تصوير - محمود بابا
بتنظيم من مؤسسة راشد آل خليفة للفنون وبالتعاون مع هيئة البحرين للثقافة والآثار، اُفتتح معرض «ذكريات محفورة بالفولاذ: أصداء من دلمون وما بعدها» للفنان الإسباني خوان غارايزابال، وذلك السبت (23 نوفمبر 2024) في متحف البحرين الوطني.
حضر الافتتاح الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة رئيس المجلس الوطني للفنون ورئيس مؤسسة راشد آل خليفة للفنون، وفرح مطر مدير عام الثقافة والمتاحف بهيئة البحرين للثقافة والآثار، والفنان خوان غاريزابال إلى جانب جمع من الدبلوماسيين.
يستمر المعرض حتى 23 مايو 2025، ويتيح للزوار فرصة للتفاعل مع 12 نصبًا فولاذيا كبيرًا في الباحة الخارجية للمتحف، و5 نُصب فولاذية أصغر في الباحة الداخلية برفقة رسومات مفصلة تنقل الزوار في رحلة تأملية تربط بين التاريخ والحداثة، ما بين الحضارات الزائلة التي هي بوابات العبور إلى الأزمنة الحديثة، وهي أيضا - أي الحضارات - ذات ترابط ببعضها البعض من حيث العناصر المتبادلة فيما بينها، إذ يخلق هذا التبادل تكاملية تؤسس للتطور والانتقالية نحو الحضارات الحديثة القائمة.
يستخدم الفنان مواقع تاريخية زائلة مثل قصر التويلري المفقود، الذي تعرض للحرق في عام 1871 من قبل الثوار الفرنسيين. ولا ينفك عن ربط تلك المواقع بعناصر أخرى مثل إناء حديقة التويلري والصالون المفقود في التويلري وحصان مارلي الفرنسي.
يربط الفنان تلك الحضارات حول العالم بحضارة دلمون، التي هي أيضا بوابة للحضارات المجاورة وما بعد المجاورة، فمن خلال بوابتها الواسعة تصل إلى العالم. ليس وحدها البوابة -المجسم الأكبر في المعرض - هي نقطة العبور لحضارات العالم، بل السلم الممتد نحو السماء هو طريق آخر للعبور. دلمون الأرض بالنسبة للفنان هي نفسها الأرض التي نقف عليها اليوم، هي الاستمرارية حتى الأزل.
وأكد الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة أهمية استضافة مملكة البحرين لمعارض لفنانين دوليين مثل الفنان الإسباني خوان غارايزابال، وذلك في إطار تعزيز التواصل الثقافي وتبادل الأفكار بين الحضارات المختلفة، حيث تفتقر الساحة الفنية المحلية لمثل هذه المعارض التي تحتضن المجسمات ذات الحجم الكبير بسبب عدم توفر الخامات والمساحات الضيقة والتكلفة.
وقال إن «الفن يعد جسرًا يربط بين الثقافات، حيث يعكس تنوع التجارب الإنسانية ويعزز الفهم المتبادل.
إن إقامة مثل هذه المعارض تتيح فرصة استكشاف أعمال فنية متميزة تعكس القصص والتاريخ المرتبط بالشعوب، مما يسهم في إثراء المشهد الثقافي في البحرين».
وأشار رئيس مؤسسة راشد آل خليفة للفنون «إلى القيمة الاستثنائية التي تقدمها أعمال الفنان خوان غارايزابال، حيث تدمج بين العمارة والذاكرة والنحت بطريقة مبتكرة، مما يعيد الحياة إلى الماضي ويحفز الحضور على التأمل في الأبعاد المختلفة للزمان والمكان».
وبيّن أن «الأعمال المعروضة لا تمثل تجربة فنية فريدة فقط، بل أيضا فرصة لتأمل تاريخ حضارة دلمون وما بعدها».
من جانبه، عبّر الفنان خوان غارايزابال عن سعادته لإقامة معرضه الأول في مملكة البحرين، حيث قال: «يأتي هذا المعرض بفضل رؤية مؤسسة راشد آل خليفة للفنون - من خلال معرض «دي باك» - اللذان أتاحا لي الفرصة والبيئة المثالية لتقديم قيمة فنية استثنائية.
إن تلقي مثل هذه الدعوات التي تمكن الفنان من التطور يعد أساسياً في العملية الإبداعية.
لقد كانت تجربتي في العمل على آثار دلمون وترجمة طاقتها إلى رسومات ومنحوتات ضمن مساحة استثنائية مثل متحف البحرين الوطني ملهمة للغاية.
الوقت هنا لا وجود له، إنه مجرد وهم.
ومع ذلك تظل الأعمال الاستثنائية خالدة. إنه لشرف لي أن أضع هذه الذكريات في سياقها جنباً إلى جنب مع مقتنيات تاريخية تعود إلى حضارات دلمون وما تلتها».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك