العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

مقالات

رئاسة ترامب وتأثيرها على انتعاش الاقتصاد البحريني

بقلم: رجل الأعمال المهندس إسماعيل الصراف

الأحد ١٠ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

مع‭ ‬فوز‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬بولاية‭ ‬ثانية‭ ‬كرئيس‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬يترقب‭ ‬العالم‭ ‬تداعيات‭ ‬هذه‭ ‬العودة‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬وخاصة‭ ‬على‭ ‬الأسواق‭ ‬المالية‭ ‬والطاقة‭ ‬والتجارة‭ ‬الدولية‭. ‬بالنسبة‭ ‬للبحرين،‭ ‬يمثل‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬فرصة‭ ‬يمكن‭ ‬استثمارها‭ ‬لتعزيز‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬مستفيدةً‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬سياسات‭ ‬ترامب‭ ‬الاقتصادية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭.‬

عودة‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬استقرار‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬إنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬قد‭ ‬يوازن‭ ‬أسواق‭ ‬الطاقة‭ ‬ويحقق‭ ‬استقراراً‭ ‬نسبياً‭ ‬في‭ ‬الأسعار،‭ ‬مما‭ ‬يمثل‭ ‬فرصة‭ ‬للبحرين‭ ‬لتحسين‭ ‬إيراداتها‭ ‬النفطية‭. ‬هذه‭ ‬العوائد‭ ‬يمكن‭ ‬توجيهها‭ ‬نحو‭ ‬مشاريع‭ ‬اقتصادية‭ ‬تخدم‭ ‬الاستدامة،‭ ‬وتعزز‭ ‬التنوع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للبلاد‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الاعتماد‭ ‬المفرط‭ ‬على‭ ‬النفط‭. ‬ولتحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬يمكن‭ ‬للحكومة‭ ‬توجيه‭ ‬الفوائض‭ ‬نحو‭ ‬قطاعات‭ ‬مثل‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬والتعليم‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬مما‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬كفاءة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬ويؤمن‭ ‬مستقبلاً‭ ‬مالياً‭ ‬قوياً‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬فإن‭ ‬توجهات‭ ‬ترامب‭ ‬نحو‭ ‬تحرير‭ ‬الأسواق‭ ‬وخفض‭ ‬الضرائب‭ ‬قد‭ ‬تحفز‭ ‬الشركات‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬أعمالها‭ ‬في‭ ‬الخارج‭. ‬البحرين،‭ ‬بموقعها‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬مركزاً‭ ‬إقليمياً‭ ‬لهذه‭ ‬الشركات‭ ‬إذا‭ ‬تبنت‭ ‬سياسات‭ ‬تعزز‭ ‬جاذبية‭ ‬بيئة‭ ‬الأعمال‭ ‬فيها‭. ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬للحكومة‭ ‬تقديم‭ ‬حوافز‭ ‬استثمارية‭ ‬وتسهيلات‭ ‬إجرائية‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬مما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬جديدة‭ ‬ويعزز‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬السياسات‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬يشجع‭ ‬عليها‭ ‬ترامب‭ ‬قد‭ ‬توفر‭ ‬فرصاً‭ ‬لتوسيع‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وخاصةً‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭. ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬المنتجات‭ ‬المحلية‭ ‬وتطوير‭ ‬برامج‭ ‬ترويجية‭ ‬تستهدف‭ ‬الأسواق‭ ‬الأمريكية،‭ ‬يمكن‭ ‬للبحرين‭ ‬تنويع‭ ‬صادراتها،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ويخفض‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الإيرادات‭ ‬النفطية‭. ‬ومن‭ ‬المفيد‭ ‬للحكومة‭ ‬أن‭ ‬تدعم‭ ‬الشركات‭ ‬البحرينية‭ ‬لتوسيع‭ ‬عملياتها‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬وتعزيز‭ ‬الشراكات‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأمريكية‭.‬

وعلى‭ ‬صعيد‭ ‬آخر،‭ ‬فإن‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستقرار‭ ‬المالي‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬ينتج‭ ‬عن‭ ‬السياسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لترامب‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬جاذبية‭ ‬البحرين‭ ‬كوجهة‭ ‬استثمارية‭ ‬آمنة‭. ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الظروف،‭ ‬يمكن‭ ‬للبحرين‭ ‬تحسين‭ ‬سياساتها‭ ‬النقدية‭ ‬والمالية،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬منتجات‭ ‬وخدمات‭ ‬مالية‭ ‬مبتكرة‭ ‬تلبي‭ ‬احتياجات‭ ‬المستثمرين‭ ‬العالميين،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬مكانتها‭ ‬كمركز‭ ‬مالي‭ ‬متقدم‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة‭. ‬

في‭ ‬الختام،‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وبتوجيهات‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬حفظهم‭ ‬الله‭ ‬ورعاهم،‭ ‬تمتلك‭ ‬البحرين‭ ‬رؤية‭ ‬واضحة‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬النمو‭ ‬والاستدامة‭ ‬الاقتصادية‭. ‬وبفضل‭ ‬التوجيهات‭ ‬الحكيمة‭ ‬لقيادتها،‭ ‬يمكن‭ ‬للبحرين‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬التغيرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬لتطوير‭ ‬بنيتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتوسيع‭ ‬قطاعاتها‭ ‬الإنتاجية‭. ‬مع‭ ‬تنفيذ‭ ‬استراتيجيات‭ ‬تعزز‭ ‬التنوع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وتدعم‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬ستواصل‭ ‬البحرين‭ ‬تحقيق‭ ‬رؤيتها‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬اقتصادي‭ ‬مشرق،‭ ‬محققةً‭ ‬بذلك‭ ‬طموحات‭ ‬قيادتها‭ ‬الرشيدة‭ ‬نحو‭ ‬الازدهار‭ ‬الدائم‭.‬

 

ماجستير‭ ‬تنفيذي‭ ‬بالإدارة‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ (‬EMBA‭)‬

عضو‭ ‬بمعهد‭ ‬المهندسين‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬البريطانية‭ ‬العالمية‭ (‬MIET‭)‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا