عمّان - (أ ف ب): يعكس الهجوم الذي نفذّه أردنيان الأسبوع الماضي على جنود إسرائيليين بعد إطلاق نار قام به سائق شاحنة أردني عند معبر حدودي تسيطر عليه إسرائيل، الغليان والغضب في الشارع الأردني بسبب الحرب في قطاع غزة. في 18 أكتوبر، تسلّل الشابان حسام أبو غزالة وعامر قواس عبر الحدود بين الأردن والضفة الغربية جنوب البحر الميت وأطلقا الرصاص على جنود إسرائيليين، فأصابا ثلاثة منهم قبل أن يقتلا برصاص الجيش.
وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن التي تنظم منذ بدء الحرب تحركات احتجاجية تضامنا مع غزة، أن المهاجمين ينتميان اليها مع تأكيدها انهما تصرفا بشكل فردي. ويقول مدير «مركز القدس للدراسات السياسية» عريب الرنتاوي لوكالة فرانس برس: «الشارع الأردني في حالة غليان، وهذه حقيقة لا ينكرها أحد، وبعض الشباب وبالذات من الحركة الإسلامية وحتى القومية واليسارية أصبحوا مقتنعين بأن التظاهرات والاعتصامات لا تكفي».
وأضاف أن هؤلاء «يعتقدون أن الموقف الرسمي على مستوى الخطاب ممتاز، لكن الإجراءات العملية دون المستوى المطلوب، فليس هناك إلغاء لأي اتفاقيات أو قطع علاقات أو وقف للتجارة» مع إسرائيل. ولم تصدر عن الحكومة الأردنية أي إدانة رسمية صريحة ومباشرة لأي من الهجومين. لكن رئيس الوزراء جعفر حسان قد قال عقب الهجوم الأخير: «لن نكون ساحة للفتنة أو نقبل المغامرة بمستقبل هذا البلد، ولن نسمح لأي جهة كانت أن تستنسخ نماذج الفوضى والدمار التي حولنا إلى وطننا».
من جهتها، قالت الجماعة إن ما حدث جاء «كرد فعل فردي من شباب أردني لم يتحملوا مشاهد الوحشية الصهيونية»، مؤكدة أنها ستبقى في «خندق الوطن». ووقّع الأردن معاهدة سلام مع إسرائيل منذ عام 1994، لكن العلاقات بقيت باردة على المستوى الرسمي ومرفوضة على المستوى الشعبي. ويشكّل الأردنيون من أصول فلسطينية نحو نصف عدد سكان المملكة الذي يزيد على 11 مليونا.
ويقول المحلّل السياسي لبيب قمحاوي «الهجومان يؤشران الى تفاقم الضغط على المواطن العادي نتيجة إجرام إسرائيل المتزايد والدعم الأمريكي العسكري والسياسي المتزايد لها». ويضيف أن الغضب هو على «المستويين الشعبي والرسمي، فالحكومة الأردنية في ضيق من السلوك الإسرائيلي العدواني». ويرى أن «السلوك الرسمي واضح ويحمل رسالة لأمريكا وإسرائيل (...)، بأن عمان لا تستطيع أن تقف أمام غضب شعبي متصاعد».
ويقول الرنتاوي بدوره: «الدولة تراعي نبض الناس ومشاعرهم، فالناس ينظرون الى منفذي العمليات كأبطال وأيقونات». ويقول وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة: «المنطقة في حالة غليان وليس فقط الشارع الأردني، لكن طبيعة تركيبة الشارع الأردني وحتى الدولة الأردنية أكثر تفاعلا مع ما يجري في فلسطين». وفور تنفيذ أبو غزالة وقواس عمليتهما، تناقل أردنيون بفخر مقطعي فيديو لهما نشرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل ساعات من هجومهما، يتبنيان العملية ويسمي كل منهما نفسه بـ«الشهيد الحي».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك