العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الثقافي

ندى فردان في قصة: «عبق الياسمين» حنان الأمومة والصمت

السبت ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

قصة‭ ‬الأطفال‭ ‬‮«‬عبق‭ ‬الياسمين‮»‬‭ ‬للكاتبة‭ ‬والأديبة‭ ‬البحرينية‭ ‬ندى‭ ‬فردان‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬أدب‭ ‬الطفل،‭ ‬تدور‭ ‬مفاهيمها‭ ‬حول‭ ‬شخصية‭ ‬الأم‭ ‬الشخصية‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬القصة‭ ‬والتي‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬حبها‭ ‬الكبير‭ ‬لأبنائها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأساليب‭ ‬المعبرة‭ ‬المختلفة،‭ ‬والتي‭ ‬تجلّت‭ ‬فيها‭ ‬مشاعر‭ ‬الأمومة‭ ‬تجاه‭ ‬الطفلة‭ ‬‮«‬رهف‭ ‬وأخيها‭ ‬الصغير‭ ‬ناصر‮»‬‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬ومفاهيم‭ ‬دقيقة‭ ‬ومختلفة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬هذه‭ ‬العائلة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬زرع‭ ‬الأمل‭ ‬والسعادة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الأبناء‭ ‬بطريقة‭ ‬مميزة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يشعروا‭ ‬بذلك‭. ‬فهي‭ ‬غريزة‭ ‬الأمومة‭ ‬في‭ ‬سياقات‭ ‬السرد‭ ‬الذكي‭ ‬ذي‭ ‬اللغة‭ ‬الجميلة‭ ‬والمعبرة‭.‬

وعليه‭ ‬وفقت‭ ‬الكاتبة‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬استخدامها‭ ‬لأدواتها‭ ‬الفنية‭ ‬والإبداعية‭ ‬ذات‭ ‬الحس‭ ‬الرائع‭ ‬في‭ ‬سردها‭ ‬لهذا‭ ‬العمل‭ ‬الأدبي‭ ‬واختيارها‭ ‬لشخصية‭ ‬الأم‭ ‬ياسمين‭ ‬البكماء‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬عمق‭ ‬الحب‭ ‬والحنان‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬أي‭ ‬إنسان،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعبير‭ ‬اللفظي‭. ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬وجدنا‭ ‬لفتة‭ ‬إنسانية‭ ‬دافئة‭ ‬في‭ ‬سرد‭ ‬الحدث‭ ‬الذي‭ ‬أجادت‭ ‬فردان‭ ‬تقديمه‭ ‬للطفل‭ ‬العربي‭.‬

وكما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬سرد‭ ‬القصة‭ ‬ومحتواها‭ ‬لمضمون‭ ‬شخصية‭ ‬ياسمين،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬بكماء،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬استخدمت‭ ‬الإشارات‭ ‬التعبيرية‭ ‬لتعبّر‭ ‬عن‭ ‬مشاعرها‭ ‬تجاه‭ ‬أبنائها،‭ ‬مما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحب‭ ‬ليس‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬كلمات‭ ‬ليكون‭ ‬حقيقياً‭ ‬وإنما‭ ‬عمق‭ ‬الإحساس‭ ‬بالأفعال،‭ ‬وهنا‭ ‬تكمن‭ ‬رسالة‭ ‬القصة‭ ‬التي‭ ‬أبدعتها‭ ‬‮«‬فردان‮»‬‭.‬

وجسدتها‭ ‬ياسمين‭ ‬التي‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬قوة‭ ‬الروابط‭ ‬الأسرية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الحدث،‭ ‬لتعكس‭ ‬تصرفاتها‭ ‬واهتمامها‭ ‬بأبنائها‭ ‬مما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬عمق‭ ‬مشاعر‭ ‬الحب‭ ‬والأمومة،‭ ‬وبرغم‭ ‬المعاناة‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬النطق،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬عبر‭ ‬الإشارات‭ ‬تعكس‭ ‬إبداعها‭ ‬وحرصها‭ ‬على‭ ‬توصيل‭ ‬مشاعرها‭ ‬لمن‭ ‬حولها‭.‬

وتسترسل‭ ‬كاتبتنا‭ ‬في‭ ‬سردها‭ ‬للقصة‭ ‬لتوضح‭ ‬لنا‭ ‬بأن‭ ‬ابنيها‭ ‬رهف‭ ‬وابنها‭ ‬الصغير‭ ‬يعيشان‭ ‬في‭ ‬كنف‭ ‬هذه‭ ‬الأم‭ ‬الحنونة‭ ‬الذي‭ ‬بذلت‭ ‬كل‭ ‬جهد‭ ‬لإسعاد‭ ‬ابنيها،‭ ‬حيث‭ ‬يشعران‭ ‬بحبها‭ ‬ورعايتها،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬العلاقة‭ ‬بينهم‭ ‬قوية‭ ‬ومتينة‭. ‬

وهنا‭ ‬نود‭ ‬الإشارة‭ ‬أيضا‭ ‬بأن‭ ‬القصة‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الفهم‭ ‬والتواصل‭ ‬غير‭ ‬اللفظي‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬للحب‭ ‬أن‭ ‬يتجاوز‭ ‬القيود‭ ‬الجسدية‭.‬

في‭ ‬النهاية‭ ‬استطاعت‭ ‬الكاتبة‭ ‬المبدعة‭ ‬ندى‭ ‬أن‭ ‬تعكس‭ ‬لنا‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬قصة‭ ‬الأطفال‭ ‬‮«‬عبق‭ ‬الياسمين‮»‬‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للأمومة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قوية‭ ‬وملهمة،‭ ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬الوسائل‭ ‬التقليدية‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬الحب‭ ‬غير‭ ‬متاحة‭. ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭ ‬على‭ ‬فهمنا‭ ‬للتواصل‭ ‬غير‭ ‬اللفظي‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية؟

واستنتاجاً‭ ‬لذلك‭ ‬فأن‭ ‬قصة‭ ‬الأم‭ ‬ياسمين‭ ‬البكماء‭ ‬تبرز‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأبعاد‭ ‬المهمة‭ ‬حيث‭ ‬ركزت‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التواصل‭ ‬غير‭ ‬اللفظي‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية‭ ‬لتسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬جوانب‭ ‬منها‭:‬

معرفة‭ ‬المفاهيم‭ ‬الحسية‭ ‬للطرف‭ ‬الآخر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬واضحا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإشارات‭ ‬وتعابير‭ ‬الوجه‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الأم‭ ‬تجاه‭ ‬الأولاد‭ ‬لتعبر‭ ‬عن‭ ‬مشاعرها‭ ‬العميقة‭. ‬وهذا‭ ‬يعزز‭ ‬فهمنا‭ ‬لكيفية‭ ‬قراءة‭ ‬المشاعر‭ ‬لدى‭ ‬الآخرين،‭ ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬الكلمات‭.‬

كما‭ ‬ينتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬تعزيز‭ ‬الروابط‭ ‬الإنسانية‭ ‬بين‭ ‬البعض‭ ‬والآخر،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬بارزاً‭ ‬في‭ ‬القصة‭ ‬والعلاقة‭ ‬بين‭ ‬ياسمين‭ ‬وأبنائها‭ ‬التي‭ ‬استطاعت‭ ‬ترسيخ‭ ‬الروابط‭ ‬الأسرية‭ ‬القوية‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬تواصل‭ ‬لفظي‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الأبناء‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬ذلك‭ ‬الحب‭ ‬والاهتمام‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬وإمكانية‭ ‬خلق‭ ‬المشاعر‭ ‬والتعابير‭ ‬الودية‭ ‬بينهما‭ ‬بوسائل‭ ‬وطرق‭ ‬متعددة‭.‬

كما‭ ‬توفر‭ ‬القصة‭ ‬أيضا‭ ‬منظوراً‭ ‬عن‭ ‬الأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتمتعوا‭ ‬بحياة‭ ‬غنية‭ ‬ومليئة‭ ‬بالعلاقات‭. ‬يساهم‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التفاهم‭ ‬والتعاطف‭ ‬مع‭ ‬الذين‭ ‬يواجهون‭ ‬تحديات‭ ‬في‭ ‬التواصل‭. ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يشجع‭ ‬على‭ ‬تعلم‭ ‬الأساليب‭ ‬الخاصة‭ ‬لمنهجية‭ ‬التواصل‭ ‬للغة‭ ‬الإشارة‭ ‬بين‭ ‬الجسدية‭ ‬في‭ ‬مهاراتها‭ ‬والتفاعل‭ ‬معها‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬الاجتماعية‭ ‬مثل‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬الدراسة‭ ‬بمختلف‭ ‬الإيماءات‭ ‬والإشارات‭ ‬المختلفة‭.‬

وهنا‭ ‬نؤكد‭ ‬بأن‭ ‬قصة‭ ‬ياسمين،‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬تقديرنا‭ ‬لأهمية‭ ‬التواصل‭ ‬غير‭ ‬اللفظي،‭ ‬وتفتح‭ ‬لنا‭ ‬آفاقاً‭ ‬جديدة‭ ‬لفهم‭ ‬العلاقات‭ ‬الإنسانية‭ ‬بطرق‭ ‬أعمق‭ ‬وأشمل‭ ‬وتحديدا‭ ‬لدى‭ ‬الناشئة‭ ‬والأطفال‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والبيتية‭ ‬بالخصوص‭.‬

ففن‭ ‬قصة‭ ‬الطفل‭ ‬ينجح‭ ‬في‭ ‬استنطاق‭ ‬نفسية‭ ‬وخيال‭ ‬الطفل‭ ‬حينما‭ ‬يتواصل‭ ‬معه‭ ‬ويعبر‭ ‬عن‭ ‬قضاياه‭ ‬بصدق‭ ‬وعفوية،‭ ‬ولا‭ ‬يكتفي‭ ‬بإشارة‭ ‬الخيال‭ ‬العبثي‭ ‬المستهلك‭ ‬بدون‭ ‬قاعدة‭ ‬تربوية‭ ‬ذكية‭ ‬في‭ ‬احتمالها‭ ‬الرمزي،‭ ‬هنا‭ ‬تبرع‭ ‬كاتبتنا‭ ‬‮«‬فردان‮»‬‭ ‬في‭ ‬مهمتها‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬جديد‭ ‬تقدمه‭ ‬للساحة‭ ‬الثقافية‭ ‬وتحسن‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬تمثيل‭ ‬وطنها‭ ‬كساردة‭ ‬للطفل‭ ‬المحلي‭ ‬والعربي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا