ديربورن، ميشيجان -(أ ف ب): تتابع إيمان بيضون السيد، كغيرها من آلاف الأمريكيين من أصل لبناني، برعب مشاهد الدمار في الشرق الأوسط، وتنتظر موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية الشهر المقبل، التي قد تشكّل فرصة للتعبير عن موقفها حيال دعم الإدارة الديموقراطية لإسرائيل.
تقول بيضون السيد: «دائما ما كنت ديموقراطية، لكن في ظل ما يحدث، لم أعد واثقة مما أشعر به».
كغيرها من العرب الأمريكيين، تفكر بيضون السيد في الحؤول دون فوز كامالا هاريس، نائبة الرئيس جو بايدن والمرشحة لانتخابات الخامس من نوفمبر، بالسباق إلى البيت الأبيض، عقابا لها على الدعم الذي وفّرته إدارتها لإسرائيل منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل سنة.
غادرت بيضون السيد (37 عاما) المولودة في ميشيجن، محلها في ديربورن هايتس لجمع التبرعات للبنان.
وكثّفت إسرائيل غاراتها الجوية على مناطق لبنانية خصوصا معاقل حزب الله في الجنوب والشرق والضاحية الجنوبية لبيروت، وأطلقت عمليات برية في المناطق الحدودية في 30 سبتمبر. وأسفر ذلك عن مقتل أكثر من 1500 شخص، بحسب السلطات اللبنانية، وتهجير ما لا يقل عن 700 ألف، بحسب الأمم المتحدة.
وتوضح بيضون السيد التي ارتدت سترة عليها شجرة أرز، وهي رمز العلم اللبناني، «لجميعنا أقارب وأصدقاء وضحايا من العائلة في الوطن».
وتضيف «حقيقة إن أي مرشح لا يتحدث عن وقف إطلاق النار أو حظر الأسلحة (إلى إسرائيل) أمر محبط للغاية»، مشيرة إلى أنها قد تصوّت لصالح مرشحة الحزب الأخضر جيل ستاين، وليس للمنافس الجمهوري لهاريس، دونالد ترامب.
في عام 2020، صوتت مقاطعة واين حيث تقع ديترويت وضواحيها، بنسبة 68 في المئة لصالح بايدن، ما أتاح له التفوق بفارق 150 ألف صوت فقط على ترامب في الولاية المتأرجحة المهمة.
وبحسب رونالد ستوكتون، أستاذ العلوم السياسية المتقاعد في جامعة ميشيجن-ديربورن والخبير في شؤون الشرق الأوسط، يبلغ عدد الأمريكيين من أصول عربية حوالي 300 ألف في ميشيجن، وكانت مساهمتهم وازنة في فوز بايدن.
وبحسب ستوكتون فإن الرئيس السابق ترامب «أغضب العرب الأمريكيين بسياساته المناهضة للمسلمين والمؤيدة لإسرائيل. ولذلك صوتوا بقوة لصالح بايدن في عام 2020».
واستقطبت ديربورن المعروفة بصناعة السيارات وبكونها مسقط رأس هنري فورد، العديد من المهاجرين خلال القرن العشرين. وانتخبت المدينة أول رئيس بلدية مسلما في عام 2022.
ويرى مروان فرج (51 عاما) الذي انتقل من لبنان قبل 35 عاما، أن الديموقراطيين تجاهلوا الانتخابات التمهيدية في فبراير عندما اقترع أكثر من 100 ألف ناخب بالأوراق البيضاء احتجاجا على سياسة واشنطن في الشرق الأوسط.
ويضيف رجل الأعمال الذي جلس في مقهى يمني أن عدم المبالاة هذه تعدّ «صفعة على الوجه، ويجب أن نردها»، متابعا «لقد دعموا هذا التطهير العرقي والإبادة الجماعية منذ اليوم الأول، بأموال ضرائبنا، وهذا خطأ».
ودعت اللجنة العربية الأمريكية للعمل السياسي، وهي منظمة سياسية محلية مؤثرة، إلى عدم التصويت لهاريس أو ترامب، وذلك على عكس ما قامت به في 2020 عندما أيّدت الديموقراطي بايدن.
وقالت المنظمة إن هاريس وترامب «يدعمان بشكل أعمى الحكومة الإسرائيلية الإجرامية بقيادة المتطرفين اليمينيين، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك