أسدل الستار على منافسات بطولة المنتخبات العربية للرجال 23 للكرة الطائرة التي استمرّت عشرة أيام من الأحد والرّد ليحلق منتخبنا الوطني في نهاية الطواف بلقبه الثالث عن جدارة واستحقاق، التوقعات والتنبؤات التي سبقت البطولة كانت موفقة، هناك منتخبات تواجدت كي تنافس وتتنافس، وأخرى جاءت كي تلعب ولكنها لا تعرف كيف تفوز، وثالثة جاءت للمشاركة والاحتكاك، نحاول أن نتوقف هنا وهناك للتعليق مرة والتعقيب مرة ثانية.
ولقد انصبّت الترشيحات سواء جاءت من الخبراء والفنيين أو من غيرهم قبل انطلاق البطولة وانصبّت بصريح العبارة على (منتخبنا وتونس وقطر) ولم تغادر الترشيحات مكانها، فالثلاثة التي وقع عليها الترشّح هي من صعدت إلى منصات التتويج، واثنان منهما أوقعتهما القرعة في المجموعة الأولى وهما: منتخبنا ومنتخب تونس.
من القرعة إلى المنصّة
لا نريد أن نقول إنّ طريق منتخبنا إلى منصة التتويج كان مفروشا بالورد، ولكن استثمار الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني بقيادة الأرجنتيني إليقيتا ومعاونيه بذكاء في اختيار المجموعة قد أوتي أكله في نهاية الطواف، نقول عندما استثمر حقّ اختيار الجهة المنظمة للبطولة المجوعة التي يرتضيها القائمون على المنتخب، ورغم أنّ منتخبنا وقع اختياره على المجموعة الأولى الأقوى، إلا أنه كان اختيارا منطقيا وموفقا ومدروسا، وينمّ عن قراءة بعيدة للذات والآخرين المنافسين، لأنّ أي مركز يحصل عليه منتخبنا في المجموعة باستثناء المركز الرابع، فهو قادر على أن يتعامل معه في دور ربع النهائي، وأثمر هذا الاختيار أنّ تصدّر رفاق ناصر عنان قائد المنتخب ترتيب المجموعة، وهذا أهله بحسب نظام البطولة إلى مقابلة صاحب المركز الرابع في المجموعة الأخرى في دور ربع النهائي وهو المنتخب الأردني الحديث التكوين قبل أن يواجه منتخب عمان في نصف النهائي ليلحق به الخسارة الثانية، ومن هذا المنطلق فإنّ اختيار المجموعة من شأنه سهّل مأمورية المنتخب، وجعل طريقه معبدا للنهائي.
النسخة 23 واللقب 3
فوز المنتخب بلقب النسخة 23 قد منحه اللقب الثالث خلال مشوار مشاركاته في البطولة جعله يتساوى مع المنتخب الجزائري في عدد الألقاب، فالمنتخب الجزائري حصل على اللقب ثلاث مرات عبر النسخة الثامنة التي أقيمت في البحرين 1994، والنسخة العاشرة كذلك في البحرين 1998، والنسخة الحادية عشر التي أقيمت في الأردن 2000.
على مستوى منتخبنا فأول ألقابه حققه في النسخة السابعة التي أقيمت في سوريا 1992، وثاني الألقاب تحقق في النسخة السادسة عشر التي أقيمت في البحرين 2008، وثالث الألقاب الذي تحقق مؤخرا في النسخة الثالثة والعشرين التي أقيمت في البحرين 2024.
مواقع التواصل تشتعل بالتعليقات
ما أن مني المنتخب التونسي بخسارته الأولى أمام منتخبنا الوطني في منافسات دور المجموعات، حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات من قبل أنصار منتخب نسور قرطاج، وجلّ التعليقات كان يغلب عليها الاستهزاء بعيدا عن التقدير الفني.
وبعيدا عن أنّ المنتخب التونسي يفتقد إلى سبعة عناصر تنشط في الدوريات الأوروبية، غير أنّ تركيبة المنتخب كانت مكتملة العدة والعدد، وربما تذبذب مستوى مردود محمد بن يوسف لاعب مركز2 قد أربك حسابات نور الدين حفيظ مدرب المنتخب، فالتونسيون يملكون أفضل صانع لعب غير متوّج ممثلا في خالد بن سليمان، غير أنّ الخسارة التي وقع التونسيون في مطبها أمام منتخبنا قد لخبطت أوراق نسور قرطاج نفسيا، وأخذهم إلى تقديم مستوى متذبذب في بقية المباريات اللاحقة، والدليل على ذلك أنّ المنتخب كسب الشوط الأول أمام منتخب قطر غير أنه غاب في بقية الأشواط الثلاثة التي سيطر عليها القطريون عن جدارة، فالمنتخب التونسي لسبب أو لآخر يفتقد إلى القوة والصلابة الذهنية.
الكوس يبارك لمنتخبنا اللقب الثالث
بارك الكويتي بدر عبدالرحمن الكوس عضو مجلس إدارة الاتحاد الكويتي للكرة الطائرة فوز منتخبنا بالبطولة العربية، بعد تفوقه في المباراة النهائية على المنتخب القطري بثلاثة أشواط مقابل شوط عطفا على أدائه الفني الذي وصفه بالعالي وتألقه الفني خلال منافسات البطولة.
وتحدث الكوس عن تنظيم البطولة ووصفه بالرائع من قبل الاتحاد البحريني للعبة برئاسة الشيخ علي بن محمد آل خليفة وبقية أعضاء المجلس من خلال الدور الكبير الذي يقوم به الأمين العام فراس الحلواجي لافتا إلى أنّ البحرين فازت بميداليتين ذهبيتين ذهبية البطولة وذهبية التنظيم.
بدو: ختامها مسك وشعوري لا يوصف
قال سلمان بدو رئيس وفد منتخبنا الوطني للكرة الطائرة في البطولة بأنه لا يمكن أن يوصف شعوره بعد تحقيق لقب البطولة، وأنّ الخاتمة بالنسبة له جاءت جميلة ومفرحة ومثلت ختاما مسكا له كعضو سابق في مجلس إدارة الإتحاد البحريني للكرة الطائرة.
وأهدى بدو كأس البطولة إلى كل محبي الكرة الطائرة البحرينية موجها شكره الخاص إلى ربان السفينة وقائدها الشيخ علي بن محمد آل خليفة رئيس الاتحادين البحريني والعربي للكرة الطائرة والأمين العام فراس الحلواجي وجميع أعضاء مجلس إدارة الإتحاد فضلا عن الجهازين الفني والإداري وبالأخص محمد سلمان المحلل الإحصائي للمنتخب هذا الرجل الذي سخّر كل طاقاته طاقاته في تسهيل مأمورية الجهاز الفني.
وثمّن بدو الفترة الإدارية السابقة التي أمضاها بمعية مجلس إدارة الاتحاد والتي وصفها بأحلى أيامه في خدمة وتطوير الكرة الطائرة البحرينية مبديا استعداده للعمل من أي موقع لخدمة طائرة المملكة في أي وقت.
العوضي: الوطن العربي هو الفائز
بارك فهد العوضي الحكم الدولي القطري للجميع هذا العرس العربي الرياضي ممثلا في بطولة المنتخبات العربية للرجال 23 للكرة الطائرة التي اختتمت مساء الأمس في البحرين، هذا العرس العربي النابع من الحب والتقدير والحفاوة من مملكة البحرين الشقيقة بقيادة الأخ الشيخ علي بن محمد آل خليفة وأعضاء المجلس الإداري الكرام بلا استثناء على ما يقدمونه من حب وتقدير يعجز عن الوصف وبارك العوضي للفائز ممثلا في الوطن العربي على هذه البطولة التي نبارك للفائزين بالثلاثة المراكز الأولى بالمركز الاول وتكريمهم من قبل القيادات العربية.
ولفت الحكم الدولي القطري إلى أنّ التنظيم من قبل الاتحاد البحريني للعبة بكل نواحيه قد سبقنا من شهد بنجاحه وهذا ليس بغريب عليهم ومهما تكلمنا عنهم لانفيهم حقهم، فكلنا متفقون بأنه في البطولة لا يوجد خاسر، فالجميع فائز.
عيد يشيد بالفائز والرباعي
أشاد اللاعب الدولي القطري رئيس جهاز الكرة الطائرة في نادي الريان مبارك عيد
باللقب الذي حصل عليه منتخبنا الوطني وقال إنه جاء مستحقا عطفا على الأداء والنتيجة.
وقال عيد علمتنا الرياضة أن نتقبل الخسارة بروح رياضية مثلما نتقبل ونفرح حيال أي فوز، لافتا إلى إعجابه الشديد برباعي منتخبنا وهم صانع اللعب حسين منصور وثنائي مركز3 هاني علي ومحمد جاسم والليبرو عباس سلطان وقال عنهم بأنهم كانوا يشكلون مفاتيح لعب، ويمثلون مستقبل الطائرة البحرينية خاصة أنهم صغار السن.
أبو سلمان الطبّاخ الماهر
اللقب الثالث الذي توّج به منتخبنا الوطني نفسه به في بطولة المنتخبات العربية 23 لم يأت من فراغ أو جهود فردية، إنما تقف وراءه جهود متظافرة، كل أعطى بحسب موقعه والمهمة الملقاة على عاتقه، وهناك ربما الكثير الذين لا يعرفون الجهد الذي يقدمه المحلل الإحصائي المرافق لأيّ منتخب، فهذا الأخير يواصل العمل النهار بالليل يسهر على تجهيز طبخته الفنية على شكل أرقام يحولها إلى قراءات وفهم للمنتخبات المنافسة، كيّ يقدمها للجهاز الفني في اليوم التالي على طبق من ذهب، والمحلل الإحصائي لمنتخبنا الوطني الكابتن محمد سلمان واحد من هؤلاء الجنود غير المجهولين من الجهاز الفني.
منتخبات تعرف تلعب ولا تعرف تفوز
ويبقى الجذر المشترك الذي يربط المنتخبات الخمسة الأخرى (الكويت والسعودية وعمان والعراق والأردن) هذه المنتخبات مع شديد الأسف تملك الإمكانات البدنية والفنية، وكل منها يؤدي بين الفينة والأخرى الأداء الجيد، ولكنها ينقصها بشكل أو بآخر حسن التصرف في الأوقات الحاسمة إما لقلة التجربة أو لرعونة الفعل أو لغياب التركيز وغيرها، شخصيا انتظرت أن يكون منتخبا عمان والكويت الحصانين الأسودين في البطولة، غير أنّ العمانيين دخلوا في أجواء المنافسة متأخرين، بينما عانى المنتخب الكويتي كما يقولون من إصابات ضربت أبرز ركائزه وخاصة عبد العزيز نجم الذي كان يحترق على الخط تفاعلا مع أداء منتخبه.
6 انتصارات تساوي لقبا ثالثا
حصول منتخبنا الوطني على لقبه الثالث لم يأت اعتباطا، وإنما قادته إلى ذلك ست مباريات لم يعرف خلالها طعم الخسارة، ابتداء من منافسات دور المجموعات أمام المنتخب العراقي بثلاثة أشواط دون مقابل، مرورا بالمنتخب العماني بثلاثية نظيفة، والتفوق على المنتخب التونسي بثلاثة أشواط مقابل شوطين ليتصدر المجموعة، وفي دور الرباع النهائي فاز على المنتخب الأردني بثلاثة أشواط نظيفة، ليتأهل إلى منافسات دور نصف النهائي ويفوز على المنتخب العماني بثلاثة أشواط بدون مقابل ليتأهل إلى المباراة النهائية والفوز على المنتخب القطري بثلاثة أشواط مقابل شوط.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك