الصحة والتكنولوجيا هي تركيبة غيرت نهجها تجاه أمراض مثل مرض السكري في السنوات الأخيرة، ومثلما هو الحال مع أي تكنولوجيا مبتكرة ومستجدة، تحاول أن تتطور لتخدم المرضى بشتى الطرق، في المقال التالي تشرح الدكتورة خديجة العلا استشاري طب الأطفال وأمراض السكري تأثير التطور التكنولوجي على مرض السكري، والتي بدأت حديثها قائلة:
أفاد الاتحاد الدولي للسكري (IDF) بأن حوالي 537 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من مرض السكري. وقد تزايد عدد الحالات على مدى العقود القليلة الماضية، ويتوقع الاتحاد الدولي أن 783 مليون شخص سيعانون من مرض السكري بحلول عام 2045 – بزيادة قدرها 46%.
لكي يحافظ السكريون على معدلات سكر طبيعية في الدم، فإنهم يحتاجون إلى بذل مجهود كبير، ويحتاج من يعاني من السكر النوع الأول إلى فحص معدل السكر في الدم 6 مرات على الأقل يوميا، والقيام باللازم في حال ارتفاع أو انخفاض معدل السكر في الدم.
لذلك فإن التطور التكنولوجي يلعب دورا كبيرا في التقليل من عبء التعايش مع مرض السكري، مما يؤدي إلى تحسين جودة ونوعية الحياة، والتكنولوجيا تساعد على السيطرة على معدلات السكر في الدم بشكل أفضل مما يؤدي الى تقليل مضاعفات المرض.
التطور التكنولوجي في أجهزة قياس معدل السكر في الدم
تطورت أجهزة القياس بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، في السابق يتم شك الإصبع باستخدام إبرة صغيرة ووضع قطرة الدم في شريط ومن ثم وضع الشريط في جهاز قياس السكر وقراءة مستوى السكر في شاشة الجهاز ولا يزال هذا النوع يستخدم، وتكرر هذه العملية مرات عديدة في اليوم، إلا أنه ظهرت أجهزة متطورة فمثلا يتم تثبيت مستشعر في الجسم ويقوم بقياس معدل السكر بشكل مستمر ويمكن قراءة مستوى السكر من جهاز المستشعر نفسه أو عن طريق برامج تنزل في جهاز التليفون أو الساعة الذكية ومراقبة معدل السكر للأربعة والعشرين ساعة في اليوم، وهناك نوع آخر أيضا يتم تثبيت المستشعر أو المجس في الجسم ويمرر جهاز القراءة أو الهاتف المحمول على الجهاز ليسجل معدل السكر، وتمتاز هذه الأجهزة بإطلاق رنة تنبيهية في حال هبوط معدل السكر لتنبيه أهل الطفل لعمل اللازم، كما يمكن لذوي الطفل قياس معدل السكر أثناء النوم من دون الحاجة الى الوخز أو إيقاظ الطفل، كما يمكن لوالدي الطفل معرفة القراءات من هواتفهم حتى في حال وجود الطفل في المدرسة أو في بلد آخر، كما يمكن لطبيب الطفل أيضا متابعة معدلات السكر من جهازه.
التطور التكنولوجي في أدوات ضخ الإنسولين في الجسم
في بداياتها كانت حقن الإنسولين معدنية، ولا يتم تبديل الإبرة بل يتكرر استعمالها وتحتاج إلى تعقيم بالماء الساخن ويمكن أن تسبب التهابات، وحد الإبرة المسنن يتفلطح مع تكرار الاستخدام مما يؤدي إلى تلف الجلد، ومن ثم تطورت الحقن إلى بلاستيكية يمكن استبدالها واستبدال الإبرة بعد كل استخدام، وبعدها جاءت الأقلام لتسهل عملية الحقن وحفظ الإنسولين، والأقلام نفسها تطورت إلى أنواع بها ذاكرة الاستخدام وتسمى الأقلام الذكية، وأنواع يمكنها تتحسس درجة الحرارة وإعطاء تنبيه في حال كانت درجة حرارة الجو مرتفعة لأنها تؤدي إلى تلف الإنسولين، كما يمكنها الاتصال بالأجهزة الذكية لتقوم بحساب الكربوهيدرات وحساب جرعات الإنسولين المناسبة. وهناك أقلام تعاطي الإنسولين عن طريق خاصية الضغط على الجلد بدون وجود إبرة ويعيب هذا النوع السعر الباهظ.
وهناك قطعة سيليكونية (آي بورت) تلصق في الجسم وتبقى ستة أيام ويتم حقن الإبر بها بدون الحاجة إلى حقن الجلد مباشرة.
وتطورت أدوات ضخ الإنسولين لتظهر المضخة التي بدأت صناعتها في ستينيات القرن الماضي وكانت كبيرة بحجم حقيبة المدرسة وتطورت إلى حجمها الحالي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك