العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

ألوان

معرض لفنان عالمي بتنظيم من «مؤسسة راشد آل خليفة» بالتعاون مع «الثقافة»
«ذكــريــات الـفــولاذ».. الـحـضـارات الـزائـلـة بـوابـات الـعـصــــر

كتبت‭: ‬زينب‭ ‬إسماعيل‭ ‬

الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

 

تصوير‭ - ‬محمود‭ ‬بابا

بتنظيم‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للفنون‭ ‬وبالتعاون‭ ‬مع‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار،‭ ‬اُفتتح‭ ‬معرض‭ ‬‮«‬ذكريات‭ ‬محفورة‭ ‬بالفولاذ‭: ‬أصداء‭ ‬من‭ ‬دلمون‭ ‬وما‭ ‬بعدها‮»‬‭ ‬للفنان‭ ‬الإسباني‭ ‬خوان‭ ‬غارايزابال،‭ ‬وذلك‭ ‬السبت‭ (‬23‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭) ‬في‭ ‬متحف‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭.‬

حضر‭ ‬الافتتاح‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للفنون‭ ‬ورئيس‭ ‬مؤسسة‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للفنون،‭ ‬وفرح‭ ‬مطر‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬الثقافة‭ ‬والمتاحف‭ ‬بهيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار،‭ ‬والفنان‭ ‬خوان‭ ‬غاريزابال‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬جمع‭ ‬من‭ ‬الدبلوماسيين‭.‬

يستمر‭ ‬المعرض‭ ‬حتى‭ ‬23‭ ‬مايو‭ ‬2025،‭ ‬ويتيح‭ ‬للزوار‭ ‬فرصة‭ ‬للتفاعل‭ ‬مع‭ ‬12‭ ‬نصبًا‭ ‬فولاذيا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬الباحة‭ ‬الخارجية‭ ‬للمتحف،‭ ‬و5‭ ‬نُصب‭ ‬فولاذية‭ ‬أصغر‭ ‬في‭ ‬الباحة‭ ‬الداخلية‭ ‬برفقة‭ ‬رسومات‭ ‬مفصلة‭ ‬تنقل‭ ‬الزوار‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬تأملية‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬التاريخ‭ ‬والحداثة،‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الحضارات‭ ‬الزائلة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬بوابات‭ ‬العبور‭ ‬إلى‭ ‬الأزمنة‭ ‬الحديثة،‭ ‬وهي‭ ‬أيضا‭ - ‬أي‭ ‬الحضارات‭ - ‬ذات‭ ‬ترابط‭ ‬ببعضها‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬العناصر‭ ‬المتبادلة‭ ‬فيما‭ ‬بينها،‭ ‬إذ‭ ‬يخلق‭ ‬هذا‭ ‬التبادل‭ ‬تكاملية‭ ‬تؤسس‭ ‬للتطور‭ ‬والانتقالية‭ ‬نحو‭ ‬الحضارات‭ ‬الحديثة‭ ‬القائمة‭. ‬

يستخدم‭ ‬الفنان‭ ‬مواقع‭ ‬تاريخية‭ ‬زائلة‭ ‬مثل‭ ‬قصر‭ ‬التويلري‭ ‬المفقود،‭ ‬الذي‭ ‬تعرض‭ ‬للحرق‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1871‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الثوار‭ ‬الفرنسيين‭. ‬ولا‭ ‬ينفك‭ ‬عن‭ ‬ربط‭ ‬تلك‭ ‬المواقع‭ ‬بعناصر‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬إناء‭ ‬حديقة‭ ‬التويلري‭ ‬والصالون‭ ‬المفقود‭ ‬في‭ ‬التويلري‭ ‬وحصان‭ ‬مارلي‭ ‬الفرنسي‭.‬

يربط‭ ‬الفنان‭ ‬تلك‭ ‬الحضارات‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬بحضارة‭ ‬دلمون،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬أيضا‭ ‬بوابة‭ ‬للحضارات‭ ‬المجاورة‭ ‬وما‭ ‬بعد‭ ‬المجاورة،‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬بوابتها‭ ‬الواسعة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭. ‬ليس‭ ‬وحدها‭ ‬البوابة‭ -‬المجسم‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ - ‬هي‭ ‬نقطة‭ ‬العبور‭ ‬لحضارات‭ ‬العالم،‭ ‬بل‭ ‬السلم‭ ‬الممتد‭ ‬نحو‭ ‬السماء‭ ‬هو‭ ‬طريق‭ ‬آخر‭ ‬للعبور‭. ‬دلمون‭ ‬الأرض‭ ‬بالنسبة‭ ‬للفنان‭ ‬هي‭ ‬نفسها‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬نقف‭ ‬عليها‭ ‬اليوم،‭ ‬هي‭ ‬الاستمرارية‭ ‬حتى‭ ‬الأزل‭.‬

وأكد‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أهمية‭ ‬استضافة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لمعارض‭ ‬لفنانين‭ ‬دوليين‭ ‬مثل‭ ‬الفنان‭ ‬الإسباني‭ ‬خوان‭ ‬غارايزابال،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تعزيز‭ ‬التواصل‭ ‬الثقافي‭ ‬وتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬بين‭ ‬الحضارات‭ ‬المختلفة،‭ ‬حيث‭ ‬تفتقر‭ ‬الساحة‭ ‬الفنية‭ ‬المحلية‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬المعارض‭ ‬التي‭ ‬تحتضن‭ ‬المجسمات‭ ‬ذات‭ ‬الحجم‭ ‬الكبير‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬الخامات‭ ‬والمساحات‭ ‬الضيقة‭ ‬والتكلفة‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الفن‭ ‬يعد‭ ‬جسرًا‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬الثقافات،‭ ‬حيث‭ ‬يعكس‭ ‬تنوع‭ ‬التجارب‭ ‬الإنسانية‭ ‬ويعزز‭ ‬الفهم‭ ‬المتبادل‭.‬

إن‭ ‬إقامة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المعارض‭ ‬تتيح‭ ‬فرصة‭ ‬استكشاف‭ ‬أعمال‭ ‬فنية‭ ‬متميزة‭ ‬تعكس‭ ‬القصص‭ ‬والتاريخ‭ ‬المرتبط‭ ‬بالشعوب،‭ ‬مما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬إثراء‭ ‬المشهد‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬البحرين‮»‬‭.‬

وأشار‭ ‬رئيس‭ ‬مؤسسة‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للفنون‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬القيمة‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬أعمال‭ ‬الفنان‭ ‬خوان‭ ‬غارايزابال،‭ ‬حيث‭ ‬تدمج‭ ‬بين‭ ‬العمارة‭ ‬والذاكرة‭ ‬والنحت‭ ‬بطريقة‭ ‬مبتكرة،‭ ‬مما‭ ‬يعيد‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬الماضي‭ ‬ويحفز‭ ‬الحضور‭ ‬على‭ ‬التأمل‭ ‬في‭ ‬الأبعاد‭ ‬المختلفة‭ ‬للزمان‭ ‬والمكان‮»‬‭. ‬

وبيّن‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الأعمال‭ ‬المعروضة‭ ‬لا‭ ‬تمثل‭ ‬تجربة‭ ‬فنية‭ ‬فريدة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬أيضا‭ ‬فرصة‭ ‬لتأمل‭ ‬تاريخ‭ ‬حضارة‭ ‬دلمون‭ ‬وما‭ ‬بعدها‮»‬‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬عبّر‭ ‬الفنان‭ ‬خوان‭ ‬غارايزابال‭ ‬عن‭ ‬سعادته‭ ‬لإقامة‭ ‬معرضه‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬‮«‬يأتي‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬بفضل‭ ‬رؤية‭ ‬مؤسسة‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للفنون‭ - ‬من‭ ‬خلال‭ ‬معرض‭ ‬‮«‬دي‭ ‬باك‮»‬‭ - ‬اللذان‭ ‬أتاحا‭ ‬لي‭ ‬الفرصة‭ ‬والبيئة‭ ‬المثالية‭ ‬لتقديم‭ ‬قيمة‭ ‬فنية‭ ‬استثنائية‭.‬

إن‭ ‬تلقي‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الدعوات‭ ‬التي‭ ‬تمكن‭ ‬الفنان‭ ‬من‭ ‬التطور‭ ‬يعد‭ ‬أساسياً‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬الإبداعية‭.‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬تجربتي‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬آثار‭ ‬دلمون‭ ‬وترجمة‭ ‬طاقتها‭ ‬إلى‭ ‬رسومات‭ ‬ومنحوتات‭ ‬ضمن‭ ‬مساحة‭ ‬استثنائية‭ ‬مثل‭ ‬متحف‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬ملهمة‭ ‬للغاية‭. ‬

الوقت‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬له،‭ ‬إنه‭ ‬مجرد‭ ‬وهم‭. ‬

ومع‭ ‬ذلك‭ ‬تظل‭ ‬الأعمال‭ ‬الاستثنائية‭ ‬خالدة‭. ‬إنه‭ ‬لشرف‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أضع‭ ‬هذه‭ ‬الذكريات‭ ‬في‭ ‬سياقها‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬مقتنيات‭ ‬تاريخية‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬حضارات‭ ‬دلمون‭ ‬وما‭ ‬تلتها‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا