السلبية فعلى الأقل أن يظفر أحدهما بهدف ؛ وبالذات أن قمة من هذه النوعيّة قد لا نشهد فيها سوى فرصة حقيقيّة واحدة، لكن الحذر والتركيز على اللعب في مساحات ضيِّقة، وتأخير مدرب الرفاع في إشراك اللاعب علي حسن مبكرًا رغم أنّه يحتاج إلى الثقة لكونه نهّازًا للفرص؛ جعل كلا الفريقين يعجز عن مواصلة ملاصقته للمتصدر.
وفي لقاء الأهلي وسترة الأمر لم يختلف، ولكن فقط هُنا يمكن تسجيل فرصة حقيقيّة واحدة لا غير وكانت في الدقيقة «82» عبر اللاعب مشعل المنفرد وجهًا لوجه مع حارس الأهلي لطف الله، ولكن العجيب أنّه ارتبك أمامه فسدد في يديه حيث لا يجب أن يُسدد، وقبل ذلك لم تُخلق فرص عدا مشاهدتنا تسديدات بعيدة؛ واحدة لسيد قاسم سترة صدها لطف الله، وأخرى لقائد الأهلي عباس عيّا اعتلت العارضة!
والفريقان اللذان استفادا من الجولة هما البديع بفوزه على البحرين بهدف من ركلة جزاء وأداء متكافئ من الطرفين، وفوز للشباب على الحالة بهدف ولعب متكافئ فنيًّا على مدار الشوطين، الأول للشباب خطف منه هدفًا مبكرًا عبر سيد ضياء، بينما الثاني كان للحالة ولكن من دون خطورة حقيقيّة تُذكر!
ومن النهايات السلبية في الجولة والمماثلة لسابقاتها في ندرة الفرص الحقيقية؛ تلك التي جمعت الحد مع الرفاع الشرقي، فالثقل كان وسط الملعب وكلاهما يلعب بدفاع صارم يجعل مهمة أي اختراقات صعبة وإن جاءت عبر الأطراف فهي من دون خطورة، والمسؤولية هُنا على اللاعبين الذين يغيب عنهم التركيز رغم توجيهات المدربين!
التحكيم:
لم يغب التحكيم عن النقد القوي وإن قلّ عن المرّات السابقة، ولكن أعتقد أن الحذر من قبل بعض الحكام في تطبيق القانون؛ يكسر هيبة الأخير، لأنه ليس من الضرورة أن تخرج المباريات من دون بطاقات ملوّنة ليقال بأن الحكم نجح في إدارتها، ومثال لقاء الأهلي وسترة كان يمكن أن نرى على الأقل بطاقتين حمراوين، ولكن الحكم ابتعد عن تطبيق ذلك!
الهدافون:
ظل «القنّاص» مهدي عبد الجبار على رأس قائمة الهدّافين برصيد «11» هدفًا بعد تسجيله لهدف فريقه المنامة في مرمى الخالدية، مبتعدًا عن مهدي حميدان لاعب الخالدية «8» وعثمان الحاج لاعب سترة «7».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك