واشنطن – (أ ف ب): أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنّ الولايات المتّحدة شنّت ليل الأربعاء غارات جوية بواسطة قاذفات استراتيجية خفيّة من طراز بي-2 على منشآت لتخزين السلاح في مناطق يمنية يسيطر عليها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران، الذين هدّدوا بالردّ. وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بيان: إنّ «القوات الأمريكية استهدفت عددا من المنشآت تحت الأرض تابعة للحوثيين وتضمّ مكوّنات أسلحة مختلفة من نفس الأنواع التي استخدمها الحوثيون لاستهداف سفن مدنية وعسكرية في سائر أنحاء المنطقة».
وأضاف أنّ «القوات الأمريكية، بما في ذلك قاذفات قنابل من طراز بي-2 تابعة للقوات الجوية الأمريكية، شنّت (اليوم) ضربات دقيقة ضدّ خمسة مواقع محصّنة لتخزين الأسلحة تحت الأرض». وأفادت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين فجر أمس الخميس عن ستّ ضربات استهدفت مناطق شمال العاصمة صنعاء وجنوبها، إضافة إلى تسع غارات على محافظة صعدة (شمال غرب). وبعد ساعات، هدّد المتمرّدون بأن الضربات الأمريكية «لن تمرّ بدون ردّ».
وجاء في بيان للمكتب السياسي لحركة «أنصار الله» (الحوثيين): «نؤكد أن العدوان الأمريكي لن يمر من دون ردّ». وأضاف «الغارات العدوانية الأمريكية لن تثني اليمن عن مواصلة دعمه ومساندته لغزة ولبنان في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية المدعومة أمريكيا». ومنذ نوفمبر، يشنّ الحوثيون هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن انطلاقا من المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن، في ما يعتبرونه «دعما» لفلسطينيي قطاع غزة، حيث تدور حرب مدمّرة بين إسرائيل وحماس منذ أن شنّت الحركة هجوما غير مسبوق على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023.
ولمحاولة ردعهم، تشن القوات الأمريكية والبريطانية بشكل مشترك أو الجيش الأمريكي وحده، ضربات على مواقع تابعة لهم في اليمن منذ 12 يناير. لكنّ هجمات الحوثيين على السفن التجارية استمرت رغم كل تلك الغارات. وقال أوستن: إنّه أعطى «الإذن بشنّ هذه الضربات الدقيقة بناء على توجيهات من الرئيس (جو) بايدن بهدف إضعاف قدرة الحوثيين على مواصلة سلوكهم المزعزع للاستقرار ولحماية القوات والأفراد الأمريكيين والدفاع عنهم في أحد أهم الممرات المائية في العالم».
وأوضح الوزير الأمريكي أنّ هذا القصف شكّل «استعراضا فريدا لقدرة الولايات المتحدة على استهداف المنشآت التي يسعى خصومنا إلى إبقائها بعيدة عن متناولنا، بغضّ النظر عن مدى عمقها تحت الأرض أو صلابتها أو تحصينها». وشدّد أوستن في بيانه على أنّ «استخدام قاذفات قنابل خفيّة بعيدة المدى من طراز بي-2 سبيريت (..) يُظهر قدرات الضرب العالمية التي تتمتّع بها الولايات المتّحدة لأخذ إجراءات ضدّ هذه الأهداف عند الضرورة، في أيّ وقت وفي أيّ مكان». وهذه المرة الأولى التي يستخدم فيها الجيش الأميركي قاذفات القنابل هذه، منذ بدء ضرباته على الحوثيين.
وقال الخبير اليمني المقيم في الولايات المتحدة محمد الباشا: إن «هذه العملية تشير إلى تغيير في السياسة الأمريكية، ما يدل على موقف أكثر صرامة تجاه سلوك الجماعة المزعزع للاستقرار». بدورها، أصدرت القيادة العسكرية الوسطى الأمريكية (سنتكوم) المسؤولة عن القوات الأمريكية العاملة في منطقة الشرق الأوسط، بيانا أكّدت فيه أنّ لا مؤشرات أولية على أن غاراتها على مواقع الحوثيين الأربعاء أوقعت إصابات في صفوف المدنيين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك