بيروت - الوكالات: قتل ثلاثة صحفيين في غارة إسرائيلية طالت مقر إقامتهم في جنوب لبنان فجر أمس، وندد مسؤولون لبنانيون بما اعتبروه جريمة حرب.
وأعلنت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن ثلاثة صحفيين قُتلوا «في غارة معادية استهدفت مقرّ إقامتهم في حاصبيا» في جنوب لبنان فجر أمس.
ونعت قناة المنار التابعة لحزب الله مصوّرها وسام قاسم، بينما نعت قناة الميادين مصوّرها غسان نجار ومهندس البث محمد رضا.
ورأى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن ذلك «يشكّل فصلا من فصول جرائم الحرب التي يرتكبها العدو الإسرائيلي»، وأن هدف «العدوان المتعمّد... ترهيب الإعلام للتعمية على ما يرتكب من جرائم وتدمير».
وكتب وزير الإعلام زياد مكاري على منصة أكس: «انتظر العدو الإسرائيلي استراحة الصحفيين الليلية، لكي يغدر بهم»، مضيفا: «كان في المكان 18 صحفيا يمثلون سبع مؤسسات إعلامية. هذه جريمة حرب».
وتواصلت الغارات الإسرائيلية على مناطق لبنانية أخرى أمس. وتسبّبت إحداها صباح أمس في قطع معبر حدودي بين لبنان وسوريا، وفق ما أفاد وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية. وهذا المعبر هو الثاني من إجمالي ثلاثة رئيسية، يصبح خارج الخدمة بسبب ضربات إسرائيلية.
وأكد الجيش الإسرائيلي الاستهداف، وهو يتهم حزب الله باستخدام المعابر «لنقل الكثير من الوسائل القتالية».
من جهتها، اعتبرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن استهداف المعابر «يعوق ويهدد حقا شريان حياة رئيسيا يستخدمه الناس للهروب من النزاع في لبنان والعبور إلى سوريا».
وشنّ سلاح الجو الإسرائيلي «سلسلة غارات» استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الخميس، وفق الوكالة الوطنية التي أشارت إلى أن أعنفها كانت «في الشويفات العمروسية، حيث دمّرت مبنيَين وأشعلت حريقا كبيرا».
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف «بنى تحتية» ومنشآت لإنتاج وتخزين الأسلحة عائدة لحزب الله، بينما يعلن الأخير «صد» محاولات تقدم بري، وإطلاق صواريخ ومسيّرات ضد مناطق وقواعد عسكرية في شمال إسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس مقتل خمسة من جنوده في جنوب لبنان، ما يرفع الى عشرة عدد الجنود الذين أعلن مقتلهم خلال أقل من 24 ساعة.
وأسفرت الحرب عن مقتل 1580 شخصا على الأقل منذ 23 سبتمبر، بحسب تعداد لفرانس برس استنادا الى بيانات وزارة الصحة. كما تسببت بنزوح زهاء 800 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية أمس بمقتل 163 عاملا في القطاع الصحي منذ بدء التصعيد العام الماضي.
في الأثناء، تتواصل الدعوات الدولية لإيجاد حل في لبنان يحول دون توسع النزاع بشكل إضافي. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بعد لقائه ميقاتي في لندن: «نشعر بأنه من الملحّ للغاية التوصل إلى تسوية دبلوماسية والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، حتى يتحقق أمن حقيقي على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان».
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس: «نحن في سباق مع الزمن بين إمكان إطلاق مسار سياسي في لبنان واحتدام للوضع بشكل معمم لا تحصى تداعياته».
من جهتها، قالت اليونيفيل الجمعة إن الوضع على الحدود يشكل «تحديا بالغ الصعوبة»، مشيرة في بيانين إلى تعرض مواقعها وعناصرها لأربعة حوادث، أحدها وقع الخميس وأطلق خلاله جنود إسرائيليون النار على موقع مراقبة تابع لها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك