قال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن ما لا يقل عن 45 فلسطينيا في أنحاء قطاع غزة، معظمهم في شمال القطاع، استشهدوا جراء غارات إسرائيلية أمس، فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن شعوره «بالصدمة لمستويات القتل والإصابات والدمار الهائلة» في شمال القطاع جراء التصعيد العسكري الإسرائيلي الواسع.
وسقط 43 على الأقل من الشهداء أمس في شمال غزة. وقال مسعفون ووكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) الرسمية إن 20 شخصا استشهدوا في غارة جوية على منازل في جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية التاريخية في قطاع غزة، التي تشهد تصعيدا عسكريا إسرائيليا مستمرا منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
وأضاف المسعفون أن غارة جوية إسرائيلية، على مدرسة تؤوي عائلات فلسطينية نازحة في مخيم الشاطئ بمدينة غزة، أدت إلى استشهاد تسعة أشخاص وإصابة 20 آخرين، كثيرون منهم في حالة حرجة.
وأظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام فلسطينية أفرادا يهرعون إلى موقع انفجار للمساعدة في إجلاء مصابين بينما تناثرت جثث على الأرض وحمل البعض أطفالا جرحى بين أذرعهم قبل نقلهم في إحدى السيارات.
وكان من بين شهداء المذبحة على المدرسة ثلاثة صحفيين هم سائد رضوان رئيس قسم الإعلام الرقمي في قناة الأقصى التابعة لحماس وحنين محمود بارود الصحفية في مؤسسة القدس وحمزة أبو سلمية الصحفي بوكالة سند للأنباء، وفقا لوسائل إعلام حماس.
ووصف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة استشهادهم بأنه «اغتيال». وأضاف أن هذا يرفع عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين استشهدوا بنيران إسرائيلية منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 180.
في تلك الأثناء، ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) الرسمية أمس أن عدد الشهداء جراء ضربة جوية شنتها إسرائيل في وقت متأخر من مساء السبت على منطقة سكنية في بلدة بيت لاهيا القريبة ارتفع إلى 40 شهيدا.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن الهجمات التي يشنها جيش الاحتلال منذ ثلاثة أسابيع على جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا في شمال القطاع أسفرت حتى الآن عن استشهاد نحو 800 شخص.
ويقول مسؤولو الصحة في قطاع غزة إن العدوان الإسرائيلي على غزة أسفر حتى الآن عن استشهاد ما يقرب من 43 ألف شخص وتسببت في تدمير القطاع المكتظ بالسكان.
وقال مسؤولون فلسطينيون بقطاع الصحة إن الاعتداءات الإسرائيلية البرية والجوية تسببت في إصابة نظام الرعاية الصحية في شمال غزة بالشلل وحالت دون وصول الفرق الطبية إلى المواقع التي تعرضت للقصف.
وأعلنت مديرية الدفاع المدني قبل يومين توقف عملياتها بعدما اعتقلت إسرائيل عددا من أفرادها وتسببت في إصابة بعض منهم وقصفت شاحنة الإطفاء الوحيدة التابعة لها. من ناحيته قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم جوتيريش إن «معاناة المدنيين الفلسطينيين العالقين في شمال غزة لا تحتمل». وأضاف «يشعر الأمين العام بالصدمة لمستويات القتل والإصابات والدمار الهائلة في شمال غزة حيث أصبح المدنيون عالقين تحت الأنقاض والمرضى والجرحى محرومين من الرعاية الصحية المنقذة للأرواح والأسر دون غذاء ومأوى». وأشار إلى أنه وفق وزارة الصحة في غزة، قتل المئات خلال الأسابيع الأخيرة وأجبر أكثر من 60 ألف شخص على الفرار. كما أكد دوجاريك أن «الجهود المتكررة لإيصال الإمدادات الإنسانية الضرورية للبقاء على قيد الحياة – الغذاء والدواء والمأوى – تواجه بشكل متواصل بمنع السلطات الإسرائيلية، مع وجود بضعة استثناءات، وهو ما يعرض حياة عدد لا يحصى من الناس للخطر».
وتابع «باسم الإنسانية، يجدد الأمين العام دعواته إلى وقف فوري لإطلاق النار والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن والمحاسبة على الجرائم بموجب القانون الدولي».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك