القاهرة – الوكالات: قال مسؤولون فلسطينيون إن ما لا يقل عن 72 شخصا استشهدوا في غارات إسرائيلية في أنحاء قطاع غزة منذ مساء الخميس، بينما اقتحمت قوات إسرائيلية مستشفى في شمال القطاع الليلة قبل الماضية.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الغارات الإسرائيلية على منازل في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة أودت بحياة ما لا يقل عن 38 شخصا، مضيفة أن الكثيرين من الشهداء والمصابين من النساء والأطفال.
وبحث بعض السكان أمس بين الأنقاض لمحاولة استعادة بعض ملابسهم ووثائقهم، فيما بحث الأطفال عن ألعابهم.
وروى أحمد صبح كيف صرخت ابنة عمته «ألحقوني، ألحقوني».
وقال لرويترز «طلعنا نجري لقينا ولادها، ولد وبنت مستشهدين، وابنها تحت عمود خرساني فضلنا ساعة ونص عبال ما طلعناه».
ووصف أحمد الفرا عملية انتشال أقاربه من بينهم والدته من بين الأنقاض، مضيفا أنه فقد 15 فردا من عائلته في الهجمات الجوية. وقال «كنت أحاول أطلع أمي، لقيت دبابة. قلت راح أطلعها ولا بشوف الدبابة؟ إيش أسوي؟ صرت أطلعها بخوف. الكل نفس الإشي، يطلع بخوف».
وفي مستشفى ناصر القريب، كفّن المسعفون الشهداء من بينهم ثلاثة أطفال.
في الوقت ذاته، قال مسعفون إن غارات إسرائيلية على ثلاثة منازل في بلدة بيت لاهيا القريبة أدت إلى استشهاد 25 وإصابة العشرات.
وفي وقت لاحق من أمس، قال مسعفون إن تسعة أشخاص لقوا حتفهم في ضربة إسرائيلية بمخيم الشاطئ بمدينة غزة، مما يرفع عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا بنيران إسرائيلية في أنحاء القطاع إلى 72 منذ مساء الخميس.
ويقترب عدد الشهداء في قطاع غزة من 43 ألفا جراء العدوان الإسرائيلي الذي دمر معظم مناطق القطاع المكتظ بالسكان.
وفي شمال القطاع حيث تستهدف القوات الإسرائيلية المنطقة المحيطة بمدينة جباليا منذ أسابيع، قال مسؤولون بقطاع الصحة إن القوات الإسرائيلية اقتحمت مستشفى كمال عدوان، وهو أحد المرافق الطبية الثلاثة التي تكابد من أجل مواصلة العمل هناك، ونشرت قوات خارجه.
وقال عيد صباح مدير التمريض في المستشفى في رسالة صوتية لرويترز «من منتصف الليل وصلت الدبابات، جيش الاحتلال، إلى أسوار المستشفى والجرافات وتم ترويع المواطنين والجرحى والأطفال وإطلاق النار عليهم داخل المستشفى». وعندما انسحب الجيش، وصل وفد من منظمة الصحة العالمية بسيارة إسعاف وأخلى بعض المرضى. وأكدت منظمة الصحة العالمية أنها نقلت 49 مريضا وفرقا طبية إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
وقال ريك بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في تحديث عن العملية «رأينا فوضى وانفلاتا... كانت أقسام الطوارئ (في كمال عدوان) ممتلئة، ورأينا العديد من المرضى يجري إدخالهم ووصلت حالات إصابات مروعة، مما أرهق الطواقم الطبية تماما».
وأضاف صباح أن بعد انتهاء الإجلاء الجزئي «تفاجأ الجميع بعودة الدبابات لمحاصرة المستشفى مباشرة بعد ساعة من خروج منظمة الصحة العالمية وقصف محطة الأكسجين في داخل المستشفى وانقطع الأكسجين، مما أدى إلى فقدان حياة بعض المرضى داخل العناية».
وقال «في صباح هذا اليوم المبكر اقتحمت قوات الاحتلال أسوار المستشفى وبدأت بالمناداة على الطواقم الطبية والمرضى والمصابين والمرافقين بالنزول من المستشفى».
وزعم الجيش الإسرائيلي إنه كان ينفذ عملية في منطقة مستشفى كمال عدوان بناء على معلومات مخابرات تشير إلى وجود مسلحين هناك.
ورفضت الفرق الطبية في ثلاثة مستشفيات الأوامر الإسرائيلية بالإخلاء حتى لا يتركوا المرضى دون رعاية. وقالوا إن ما لا يقل عن 800 فلسطيني قتلوا في شمال غزة منذ بدأ الجيش الهجوم الجديد قبل ثلاثة أسابيع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك