نقضت محكمة التمييز حكما بحبس متهم 6 أشهر بسبب اتهامه بتقديم شهادة بكالوريوس مزورة، وأمرت المحكمة بإعادة الحكم للمحكمة التي أصدرته لتحكم فيه من جديد بعد أن صدر الحكم غيابيا رغما عن تقديم وكيله شهادة طبية يتعذر معها حضوره، حيث اعتبرت محكمة التمييز أن محكمة الموضوع لم تُعلِّق في حكمها على العذر الطبي المقدم، وعليه أمرت بإعادة القضية للمحكمة.
وكانت النيابة العامة قد وجهت للمتهم تهمة أنه في غضون عام 2022 استعمل المحرر المزور، وهو شهادة البكالوريوس المزورة المنسوبة إليه، مع علمه بتزويرها، وقضت المحكمة الصغرى الجنائية بحبس المتهم مدة 6 أشهر، وقدرت كفالة بقيمة 100 دينار لوقف التنفيذ، وأمرت المحكمة بإبعاده نهائيًا عقب تنفيذ العقوبة.. إلا أن المتهم لم يرتضِ الحكم واستأنف عليه، فقضت المحكمة برفض الاستئناف لاحقًا، فعارض المتهم الحكم المستأنف لكونه صدر غيابيًا، وقضت المحكمة باعتبار المعارضة كأن لم تكن لأنه لم يمثل أمام المحكمة، رغم أن محاميه قدم عذرًا طبيًا يفيد بأن موكله مريض، مما دفعه إلى الطعن أمام محكمة التمييز.
وقالت محكمة التمييز إن تخلف الطاعن عن حضور الجلسة وحضور وكيله الذي أفاد بأن المتهم متواجد خارج البلاد وطلب أجلاً لحضوره، إلا أن المحكمة قضت غيابيًا بقبول الاستئناف شكلًا وفي الموضوع برفضه وتأييد الحكم المستأنف، وبعد ذلك، عارض الحكم ولم يحضر في الجلسة الأولى، حيث قدم محاميه شهادة طبية تفيد بأن موكله أجرى عملية استئصال البروستاتا، ويحتاج إلى راحة تامة بالسرير مدة شهر، وحددت المحكمة جلسة لإعلان المتهم الذي لم يمثل في الجلسة الثانية، وحضر وكيله وطلب أجلاً لحضوره فقضت المحكمة باعتبار المعارضة كأن لم تكن، موضحة أن الحكم حرم المتهم المعارض من استخدام حقه في الدفاع.
وأضافت المحكمة أنه لما كانت الشهادة المرضية لا تخرج عن كونها دليلًا من أدلة الدعوى تخضع لتقدير محكمة الموضوع كسائر الأدلة، فإنه يتعين على المحكمة عند تقديمها أن تبدي رأيها فيها، بقبولها أو عدم الاعتداد بها، وأن تبني ما تنتهي إليه في هذا الشأن على أسباب سائغة تؤدي إلى ما رتبه الحكم عليها.
وأشارت المحكمة إلى أن المحكمة المطعون في حكمها لم تقل كلمتها بخصوص الشهادة الطبية التي تشير إلى المرض الذي تعلل به الطاعن كعذر مانع له من حضور الجلسة وبالتالي، فإن الحكم يكون معيبًا بالقصور في التسبيب والإخلال بحق الدفاع، مما يستوجب نقض الحكم وإعادته للحكم فيه من جديد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك