مع انهيار نظام بشار الأسد وفراره إلى روسيا، يسود الترقب في الأوساط المحلية والدولية بشأن طبيعة المرحلة الانتقالية المقبلة. ورافق هذه التطورات المفاجئة تصاعد في أعمال العنف، وعملية اغتيال، وإعدامات ميدانية، إلى جانب عمليات نهب وحرق للمنازل، في مشهد يعكس حالة الانفلات الأمني التي قد تطول البلاد.
وعُثر أمس على الدكتور حمدي إسماعيل ندى، عالم الكيمياء العضوية السوري البارز، مقتولًا داخل منزله في العاصمة دمشق، في جريمة غامضة لم تُعرف ملابساتها بعد.
ويُعدّ الدكتور ندى من أبرز العلماء في مجاله، وكانت له إسهامات مهمة في تطوير الأبحاث الكيميائية على الصعيدين المحلي والدولي، ما أثار تساؤلات حول دوافع اغتياله في هذه المرحلة الحساسة.
في تطور آخر، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تنفيذ فصائل غرفة عمليات «فجر الحرية» إعدامات ميدانية طالت عشرات الجرحى العسكريين التابعين لقوات «مجلس منبج العسكري». الإعدامات وقعت في مستشفى عسكري قرب دوار المطاحن شمال مدينة منبج بريف حلب الشرقي، حيث جرى محاصرة الجرحى وقطع طرق الإجلاء، قبل أن يتم تصفيتهم، بحسب المرصد.
وتزامنت هذه التطورات مع حركة نزوح واسعة لسكان منبج نحو المناطق المجاورة، لا سيما إلى منطقة عين العرب (كوباني)، التي استقبلت أيضًا مهجّري عفرين خلال الأيام الأخيرة، وسط أوضاع إنسانية صعبة، وفقاً للمرصد.
وقد أفادت أنباء عن وقوع اشتباكات عنيفة في محيط مزرعة محصنة يُعتقد أنها تضم ضباطًا كبارًا. وتمّ التداول بمشاهد لإعدامات نُفذت داخل المزرعة، في ظل حالة من الغموض حول هوية المنفذين والمستهدفين حتى الساعة.
وامتدت الفوضى لتشمل سرقة الممتلكات وحرق المنازل، وقد أعلن الممثل السوري سامر إسماعيل في مقطع فيديو نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن مسلحين اقتحموا منزله وسرقوا ممتلكاته، بما في ذلك سيارته. وقال إسماعيل في مقطع الفيديو: «في ناس فاتوا على بيتي، مسلحين عم بقولوا إنو من الثورة، سرقوا بيتي وأخذوا مفتاح السيارة».
وفي وقت لاحق، خرج الممثل بفيديو آخر أوضح فيه أنه حذف الفيديو الأول بسبب «انفعاله الزائد»، مؤكدًا أن ما حصل لن يثنيه عن موقفه الداعم للـ«تحرير»، قائلاً: «كل يلي عم يصير معي، ما بروحلنا فرحة التحرير وما بغير موقفنا وطموحنا انو نحن هلق بمرحلة بناء ودولة جديدة تحترم الناس»، معبرا عن ثقته في إدارة غرفة العمليات العسكرية، رغم اعترافه بالضغوط الكبيرة التي تواجهها.
في الوقت نفسه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الفصائل المسلحة نفذت «عمليات انتقامية»، شملت إحراق منازل وسرقة ممتلكات في عدة أحياء، من بينها حارة نواجة، الأسدية، وطريق الجزيرة. وأسفرت العمليات عن مقتل 3 أشخاص، بينهم سيدة، وسط مخاوف من اتساع رقعة هذه الانتهاكات.
وتعكس هذه الفوضى ملامح مرحلة انتقالية غامضة، قد تفتح الباب أمام سيناريوهات معقدة، تترافق مع تدخلات خارجية أبرزها التصعيد الإسرائيلي المتواصل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك