العدد : ١٧٠٧١ - الأربعاء ١٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧١ - الأربعاء ١٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تحول الاهتمام الإعلامي بمأساة غزة في خضم أحداث الشرق العربي

بقلم: د. جيمس زغبي

الأربعاء ١٨ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

من‭ ‬المحزن‭ ‬والمثير‭ ‬للسخط‭ ‬السهولة‭ ‬التي‭ ‬تتنقل‭ ‬بها‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الإخبارية‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬قصة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬ومن‭ ‬خبر‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬حتى‭ ‬باتت‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالأحداث‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬كل‭ ‬الاهتمام‭.‬

لقد‭ ‬حظيت‭ ‬المأساة‭ ‬الإنسانية‭ ‬المؤلمة‭ ‬التي‭ ‬تدور‭ ‬وقائعها‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬بمتابعة‭ ‬مستمرة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬قد‭ ‬تلاشى‭ ‬الآن‭ ‬وتوارى‭ ‬عن‭ ‬الأنظار،‭ ‬وحجبته‭ ‬تطورات‭ ‬دراماتيكية‭ ‬أخرى‭ ‬تدور‭ ‬وقائعها‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬العربي‭.‬

خلال‭ ‬الأسابيع‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬هيمنت‭ ‬على‭ ‬الأخبار‭ ‬الواردة‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الهجمات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المدمرة‭ ‬على‭ ‬لبنان‭ ‬و«وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬فرضته‭ ‬إسرائيل‭ ‬الآن‭.‬

أما‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬فقد‭ ‬انصب‭ ‬كل‭ ‬الاهتمام‭ ‬وتعلقت‭ ‬كل‭ ‬التقارير‭ ‬الرئيسية‭ ‬بحركة‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام،‭ ‬المنبثقة‭ ‬عن‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة،‭ ‬والتي‭ ‬تحركت‭ ‬وتسيطر‭ ‬على‭ ‬المدن‭ ‬السورية‭ ‬الكبرى‭ ‬مثل‭ ‬حلب‭ ‬وحمص‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬لها‭ ‬عواقبها‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬فإن‭ ‬الحرب‭ ‬المستمرة‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وجراحها‭ ‬المتبقية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تستحق‭ ‬وتستوجب‭ ‬منا‭ ‬ومن‭ ‬العالم‭ ‬كل‭ ‬اهتمامنا‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬التطورات،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬اللافت‭ ‬للنظر‭ ‬أن‭ ‬صحيفة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬نشرت‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬ثلاث‭ ‬قصص‭ ‬مهمة،‭ ‬تملأ‭ ‬صفحة‭ ‬ونصف‭ ‬صفحة‭ ‬كاملة،‭ ‬حول‭ ‬المأساة‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

وتركز‭ ‬أحد‭ ‬هذه‭ ‬المقالات‭ ‬على‭ ‬التقرير‭ ‬الجديد‭ ‬لمنظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬والذي‭ ‬يتهم‭ ‬إسرائيل‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وفيما‭ ‬تطرق‭ ‬تقرير‭ ‬آخر‭ ‬إلى‭ ‬غارة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬دامية‭ ‬استهدفت‭ ‬وسط‭ ‬إحدى‭ ‬‮«‬المناطق‭ ‬الإنسانية‮»‬‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

أما‭ ‬أهم‭ ‬هذه‭ ‬المقالات‭ ‬الثلاث‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬بالنسبة‭ ‬للأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة،‭ ‬كانت‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬دائمًا‭ ‬صراعًا‭. ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬فهي‭ ‬العذاب‭ ‬بعينه‭.‬‮»‬‭ ‬تبرز‭ ‬المقالات‭ ‬الثلاثة‭ ‬معا‭ ‬أهوال‭ ‬الأشهر‭ ‬الأربعة‭ ‬عشر‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬والقصف‭ ‬المستمر‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬النازحين،‭ ‬والمستقبل‭ ‬المؤلم‭ ‬الذي‭ ‬ينتظر‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭.‬

كان‭ ‬التقرير‭ ‬الصادر‭ ‬مؤخرا‭ ‬عن‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬مهما‭ ‬للغاية‭ ‬وذلك‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭. ‬فمنظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬تعد‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬أبرز‭ ‬منظمة‭ ‬مدافعة‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

عندما‭ ‬عملت‭ ‬مدة‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬بتعيين‭ ‬رئاسي‭ ‬في‭ ‬لجنة‭ ‬أمريكية‭ ‬تعاملت‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬الحرية‭ ‬الدينية،‭ ‬اعتمدت‭ ‬تقاريرنا‭ ‬السنوية‭ ‬وتحقيقاتنا‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬تفعل‭ ‬ذلك‭ ‬أيضًا‭. ‬وسواء‭ ‬كنا‭ ‬نتعامل‭ ‬مع‭ ‬بلدان‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬أو‭ ‬آسيا،‭ ‬أو‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬فإن‭ ‬الاهتمام‭ ‬ينصب‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬نشرته‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭.‬

يتم‭ ‬إدانة‭ ‬الدول‭ ‬بشكل‭ ‬روتيني‭ ‬بسبب‭ ‬سلوكياتها‭ ‬المسيئة‭ ‬تحت‭ ‬عبارة‭ ‬‮«‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‮»‬‭ -‬مع‭ ‬استثناء‭ ‬واحد،‭ ‬وهو‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالطبع‭. ‬لقد‭ ‬حظي‭ ‬عمل‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬بالتبجيل،‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بإسرائيل،‭ ‬فإنه‭ ‬كان‭ ‬موضعاً‭ ‬للانتقاد‭.‬

ولذلك،‭ ‬فمن‭ ‬الأهمية‭ ‬بمكان‭ ‬أن‭ ‬تتخذ‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬الجريئة‭ ‬لتعلن‭ ‬بقوة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬ارتكبت،‭ ‬وترتكب‭ ‬جريمة‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬‭.‬

جاء‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬ما‭ ‬يلي‭: ‬‮«‬إن‭ ‬سلوك‭ ‬إسرائيل‭ ‬غير‭ ‬القانوني‭ ‬طوال‭ ‬هجومها‭ ‬العسكري،‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إلحاق‭ ‬ضرر‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬بالفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬القتل‭ ‬والإصابات‭ ‬الخطيرة‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬قصيرة‭ ‬من‭ ‬الزمن‮»‬‭.‬

رداً‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الاتهامات،‭ ‬اتبع‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬ما‭ ‬أصبح‭ ‬مألوفا‭ ‬في‭ ‬سياساتهم‭. ‬إنهم‭ ‬‮«‬يكذبون‭ ‬وينكرون‭ ‬ويحجبون‮»‬،‭ ‬ثم‭ ‬تجدهم‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬يتراجعون‭ ‬عن‭ ‬اتهام‭ ‬متهميهم‭ ‬بالتحيز‭. ‬ومن‭ ‬المثير‭ ‬للاهتمام‭ ‬أنه‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬سوى‭ ‬استجابة‭ ‬قليلة‭ ‬أو‭ ‬معدومة‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬عندما‭ ‬أصدرت‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬ومنظمة‭ ‬حقوقية‭ ‬بارزة‭ ‬أخرى،‭ ‬هي‭ ‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش،‭ ‬تقارير‭ ‬خلصت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬فرضت‭ ‬نظام‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الخاضع‭ ‬لسيطرتها‭.‬

وقد‭ ‬سارع‭ ‬الكونجرس‭ ‬والبيت‭ ‬الأبيض‭ ‬إلى‭ ‬إدانة‭ ‬هاتين‭ ‬الجماعتين‭ ‬المعنيتين‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬واللتين‭ ‬تعتمدان‭ ‬عليهما‭ ‬بشدة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬بلدان‭ ‬أخرى‭.‬

ومن‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أيضًا‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬واشنطن‭ ‬بوست‭ ‬ولا‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬لم‭ ‬تنشر‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬يتعلق‭ ‬بالاتهامات‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالفصل‭ ‬العنصري‭. ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬حظي‭ ‬تقرير‭ ‬حول‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬هذا‭ ‬بتغطية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬كلتا‭ ‬الصحيفتين‭.‬

كانت‭ ‬قصة‭ ‬الغارة‭ ‬الجوية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬المواصي‭ ‬دامية‭ ‬ومدمرة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭. ‬لقد‭ ‬كانت‭ ‬دامية‭ ‬لأنها‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬منطقة‭ ‬للإيواء‭ ‬الإنساني‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬الذين‭ ‬أمرتهم‭ ‬إسرائيل‭ ‬بإخلاء‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬آمنين‭.‬

إن‭ ‬التفجيرات‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬تحدث‭ ‬يومياً،‭ ‬ولكنها‭ ‬نادراً‭ ‬ما‭ ‬تحظى‭ ‬بالتغطية‭ ‬الإعلامية،‭ ‬سواء‭ ‬لأنها‭ ‬أصبحت‭ ‬شائعة‭ ‬أو‭ ‬لأن‭ ‬القصص‭ ‬‮«‬الكبيرة‮»‬‭ ‬اليومية‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭.‬

ربما‭ ‬كانت‭ ‬القصة‭ ‬الأكثر‭ ‬إثارة‭ ‬للقلق‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المقالات‭ ‬الثلاثة‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬محنة‭ ‬المعاقين‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬قبل‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬56,000‭ ‬شخص‭ ‬معاق‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

ورغم‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬بيانات‭ ‬جديدة،‭ ‬فمن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬قد‭ ‬زاد‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭. ‬وقد‭ ‬أرفقت‭ ‬صحيفة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬قصتها‭ ‬بصور‭ ‬أطفال‭ ‬بلا‭ ‬أطراف‭ ‬ويفتقرون‭ ‬إلى‭ ‬الكراسي‭ ‬المتحركة‭ ‬أو‭ ‬مرافق‭ ‬إعادة‭ ‬التأهيل‭        ‬أو‭ ‬التدخل‭ ‬الجراحي‭ ‬عند‭ ‬الحاجة‭.‬

يتطرق‭ ‬المقال‭ ‬المشار‭ ‬إليه‭ ‬بالتفصيل‭ ‬إلى‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬فلسطيني‭ ‬معاق‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬يحتاج‭ ‬ببساطة‭ ‬إلى‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬الحمام‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬حمام‭ ‬يتسع‭ ‬لكرسي‭ ‬متحرك‭.‬

إن‭ ‬القلوب‭ ‬لتنفطر‭ ‬ويعتصرها‭ ‬الألم‭ ‬عندما‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬وجوه‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬الجالسين‭ ‬تحت‭ ‬أنقاض‭ ‬الأحياء‭ ‬المدمرة‭. ‬إنهم‭ ‬أطفال‭ ‬أبرياء‭ ‬بلا‭ ‬مستقبل‭. ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬أن‭ ‬نتخيل‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬خيام‭ ‬مكتظة‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الشتاء‭ ‬أو‭ ‬بين‭ ‬بقايا‭ ‬مبنى‭ ‬مدمر‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬تعرض‭ ‬للقصف‭. ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬اليوم‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

ومن‭ ‬المؤلم‭ ‬دائمًا‭ ‬مواجهة‭ ‬مواقف‭ ‬تعكس‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المعاناة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الأليمة‭. ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نفعل‭ ‬ذلك،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وسكانه،‭ ‬لأننا‭ ‬نحن‭ ‬الأمريكيين‭ ‬مسؤولون‭ ‬جزئياً‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭.‬

وإذا‭ ‬اختفت‭ ‬القصص‭ ‬التي‭ ‬تروي‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المعاناة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الأليمة‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬تتصدر‭ ‬الصفحات‭ ‬الأولى‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تحدث،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬مستمرة‭. ‬لذلك‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تعيدها‭ ‬إلينا‭ ‬صحيفة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬أيام‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭.‬

 

{ رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا