متابعة: المحرر الثقافي
أقامت مساء الأحد الماضي الموافق 24 نوفمبر2024 أسرة الأدباء والكتاب أمسية شعرية للإماراتي الدكتور الشاعر طلال الجنيبي الذي قدمته الشاعرة نادية الملاح.
وفي بداية الأمسية قال الجنيبي: «يطيب لي أن أكون حاضرا بين الأحبة في بحرين الوفاء قادما من إمارات الكرامة ملبيا لدعوة كريمة من أسرة أدباء وكتاب البحرين «عبور» وهي عنوان أمسيتي الليلة، التي أتمنى من خلالها أن تنال قصائدي قبول الحاضرين وتعكس ملامح تجربتي الشعرية».
وكعادته الجنيبي حينما يصعد المنصة يمتلك قلوب الحضور بما حباه الله من مفردة شعرية ذات اتصال روحي وفكر بلاغي يستضيف المرء قبل استضافة المكان. يسافر بمفردته الشعرية عبر بلدان الدنيا، تاركاً لغتها الجمالية وبعدها المتصل بالروح، كنبض لا يهدأ ولا يغادر الروح –الا- وسر البوح يسبقه بالتألق.
وبفضاء زايد الذي اعتاد عليه الشاعر ان يتقدمه كقوله من قصيدة «فضاء زايد»:
إلى الفضاء ستنقل الأحلاما
إلى ارتياد يقتضيك لزاما
إلى ارتقاء لا يقاس بغيره
حتى يزيدك رفعة ومقاما
من هنا انطلق الجنيبي ليرسم للوطن ومؤسسه الأول صورة لا تغادر القلب، تنطوي في ربوع وطنه الإمارات ورجالاته.
وعبر ظل زايد سافر الشاعر الجنيبي عبر إلقاء العديد من القصائد، منها الغزلية ومنها ذات الحكمة والبعد الفلسفي، ومنها في حب رسول الله محمد بن عبدالله وكان التنغيم صور الجنيبي التي تدخل بسحرها الشعري في مدائن الروح والجمال.
ومن مثل الشعر ذاكرة التاريخ والسفير العربي الذي ترك لنا صحوة سكنت نفوسنا، فحمّلتنا أمانة اللغة وبلاغتها، ولم تتركنا لفضاء الصحراء دون وعي من صهيل الحصان العربي.
فالريح رغم تقلبها، هي الذاكرة التي تتجوسق في القلب كلما مرّ بها الزمان اشتدت في خضرتها واصرت على ولادة جديدة تكون لأولنا خطوة ولآخرنا صحوة، والصحوة في كلتا الحالتين هي بناء مشيّد بالحلم والإصرار، فنسكنه دون خوف ودون رهبة من أحد، كونه البيت الذي عرفه الإنسان العربي، فتمسك به وأنجب خير من حملوا الرسائل للآخرين.
كلُّ هذا يجتمع في فن الشعر، ودونه لا يبقى للحب معنى وللجمال التفاتة، فالشعر هو الأول وهو الأمثل الذي مثل حضارتنا العربية، عبر نهج تاريخها القديم والمعاصر.
فلا رسالة تصلنا دون أن يوقظ الشعر ذاكرتنا بالصحوة التي وأن غيبت اعادها الشعر لنا فارساً يجوب بلدان الدنيا.
ولم ينفك الشعر عن فضاء الجنيبي، لأنه الغاية التي منها انطلقت قريحته، ودون ذلك يبقى الحب خاويا من غير سيد القصيدة في النغم الفني لدى الشاعر طلال الجنيبي.
والجميل في هذه الليلة هم الحضور الذي ظل مشدوداً مشنف الأذان، في أمسية ترك الحب فيها فرحا وحلما أطلق للحمام لغته الأخرى.
فالحكاية في نص الجنيبي، حكاية متصلة بالروح اولاً، كونها تسكن وطناً لا يغادره الشعر دون أن يطبع عليه من ذاكرته، ما تسمو به القصيدة وما يؤسسه التاريخ في الذاكرة من حب لا يغادر مكان ولادته، ولا يتركنا للوحشة.
كون القصيدة هي اللغة التي عشقها طلال، فاصر على تدليلها، والبوح عبر مشاعرها، دون أن تغيبه السنوات أو تستوحشه الظلمة، فالحكاية كم أكد عليها طلال، هي الحكاية في دلال النص الشعري وهي بحجم وطنه الإمارات.
ولم تكن الثيمة التي عرف بها الجنيبي «التوقيع الصوتي» إلا لحن يترك في نفس المستمع اشتعالات أخرى لحكايات النص، التي هي المشجب لقلب طلال، ورسالة كبيرة في مدن الحلم والواقع في صدر وإحساس الشاعر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك