العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

مقالات

د. مبارك نجم.. تعزيز الهوية الثقافية للبحرين بالموسيقى

بقلم: الدكتور راشد نجم

الثلاثاء ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

موسيقار صاحب مدرسة خاصة في التوزيع الأوركسترالي


خليج الأغاني.. ليلة موسيقية استثنائية عاشها أبناء الخليج العربي


كعادته‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حفلة‭ ‬موسيقية‭ ‬يقدمها‭ ‬المايسترو‭ ‬الرائع‭ ‬الدكتور‭ ‬مبارك‭ ‬نجم‭ ‬الملحن،‭ ‬المؤلف،‭ ‬مؤسس‭ ‬معهد‭ ‬البحرين‭ ‬للموسيقى،‭ ‬ومؤسس‭ ‬وقائد‭ ‬أوركسترا‭ ‬البحرين‭ ‬الفيلهارمونية،‭ ‬تميّزت‭ ‬حفلاته‭ ‬دوماً‭ ‬بالإبداع‭ ‬في‭ ‬حسن‭ ‬اختيار‭ ‬الأعمال‭ ‬الموسيقية،‭ ‬واحترافية‭ ‬عازفي‭ ‬الأوركسترا‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2022‭. ‬لقد‭ ‬أحدثت‭ ‬بالفعل‭ ‬أوركسترا‭ ‬البحرين‭ ‬الفيلهارمونية‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الموسيقي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وخارجها،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬الموافق‭ ‬4‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024‭ ‬تحديداً‭ ‬في‭ ‬أمسية‭ ‬‮«‬خليج‭ ‬الأغاني‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬ضمن‭ ‬احتفال‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬بمهرجان‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬للموسيقى‭ ‬33‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬مختلفاً‭ ‬ومتميزاً‭.‬

كانت‭ ‬ليلة‭ ‬موسيقية‭ ‬استثنائية‭ ‬بامتياز‭ ‬قدمتها‭ ‬لنا‭ ‬أوركسترا‭ ‬البحرين‭ ‬الفيلهارمونية،‭ ‬قائدها‭ ‬المبدع‭ ‬المايسترو‭ ‬الدكتور‭ ‬مبارك‭ ‬نجم،‭ ‬ونجومها‭ ‬إبداع‭ ‬العازفين‭ ‬الموسيقيين‭ ‬وعازفي‭ ‬آلات‭ ‬الإيقاع،‭ ‬وأداء‭ ‬الكورال‭ ‬البحريني‭ ‬المتقن‭ ‬الذي‭ ‬أدهش‭ ‬الجميع،‭ ‬جودة‭ ‬هندسة‭ ‬الصوت‭ ‬وتناغم‭ ‬هندسة‭ ‬الإضاءة‭ ‬مع‭ ‬الأغاني‭.. ‬وجمهور‭ ‬محب‭ ‬ملأ‭ ‬مقاعد‭ ‬الصالة،‭ ‬مستمتعاً،‭ ‬متفاعلاً،‭ ‬ومندهشاً‭ ‬بما‭ ‬سمع‭ ‬ورأى،‭ ‬فقد‭ ‬أبرز‭ ‬الدكتور‭ ‬مبارك‭ ‬جماليات‭ ‬التلوين‭ ‬والتعبير‭ ‬في‭ ‬معالجته‭ ‬الأوركسترالية،‭ ‬مقدماً‭ ‬تجارب‭ ‬موسيقية‭ ‬نابضة‭ ‬بالحياة‭ ‬تعكس‭ ‬مشاعر‭ ‬الحب‭ ‬والاشتياق،‭ ‬مما‭ ‬يجعله‭ ‬يتجاوز‭ ‬كل‭ ‬التوقعات‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الأغاني‭ ‬العاطفية‭ ‬الخليجية‭. ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬الحضور‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأمسية‭ ‬الساحرة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الإعجاب‭ ‬والدهشة،‭ ‬مصفقين‭ ‬بحرارة‭ ‬للمايسترو‭ ‬الدكتور‭ ‬مبارك‭ ‬نجم،‭ ‬الذي‭ ‬أذهل‭ ‬الجميع‭ ‬بقدراته‭ ‬الفنية‭ ‬وإبداعاته‭ ‬الفذّة‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬مكانته‭ ‬كواحد‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬القامات‭ ‬الموسيقية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

تميّز‭ ‬هذا‭ ‬الحفل‭ ‬بدايةً‭ ‬في‭ ‬حسن‭ ‬اختيار‭ ‬العنوان‭ ‬‮«‬خليج‭ ‬الأغاني‮»‬،‭ ‬ليمنح‭ ‬الحضور‭ ‬الشعور‭ ‬بأن‭ ‬الحفل‭ ‬خليجي‭ ‬الانتماء،‭ ‬فهذه‭ ‬الأغاني‭ ‬التي‭ ‬سيسمعها‭ ‬هي‭ ‬أغاني‭ ‬من‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لحقب‭ ‬زمنية‭ ‬مختلفة،‭ ‬وتمثل‭ ‬جزءاً‭ ‬مهماً‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬الموسيقي‭ ‬الخليجي‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬التنوع‭ ‬الثقافي‭ ‬والتاريخي‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭. ‬وقد‭ ‬اختارها‭ ‬المايسترو‭ ‬مبارك‭ ‬نجم‭ ‬بعناية‭ ‬فائقة‭ ‬جداً‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬الذائقة‭ ‬الموسيقية‭ ‬العالية‭ ‬والراقية‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭.. ‬فهذه‭ ‬الأغنيات‭ ‬قد‭ ‬سكنت‭ ‬الذاكرة‭ ‬الجمعية‭ ‬لأبناء‭ ‬الخليج،‭ ‬والناس‭ ‬ترددها‭ ‬في‭ ‬جلساتها‭ ‬وسمرها،‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يقدم‭ ‬هذه‭ ‬الألحان‭ ‬بالصورة‭ ‬التي‭ ‬اعتاد‭ ‬الناس‭ ‬سماعها،‭ ‬فقد‭ ‬فاجأنا‭ ‬بتقديمها‭ ‬كأعمال‭ ‬أوركسترالية‭ ‬ذات‭ ‬فواصل‭ ‬موسيقية‭ ‬ملهمة‭ ‬وفواصل‭ ‬غنائية‭ ‬ساحرة،‭ ‬حيث‭ ‬أدمج‭ ‬تلك‭ ‬الفواصل‭ ‬بروح‭ ‬معاصرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توزيع‭ ‬موسيقي‭ ‬أوركسترالي‭ ‬مبهر‭ ‬يمزج‭ ‬بين‭ ‬الأصالة‭ ‬والحداثة‭. ‬

لقد‭ ‬أخذنا‭ ‬المايسترو‭ ‬مبارك‭ ‬في‭ ‬تطواف‭ ‬سلس‭ ‬ورائع‭ ‬من‭ ‬الأغنيات‭ ‬الجميلة‭ ‬لزمن‭ ‬كان‭ ‬جميلاً،‭ ‬بدأها‭ ‬من‭ ‬البحرين،‭ ‬عُمان،‭ ‬الكويت،‭ ‬السعودية،‭ ‬قطر،‭ ‬ثم‭ ‬الإمارات‭. ‬فأشعرنا‭ ‬بالحنين‭ ‬الى‭ ‬البحرين‭ ‬عبر‭ ‬أغنية‭ ‬‮«‬أنا‭ ‬حنّيت‮»‬،‭ ‬والى‭ ‬جمال‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان‭ ‬وطبيعتها‭ ‬الخلابة‭ ‬في‭ ‬أغنية‭ ‬‮«‬حلوة‭ ‬عُمان‮»‬،‭ ‬وعرّج‭ ‬بنا‭ ‬الى‭ ‬ليل‭ ‬الكويت‭ ‬الدافئ‭ ‬في‭ ‬‮«‬ترى‭ ‬الليل‮»‬،‭ ‬ثم‭ ‬الى‭ ‬السعودية‭ ‬حيث‭ ‬سارية‭ ‬الحجاز‭ ‬التي‭ ‬يود‭ ‬أن‭ ‬تخبره‭ ‬عما‭ ‬جرى‭.. ‬وأطال‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬الباب‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬الحب‭ ‬الذي‭ ‬يسكن‭ ‬في‭ ‬قطر،‭ ‬وأكمل‭ ‬بناء‭ ‬دورة‭ ‬الحب‭ ‬التي‭ ‬بدأها‭ ‬لتستقر‭ ‬وتسكن‭ ‬وسط‭ ‬الحشى‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الامارات‭.‬

وبعد‭ ‬هذه‭ ‬الجرعة‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الغنائية‭ ‬الموسيقية‭ ‬المتنوعة‭ ‬التي‭ ‬أدهشت‭ ‬الجمهور،‭ ‬هدأ‭ ‬صوت‭ ‬الأكف‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تضج‭ ‬بها‭ ‬القاعة،‭ ‬حتى‭ ‬بدأت‭ ‬الفرقة‭ ‬العزف‭ ‬لأغنية‭ ‬‮«‬سرى‭ ‬الليل‮»‬‭ ‬بشكل‭ ‬مغاير‭ ‬وتوزيع‭ ‬موسيقى‭ ‬أوركسترالي‭ ‬آسر،‭ ‬وقد‭ ‬لا‭ ‬أبالغ‭ ‬إذا‭ ‬قلت‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يخطر‭ ‬على‭ ‬بال‭ ‬موسيقي‭ ‬القيام‭ ‬بتناول‭ ‬هذه‭ ‬الأغنية‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬مهووساً‭ ‬بالتراث‭ ‬الموسيقي‭ ‬الخليجي،‭ ‬ومتمكناً‭ ‬من‭ ‬قدراته‭ ‬وأدواته‭ ‬الموسيقية‭ ‬في‭ ‬المعالجة‭ ‬الأوركسترالية‭. ‬فقد‭ ‬حوّل‭ ‬المايسترو‭ ‬مبارك‭ ‬نجم‭ ‬أغنية‭ ‬‮«‬سرى‭ ‬الليل‮»‬‭ ‬القديمة‭ ‬الى‭ ‬أغنية‭ ‬معاصرة‭ ‬ترتدي‭ ‬حلة‭ ‬أوركسترالية‭ ‬زاهية،‭ ‬عبر‭ ‬توزيعات‭ ‬متقنة‭ ‬وإضافات‭ ‬جمل‭ ‬موسيقية‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬روح‭ ‬العمل‭ ‬نفسه،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬فطنته‭ ‬الموسيقية‭ ‬استخدم‭ ‬الآلات‭ ‬الايقاعية‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تصاحب‭ ‬هذه‭ ‬الأغنية‭ ‬الأصلية‭ ‬التي‭ ‬يعتمد‭ ‬لحنها‭ ‬وآلاتها‭ ‬الايقاعية‭ ‬على‭ ‬فن‭ ‬‮«‬الطنبورة‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬الفن‭ ‬الذي‭ ‬سيطر‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬ألحان‭ ‬الأغاني‭ ‬الكويتية‭ ‬والخليجية‭ ‬في‭ ‬ستينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬فن‭ ‬الليوه‭.  ‬فقد‭ ‬أظهر‭ ‬لنا‭ ‬المايسترو‭ ‬مبارك‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬الطبل‭ ‬الطويل‭ ‬الذي‭ ‬يثبته‭ ‬العازف‭ ‬على‭ ‬طرف‭ ‬جسمه،‭ ‬واستخدم‭ ‬‮«‬المنجور‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬حزام‭ ‬قماشي‭ ‬عريض‭ ‬به‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬أظلاف‭ ‬الماعز‭ ‬المجوفة،‭ ‬وعندما‭ ‬يلفه‭ ‬عازف‭ ‬المنجور‭ ‬حول‭ ‬وسطه‭ ‬ويحرك‭ ‬جسمه‭ ‬بشكل‭ ‬إيقاعي‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬إحداث‭ ‬تركيبات‭ ‬إيقاعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صوت‭ ‬القرقعة‭ ‬المنبعث‭ ‬من‭ ‬الأظلاف،‭ ‬فكانت‭ ‬هذه‭ ‬الأغنية‭ ‬بكل‭ ‬تركيباتها‭ ‬الموسيقية‭ ‬جعلت‭ ‬الجمهور‭ ‬مندهشا‭ ‬ومنفعلا‭ ‬معها‭ ‬بشكل‭ ‬مختلف‭. ‬ثم‭ ‬أتبعها‭ ‬بأغنية‭ ‬‮«‬هلا‭ ‬باللي‭ ‬لفاني‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬الأغنيات‭ ‬البحرينية‭ ‬الشعبية‭ ‬التي‭ ‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬وتغنى‭ ‬بها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المطربين،‭ ‬لكن‭ ‬المايسترو‭ ‬مبارك‭ ‬قدمها‭ ‬لنا‭ ‬على‭ ‬مسارين‭ ‬متداخلين‭.. ‬مسار‭ ‬حافظ‭ ‬على‭ ‬طابعها‭ ‬الشعبي،‭ ‬ومسار‭ ‬أسبغ‭ ‬عليها‭ ‬التوزيع‭ ‬الأوركسترالي‭ ‬الجميل‭ ‬الذي‭ ‬يتناغم‭ ‬مع‭ ‬المسار‭ ‬الشعبي،‭ ‬وقدمها‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬ثوب‭ ‬جديد‭. ‬

ولم‭ ‬يكتف‭ ‬هذا‭ ‬الموسيقار‭ ‬الملهم‭ ‬بموسيقى‭ ‬التراث،‭ ‬بل‭ ‬أخذنا‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬من‭ ‬الشاعرية‭ ‬والرومانسية‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬معالجته‭ ‬الأوركسترالية‭ ‬لأغاني‭ ‬مثل‭: ‬‮«‬يسألوني‭ ‬ليه‭ ‬أحبك،‭ ‬مشغوب،‭ ‬يا‭ ‬سرب‭ ‬طيور،‭ ‬مرني،‭ ‬يا‭ ‬بعدهم‭ ‬كلهم‭.. ‬وقد‭ ‬ختم‭ ‬برنامج‭ ‬الحفل‭ ‬بأغنية‭ ‬‮«‬ليلة‭ ‬لو‭ ‬باقي‭ ‬ليلة‮»‬‭.. ‬وكم‭ ‬تمنينا‭ ‬أن‭ ‬تطول‭ ‬تلك‭ ‬الليلة‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬بالفعل‭ ‬ليلة‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬ليلة‭. ‬صفقنا‭ ‬له‭ ‬طويلاً‭ ‬وقوفاً‭ ‬له‭ ‬وللأوركسترا‭ ‬الرائع‭ ‬والكورال‭ ‬البحريني‭ ‬المدهش‭ ‬الذي‭ ‬أمتعنا‭ ‬بحسن‭ ‬الصوت‭ ‬وجودة‭ ‬الأداء،‭ ‬لكن‭ ‬المايسترو‭ ‬لم‭ ‬يكتفي‭ ‬بذلك‭ ‬فقد‭ ‬فاجئنا‭ ‬بأن‭ ‬أشار‭ ‬للأوركسترا‭ ‬بالجلوس‭ ‬لتبدأ‭ ‬أغنية‭ ‬ليست‭ ‬مدونة‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬الحفل،‭ ‬فاجأنا‭ ‬بها‭ ‬وهي‭ ‬أغنية‭ ‬‮«‬أنا‭ ‬الخليجي‮»‬‭ ‬فلم‭ ‬يتمالك‭ ‬الجمهور‭ ‬نفسه‭ ‬فضجت‭ ‬أكفه‭ ‬طرباً‭ ‬ومصاحبة‭ ‬للحن،‭ ‬وكأنه‭ ‬يرسل‭ ‬لنا‭ ‬رسالة‭ ‬محبة‭ ‬بأن‭ ‬خليج‭ ‬الأغاني‭ ‬هو‭ ‬خليج‭ ‬المحبة‭ ‬والمصير‭ ‬الواحد‭ ‬والشعب‭ ‬الواحد‭.. ‬والله‭ ‬أكبر‭ ‬يا‭ ‬خليج‭ ‬ضمنا‭.‬

لقد‭ ‬أثبت‭ ‬المايسترو‭ ‬الدكتور‭ ‬مبارك‭ ‬نجم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأمسية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ‬السابقة‭ ‬أنه‭ ‬نجم‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬الأوركسترا‭ ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬التوزيع‭ ‬والتأليف‭ ‬الأوركسترالي،‭ ‬ويمكننا‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬الموسيقار‭ ‬مبارك‭ ‬نجم‭ ‬صاحب‭ ‬مدرسة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬التوزيع‭ ‬الأوركسترالي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬مبادئ‭ ‬الفن‭ ‬الشعبي‭ ‬وأسس‭ ‬الفن‭ ‬العالمي،‭ ‬فقد‭ ‬تجاوز‭ ‬دوره،‭ ‬دور‭ ‬الموزع،‭ ‬ليصبح‭ ‬مؤلفاً‭ ‬موسيقياً‭ ‬للعمل‭ ‬ذاته،‭ ‬يبني‭ ‬على‭ ‬اللحن‭ ‬الأصلي‭ ‬للأغنية‭ ‬صرحاً‭ ‬موسيقياً‭ ‬رائعاً‭ ‬يضفي‭ ‬قيمة‭ ‬فنية‭ ‬وجمالية‭ ‬جديدة‭ ‬الى‭ ‬العمل‭ ‬الأصلي‭. ‬تجد‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬تناوله‭ ‬للأغاني‭ ‬البحرينية‭ ‬والخليجية‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬أعمال‭ ‬أوركسترالية‭ ‬سيمفونية‭ ‬رصينة‭. ‬

إن‭ ‬الموسيقى‭ ‬هي‭ ‬إحدى‭ ‬أدوات‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تترك‭ ‬أثرًا‭ ‬عميقًا‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬الهوية‭ ‬الثقافية،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يلعب‭ ‬الموسيقار‭ ‬الدكتور‭ ‬مبارك‭ ‬نجم‭ ‬دوراً‭ ‬فاعلاً‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الفنون‭ ‬الموسيقية‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬الهوية‭ ‬الثقافية‭ ‬للبحرين،‭ ‬ويسعى‭ ‬دائمًا‭ ‬الى‭ ‬دعم‭ ‬المواهب‭ ‬الشابة‭ ‬وتقديمها‭ ‬للجمهور،‭ ‬مما‭ ‬يجعله‭ ‬رمزًا‭ ‬للاستدامة‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭.‬

 

 

راشد نجم في سطور


الاسـم‭: ‬راشـد‭ ‬نجـم‭ ‬عبـدالله‭ ‬عيسـى‭ ‬النجـم‭ ‬

رئيس‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ -‬مملكة‭ ‬البحرين‭                               ‬

المؤهلات‭ ‬العلمية‭:‬

*‭ ‬دكتوراه‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭ (‬الإدارة‭ ‬الاستراتيجية‭) ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬هال‭ ‬The‭ ‬University‭ ‬of‭ ‬Hull‭ ‬ببريطانيا‭ ‬عام‭ ‬2003

*‭ ‬ماجستير‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬المكتبات‭ ‬وإدارة‭ ‬المعلومات‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬مكجيل‭ ‬McGill‭ ‬بكندا‭ ‬عام‭ ‬1987‭.‬

*‭ ‬ليسانس‭ ‬لغة‭ ‬عربية‭ ‬وآدابها‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬جامعة‭ ‬بغداد‭ ‬وجامعة‭ ‬بيروت‭ ‬العربية‭ ‬عام‭ ‬1973‭.‬

الوظائف‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬شغلها‭:‬

*‭ ‬عميد‭ ‬كلية‭ ‬العلوم‭ ‬الإدارية‭ ‬والمالية‭ ‬‭ ‬الجامعة‭ ‬الخليجية‭.‬

*‭ ‬مستشار‭ ‬الشؤون‭ ‬الثقافية‭ ‬‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭.‬

*‭ ‬مستشار‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الأمناء‭ ‬بمركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬والبحوث‭.‬

*‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬الدراسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتربوية‭ ‬والسياحية‭ ‬‭ ‬مركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬والبحوث‭.‬

*‭ ‬مدير‭ ‬ادارة‭ ‬المعلومات‭ ‬والترجمة‭ ‬والنشر‭ ‬مركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬والبحوث‭.‬

*‭ ‬عدة‭ ‬مناصب‭ ‬إدارية‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬وجامعة‭ ‬البحرين‭.‬

المساهمات‭ ‬الثقافية‭:‬

أسهم‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬المهتمة‭ ‬بالشأن‭ ‬الثقافي‭ ‬وهي‭ ‬كالتالي‭:‬

*‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬مسرح‭ ‬أوال‭ ‬‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬للموسيقى‭ ‬والفنون‭ ‬الشعبية‭ - ‬جمعية‭ ‬المكتبات‭ ‬البحرينية‭ - ‬مركز‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي‭ ‬ومؤسسات‭ ‬أخرى‭.‬

*‭ ‬مارس‭ ‬الكتابة‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬المحلية‭ ‬والخليجية،‭ ‬وكتب‭ ‬القصيدة‭ ‬الفصحى‭ ‬والقصيدة‭ ‬العامية‭ ‬والدراسات‭ ‬النقدية‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬المحلية‭ ‬والخليجية،‭ ‬كما‭ ‬أجرى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬اللقاءات‭ ‬الصحفية‭ ‬مع‭ ‬كتاب‭ ‬وفنانين‭ ‬عرب‭.‬

*‭ ‬مارس‭ ‬كتابة‭ ‬الشعر‭ ‬الغنائي‭ ‬وتغنى‭ ‬بقصائده‭ ‬معظم‭ ‬مطربي‭ ‬البحرين‭ ‬وبعض‭ ‬مطربي‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وله‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاغنيات‭ ‬المشهورة‭ ‬والاوبريتات‭ ‬الغنائية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تقدم‭ ‬اثناء‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬العلم‭ ‬وبعض‭ ‬الاحتفالات‭ ‬الرسمية‭.‬

*‭ ‬شكّل‭ ‬مع‭ ‬أخيه‭ ‬الموسيقار‭ ‬والملحن‭ ‬المعروف‭ ‬اللواء‭ ‬الدكتور‭ ‬مبارك‭ ‬نجم‭ ‬ثنائياً‭ ‬ناجحاً‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الأغنية‭ ‬البحرينية‭ ‬وبروز‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬الغنائية‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬الاغنية‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

*‭ ‬قدم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬التلفزيونية‭ ‬والاذاعية‭ ‬الناجحة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تلفزيون‭ ‬وإذاعة‭ ‬البحرين‭.‬

*‭ ‬له‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬والبحوث‭ ‬المنشورة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬ثقافية‭ ‬مختلفة‭.‬

النتاج‭ ‬الفكري‭ ‬المطبوع‭ ‬

*‭ ‬شغف‭ ‬الدروب‭ ‬المضيئة،‭ ‬إصدار‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب،‭ ‬2024‭.‬

*‭ ‬‮«‬ديوان‭ ‬همس‭ ‬المشاعر‮»‬‭ ‬أشعار‭ ‬باللهجة‭ ‬العامية،‭ ‬إصدار‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬الإعلام،‭ ‬2020‭.  ‬

*‭ ‬ديوان‭ ‬‮«‬بوح‭ ‬الدفاتر‮»‬‭ ‬نصوص‭ ‬غنائية،‭ ‬إصدار‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬الاعلام،‭ ‬2020‭.‬

*‭ ‬علي‭ ‬الشرقاوي‭: ‬دراسات‭ ‬في‭ ‬التجربة‭ ‬والحياة،‭ ‬تأليف‭ ‬مشترك‭ ‬إصدار‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب،‭ ‬2017‭.‬

*‭ ‬الأوتار‭ ‬سلّم‭ ‬المايسترو‭: ‬قراءة‭ ‬في‭ ‬السيرة‭ ‬الفنية‭ ‬للفنان‭ ‬مبارك‭ ‬نجم،‭ ‬إصدار‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬والإعلام،‭ ‬2008‭.‬

*‭ ‬تعزيز‭ ‬السياحة‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭: ‬دراسة‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬‮«‬دراسة‭ ‬علمية‭ ‬باللغة‭ ‬الانجليزية‮»‬،‭ ‬2007‭.‬

*‭ ‬واقع‭ ‬السياحة‭ ‬العلاجية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬‮«‬دراسة‭ ‬علمية‮»‬‭ ‬إصدار‭ ‬مركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬والبحوث،‭ ‬مارس‭ ‬2006،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬اختيار‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إدارة‭ ‬المكتبات‭ ‬العامة‭ ‬التابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كأفضل‭ ‬كتاب‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للكتاب‭ ‬بتاريخ‭ ‬23‭/‬4‭/‬2010‭.‬

*‭ ‬إضاءة‭ ‬لذاكرة‭ ‬العمر‭.. ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬السيرة‭ (‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الكتابة‭).‬

*‭ ‬دراسات‭ ‬علمية‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬موضوعات‭ ‬مختلفة‭.‬

الأوسمة‭ ‬والجوائز‭ ‬وشهادات‭ ‬التقدير‭:‬

*‭ ‬‮«‬وسام‭ ‬البحرين‭ ‬للكفاءة‮»‬‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬أكتوبر‭ ‬2002‭.‬

*‭ ‬جائزة‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬لتكريم‭ ‬‮«‬رواد‭ ‬المحرق‮»‬‭ ‬لعام‭ ‬2000‭.‬

*‭ ‬جائزة‭ ‬‮«‬رواد‭ ‬الخليج‭ ‬2021‮»‬‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬15‭ ‬أكتوبر‭ ‬2021‭.‬

*‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬وشهادات‭ ‬التقدير‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬البحرين‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا