بيروت – (أ ف ب): ندّد رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي أمس الجمعة بـ«تدخّل فاضح» في الشأن اللبناني إثر تصريحات نسبت الى مسؤول إيراني حول استعداد بلاده للتفاوض مع فرنسا من أجل وقف لإطلاق النار في لبنان. وطلب ميقاتي من وزير الخارجية اللبناني استدعاء القائم بالأعمال الإيراني في بيروت.
ومثل هذا الموقف نادر على الصعيد الرسمي في لبنان منذ سنوات، في ظل تحكّم حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، بالقرار السياسي، وفي ظل شلل مؤسساتي وأزمة سياسية ناتجة عن انقسامات عميقة في البلاد. وقال ميقاتي في بيان صادر عن مكتبه «نستغرب هذا الموقف الذي يشكّل تدخلا فاضحا في الشأن اللبناني، ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة على لبنان».
وأورد البيان أن ميقاتي طلب من «وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب استدعاء القائم بأعمال السفارة الايرانية في بيروت والاستفسار منه عن حديث رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف». وكانت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية نقلت عن رئيس البرلمان الإيراني قوله إن طهران مستعدة للتفاوض مع باريس بشأن تطبيق القرار الدولي 1701 في لبنان ووقف إطلاق النار.
وأصيب السفير الايراني في بيروت مجتبى أماني في سبتمبر بانفجار جهاز بايجر في الانفجارات التي طالت المئات من عناصر حزب الله ونسبت لإسرائيل. والتقى رئيس البرلمان الإيراني الأسبوع الماضي ميقاتي في بيروت حيث ندّد بـ«جرائم» اسرائيل إثر قصف مكثّف على لبنان.
وأكّد ميقاتي أمس الجمعة أنه كان أبلغ وزير خارجية إيران عباس عراقجي وقاليباف «خلال زيارتيهما الى لبنان اخيرا بضرورة تفهّم الوضع اللبناني خصوصا أن لبنان يتعرض لعدوان اسرائيلي غير مسبوق». وأضاف أن حكومته تعمل مع «جميع أصدقاء لبنان ومنهم فرنسا للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار». وصّعدت اسرائيل في 23 سبتمبر وتيرة غاراتها على معاقل الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب لبنان وشرقه، قبل أن تعلن نهاية الشهر ذاته بدء عمليات توغل بري عبر الحدود. وعلى مدى شهر تقريبا، قُتل ما لا يقل عن 1418 شخصا في لبنان في قصف إسرائيلي، بحسب تعداد أجرته فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك