العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

مقالات

«بو أحمد»... نجم الإعلام الرياضي

بقلم: الدكتور مصطفى السيد

الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

إن‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬ما‭ ‬يمر‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬يكتب‭ ‬شعوره‭ ‬وما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬خلجات‭ ‬قلبه‭ ‬تجاه‭ ‬غالٍ‭ ‬وحبيبٍ‭ ‬فقده،‭ ‬فالحزن‭ ‬والألم‭ ‬يملآن‭ ‬القلب‭ ‬فيصعب‭ ‬على‭ ‬العقل‭ ‬أن‭ ‬يدون‭ ‬ويحرر‭ ‬ما‭ ‬يحيك‭ ‬في‭ ‬فكره‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬وعبارات‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أعانيه‭ ‬الآن‭ ‬وأنا‭ ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬أكتب‭ ‬كلمات‭ ‬الرثاء‭ ‬في‭ ‬أخي‭ ‬وصديقي‭ ‬العزيز‭ ‬الأستاذ‭ ‬توفيق‭ ‬صالحي‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬ربه،‭ ‬بعد‭ ‬مسيرة‭ ‬اعلامية‭ ‬مهنية‭ ‬حافلة‭ ‬بالإنجازات‭ ‬والعطاءات‭ ‬ترك‭ ‬بصمات‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الوطنية‭ ‬عبر‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الإعلام‭ ‬الوطني،‭ ‬وتميز‭ ‬بحضوره‭ ‬البارز‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تغطياته‭ ‬لمختلف‭ ‬الفعاليات‭ ‬الرسمية‭ ‬والرياضية‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭. ‬فمهما‭ ‬كتبت‭ ‬في‭ ‬رثائه‭ ‬فلن‭ ‬تصف‭ ‬الكلمات‭ ‬ما‭ ‬أشعر‭ ‬به‭ ‬وتبقى‭ ‬الذكريات‭ ‬والمواقف‭ ‬التي‭ ‬جمعتنا‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الشخصي‭ ‬أو‭ ‬المهني‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬حبه‭ ‬وإخلاصه‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬وقيادته‭ ‬الحكيمة‭ ‬وأهله‭ ‬الكرام‭ ‬وسيسجلها‭ ‬التاريخ‭ ‬في‭ ‬صفحاته‭ ‬البيضاء‭.‬

العزيز‭ ‬توفيق‭ ‬صالحي‭ ‬أو‭ ‬‮«‬بو‭ ‬أحمد‮»‬‭ ‬كما‭ ‬كنا‭ ‬نناديه‭ ‬رحل‭ ‬جسده‭ ‬وستظل‭ ‬ذكراه‭ ‬باقية‭ ‬معنا‭ ‬خالدة‭ ‬خلود‭ ‬أعماله‭ ‬الوطنية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والتي‭ ‬أجد‭ ‬نفسي‭ ‬مرغماً‭ ‬على‭ ‬البوح‭ ‬ببعض‭ ‬منها‭ ‬بحكم‭ ‬علاقتي‭ ‬الوطيدة‭ ‬معه‭ ‬وقربي‭ ‬منه،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬صاحب‭ ‬نفس‭ ‬نقية‭ ‬يعطف‭ ‬على‭ ‬الضعيف‭ ‬ويساعد‭ ‬الفقير‭ ‬ويقف‭ ‬على‭ ‬احتياجات‭ ‬المحتاجين‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يمثل‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬بكل‭ ‬معانيه‭ ‬من‭ ‬صدق‭ ‬ومحبة‭ ‬وطيبة‭. ‬وكان‭ ‬لي‭ ‬نصيب‭ ‬من‭ ‬كرمه‭ ‬وأريحيته‭ ‬فكنت‭ ‬دائماً‭ ‬أشاوره‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬المهمة‭ ‬وكان‭ ‬نصوحاً‭ ‬حكيماً‭ ‬في‭ ‬رأيه‭ ‬وفي‭ ‬نصائحه‭ ‬ليس‭ ‬معي‭ ‬فقط‭ ‬وإنما‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭ ‬فكسب‭ ‬محبتهم‭ ‬وقلوبهم‭ ‬والكل‭ ‬ينظر‭ ‬إليه‭ ‬كنجم‭ ‬ساطع‭ ‬وإنسان‭ ‬رائع‭ ‬كريم‭ ‬كجبل‭ ‬من‭ ‬الخير‭ ‬والأخلاق‭ ‬وعلاقتي‭ ‬معه‭ ‬كأخ‭ ‬وصديق‭ ‬كنت‭ ‬أرى‭ ‬فيه‭ ‬المزج‭ ‬بين‭ ‬الجد‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬وروح‭ ‬الدعابة‭ ‬والابتسامة‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬الاجتماعية‭ ‬فلا‭ ‬تمل‭ ‬من‭ ‬جلوسه‭ ‬و‭ ‬كلامه‭ ‬و‭ ‬خفة‭ ‬دمه‭ .‬

لذا‭ ‬أجد‭ ‬حيرة‭ ‬كبيرة‭ ‬فيما‭ ‬أكتب‭ ‬عنه‭ ‬هل‭ ‬أكتب‭ ‬عن‭ ‬الإعلامي‭ ‬الماهر‭ ‬أو‭ ‬الصحفي‭ ‬الصادق‭ ‬أو‭ ‬الرياضي‭ ‬الخلوق،‭ ‬فإن‭ ‬كتبت‭ ‬عن‭ ‬الإعلامي‭ ‬هل‭ ‬أكتب‭ ‬عن‭ ‬المذيع‭ ‬والمعد‭ ‬الإذاعي‭ ‬والتلفزيوني‭ ‬وعندما‭ ‬أكتب‭ ‬عن‭ ‬الصحفي‭ ‬هل‭ ‬أكتب‭ ‬عنه‭ ‬ككاتب‭ ‬ومحرر‭ ‬ومراسل‭ ‬ومصور‭ ‬وعندما‭ ‬أكتب‭ ‬عن‭ ‬الرياضي‭ ‬هل‭ ‬أكتب‭ ‬عن‭ ‬النجم‭ ‬أم‭ ‬اللاعب‭ ‬او‭ ‬نجاحاته‭ ‬الكثيرة‭ ‬والمتعددة‭ ‬والكبيرة‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬الدورات‭ ‬الرياضية‭.‬

‭ ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬يجمع‭ ‬هذا‭ ‬كله‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير‭ ‬فهو‭ ‬قامة‭ ‬وطنية‭ ‬إعلامية‭ ‬وصحفية‭ ‬وإدارية،‭ ‬ترك‭ ‬مسيرة‭ ‬حافلة‭ ‬امتدت‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬سنة‭. ‬

العزيز‭ ‬توفيق‭ ‬صالحي‭ ‬ماهر‭ ‬ودقيق‭ ‬في‭ ‬عمله‭ ‬متابع‭ ‬لكل‭ ‬الأمور‭ ‬اللغوية‭ ‬والاعلامية‭ ‬والبروتوكولية‭ ‬يواصل‭ ‬الليل‭ ‬بالنهار‭ ‬لتحقيق‭ ‬أفضل‭ ‬النتائج‭ ‬الإعلامية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوطن‭ ‬وبصدق‭ ‬وأمانة‭ ‬وبقلم‭ ‬شريف‭ ‬ونزيه‭.... ‬وبإيجابية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬تغطياته‭ ‬الإعلامية‭  ‬ليرفع‭ ‬من‭ ‬اسم‭ ‬البحرين‭.‬

لو‭ ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬أكتب‭ ‬عن‭ ‬ذكرياتي‭ ‬معه‭ ‬لاحتجت‭ ‬إلى‭ ‬صفحات‭ ‬ولكن‭ ‬أذكر‭ ‬بأنه‭ ‬كان‭ ‬لي‭ ‬الشرف‭ ‬أن‭ ‬أزوره‭ ‬مرتين‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬علاجه‭ ‬الأخيرة‭ ‬ورغم‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يعانيه‭ ‬من‭ ‬ألم‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الابتسامة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تفارق‭ ‬وجهه،‭ ‬وقال‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬زيارة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أعود‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬واخرج‭ ‬من‭ ‬المستشفى‭ ‬سأكتب‭ ‬أكبر‭ ‬وأجمل‭ ‬عبارات‭ ‬التقدير‭ ‬والثناء‭ ‬لسمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬لانه‭ ‬رجل‭ ‬فاضل‭ ‬كريم،‭ ‬أغرقني‭ ‬بمحبته‭ ‬وكرمه‭ ‬وتقديره‭ ‬ولم‭ ‬يقصر‭ ‬معي‭ ‬في‭ ‬علاجي‭ ‬في‭ ‬أرقى‭ ‬مستشفى‭ ‬بلندن‭ ‬ومتابعته‭ ‬المستمرة‭ ‬للاطمئنان‭ ‬على‭ ‬صحتي‭ ‬فجزاه‭ ‬الله‭ ‬خير‭ ‬الجزاء‭.‬

وختاماً‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬لأخي‭ ‬‮«‬بو‭ ‬أحمد‮»‬‭ ‬اطمئن‭ ‬يا‭ ‬اخي‭ ‬الكريم‭ ‬فإن‭ ‬رسالتك‭ ‬وصلت‭ ‬الى‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬وانت‭ ‬مخلص‭ ‬ووفي‭ ‬طوال‭ ‬عمرك‭ .‬

اسال‭ ‬الله‭ ‬العلي‭ ‬القدير‭ ‬ان‭ ‬يرحم‭ ‬الفقيد‭ ‬بواسع‭ ‬رحمته‭ ‬وغفرانه‭ ‬وان‭ ‬يسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‭ ‬وان‭ ‬يلهم‭ ‬أهله‭ ‬وذويه‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان‭. ‬وإنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬اليه‭ ‬راجعون‭. ‬

نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬المؤسسة

‭ ‬الملكية‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا