نجح دونالد ترامب أمس في رهانه بالعودة إلى البيت الابيض في فوز بدون منازع أثار مفاجأة واسعة في الولايات المتحدة ترددت أصداؤها عبر العالم.
وانتُخب ترامب رئيسا بتجاوزه عتبة 270 ناخبا كبيرا، وفق ما أفادت وسائل الإعلام الأمريكية، فيما حصلت منافسته كامالا هاريس على 219 صوتا.
وأُعلن فوز الجمهوري في أربع ولايات رئيسية هي جورجيا وكارولاينا الشمالية وبنسلفانيا وويسكنسن، علما بأنه في عام 2020، صوّتت ثلاث منها للديمقراطي جو بايدن.
وكان انتصاره واضحا وسريعا، بحيث فاز الرئيس السابق بولايتي كارولاينا الشمالية وجورجيا المتأرجحتين، خلال ساعات قليلة، قبل أن تعطيه بنسلفانيا وويسكونسن الدفع النهائي.
وتعد عودة الجمهوري استثنائية أيضا بشكل إضافي لأن حملته الثالثة تخللتها محاولتا اغتيال وأربع لوائح اتهام وإدانة جنائية.
ويصبح رجل الأعمال السابق ثاني رئيس أمريكي في التاريخ يفوز بولايتين غير متتاليتين، بعد جروفر كليفلاند الذي قاد البلاد بين عامي 1885 و1889، ثم بين عامي 1893 و1897.
وفي خطاب النصر أمام أنصاره في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، توجه ترامب بالشكر إلى الشعب الأمريكي لانتخاب الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، وقال إنه حقق «فوزا سياسيا لم تشهده بلادنا من قبل». وأضاف: «صنعنا التاريخ لسبب الليلة، والسبب أننا ببساطة تخطينا عقبات لم يظن أحد أنها ممكنة»، واعدا بـ«مساعدة البلاد على الشفاء».
كما أكد المرشح الجمهوري أن حزبه قد استعاد السيطرة على مجلس الشيوخ، متوقعا أن يحافظ أيضا على سيطرته على مجلس النواب. وخاطب الشعب الأمريكي قائلا: «سأقاتل من أجلكم كل يوم»، معتبرا أن فترة ولايته ستكون بداية «العصر الذهبي لأمريكا».
وأطلق دونالد ترامب دعوة إلى «الوحدة» وحض الأمريكيين على وضع «الانقسامات التي سادت في السنوات الأربع الماضية خلفنا».
وتفاعلت الأسواق المالية بإيجابية مع انتخاب ترامب، مع مكاسب واضحة حققها الدولار وتداولات قوية متوقعة عند افتتاح بورصة وول ستريت.
وكان دونالد ترامب قد غادر البيت الأبيض في حالة من الفوضى قبل أربع سنوات، من دون أن يعترف بهزيمته. وفي 6 يناير 2021، اقتحم مئات من أنصاره مبنى الكابيتول، أحد أهم رموز الديمقراطية الأمريكية، في محاولة لمنع المصادقة على فوز جو بايدن.
بعد مغادرة البيت الأبيض، تمكن ترامب كما في 2016 من إقناع الأمريكيين بأنه يفهم الصعوبات اليومية التي يواجهونها بشكل أفضل من أي شخص آخر، ولا سيما ان نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس التي خاضت حملة خاطفة بعد انسحاب جو بايدن من السباق، لم تتمكن من حشد تعبئة كافية لرسالتها الوسطية الداعية إلى الوحدة، في مواجهة انتقادات منافسها اللاذعة بشأن التضخم والهجرة.
وعودة ترامب الى البيت الأبيض تغرق ملايين الأمريكيين المؤيدين للجمهوريين في حالة من الفرح العارم، لكنها تغرق كثيرين آخرين في الخوف بسبب خطابه الحاد بشكل متزايد لا سيما في ما يتعلق بالمهاجرين.
وخلال حملته الانتخابية، هاجم منافسته بالشتائم، واتهم المهاجرين بـ«تسميم دماء البلاد»، وسخر من منافسيه. واقترح الملياردير «أكبر عملية» على الإطلاق لترحيل المهاجرين، في اليوم الأول من ولايته.
بعدما انتقد بشدة المليارات التي تنفق في الحرب في أوكرانيا، وعد بحل هذا النزاع حتى قبل أداء القسم - وهو احتمال يثير قلقا لدى كييف.
وأكد قطب العقارات أيضا أنه سينهي الحرب في الشرق الأوسط، بدون أن يوضح كيفية القيام بذلك.
وتعهد الجمهوري المعروف بتشككه في قضايا المناخ، وقف اتفاق باريس حول المناخ والتنقيب عن النفط «بأي ثمن».
بشأن الاقتصاد يريد ترامب «سرقة الوظائف من الدول الأخرى» من خلال التخفيضات الضريبية والرسوم الجمركية.
وعبر انتخاب دونالد ترامب، قرر الأمريكيون وضع رجل يبلغ 78 عاما على رأس أكبر قوة في العالم وسيصبح في يناير أكبر رئيس للولايات المتحدة يؤدي اليمين الدستورية.
وسيعلم بعقوبته في 26 نوفمبر حين يصدر الحكم بحقه في قضية دفع أموال سرا لنجمة أفلام إباحية.
وما زال من المبكر القول ما سيكون أثر انتخابه على متاعبه القانونية حيث يواجه احتمال السجن في عدة قضايا، أو كيف سيكون رد فعل خصومه السياسيين الذين يعبرون عن قلق بشأن عودته الى السلطة منذ أشهر.
خلافا لدونالد ترامب الذي قاطع حفل تنصيب جو بايدن، فقد التزم الرئيس الديمقراطي المشاركة في حفل تنصيب الجمهوري، و«الانتقال السلمي للسلطة» بحسب الناطقة باسمه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك