في منطقة تعصف بها التوترات والفتن، يأتي نهج البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لتشكل نموذجًا مميزًا في التوازن السياسي، متخذةً نهجًا يستند إلى العقلانية والحكمة والحفاظ على مصلحة الشعب والأمة.
وعلى مر السنوات، استطاعت المملكة أن ترسم لنفسها مسارًا فريدًا محافظة من خلاله على قيمها ومبادئها وثوابتها الوطنية الراسخة.
وتُعَد السياسة الخارجية البحرينية إحدى العلامات الفارقة في الدبلوماسية الإقليمية. فعلى الرغم من أن البحرين توجد في منطقة شديدة الحساسية، وسط نزاعات إقليمية ودولية، فإنها تمكنت من خلال اعتمادها على سياسة الحياد الإيجابي، من تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط بشكل عام.
تقوم السياسة البحرينية على مبدأ أن مصلحة الشعب البحريني تأتي في المقام الأول. وهذا المبدأ هو ما يوجه القرارات السياسية الكبرى في المملكة. فقد أثبتت القيادة البحرينية بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أن الانحياز الحقيقي هو لمصلحة المواطن البحريني، في ظل سعي دائم لتأمين الاستقرار الداخلي والتقدم الاقتصادي والاجتماعي. هذا الالتزام بمصلحة الشعب يظهر جليًا في المشاريع التنموية الكبرى التي شهدتها البحرين خلال العقود الأخيرة، والتي تهدف إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين، وتعزيز التنمية المستدامة.
وفي خضم التحديات والاضطرابات التي تمر بها العديد من دول المنطقة، تبنت البحرين نهجًا يركز على تعزيز الوحدة الوطنية، ونبذ الطائفية والخلافات الداخلية. فقد كان جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حريصًا على جمع الأطياف البحرينية المختلفة تحت مظلة واحدة، هدفها المشترك هو الحفاظ على الأمن الوطني وتوحيد الصف البحريني أمام أي تهديدات داخلية أو خارجية. ويعد هذا النهج من أساسيات السياسة الداخلية البحرينية، حيث ترى القيادة أن قوة البحرين تكمن في وحدتها، وأن الاختلاف في الآراء يجب أن يكون منبعًا للتنوع البنّاء وليس للصراع.
وبالإضافة إلى اهتمام البحرين بمصالحها الوطنية، فإنها لا تنفصل عن قضايا الأمة العربية. فتحت قيادة جلالة الملك حمد بن عيسى، حافظت البحرين على موقفها الداعم لقضايا الأمة العربية والإسلامية، وخاصة القضية الفلسطينية، حيث تؤكد المملكة مرارًا أهمية الحلول السلمية مع ضمان حقوق الشعب الفلسطيني. وبالقدر نفسه، تدعو البحرين إلى التكاتف العربي والإسلامي لمواجهة التحديات المشتركة، مع التشديد على ضرورة نبذ الخلافات والعمل من أجل مستقبل أفضل للشعوب.
رسالة البحرين للعالم
من خلال هذا التوازن، تقدم البحرين رسالة واضحة للعالم: يمكن للأمم أن تحافظ على استقلاليتها وأن تقف على مسافة واحدة من الجميع من دون أن تفقد هويتها أو تنحاز إلى مواقف تؤثر سلبًا على مصالحها.
فالقيادة البحرينية تقدم نموذجًا لدولة صغيرة بحجمها، لكنها كبيرة بتأثيرها السياسي والاقتصادي، تُعطي الأولوية لمصالح شعبها وأمتها، وتعتمد على الحوار والتعاون مع المجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار. فبالقيادة الحكيمة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تبنت البحرين نهجًا متوازنًا يقوم على رؤية استراتيجية واضحة للمستقبل، قائمة على الحكمة والاعتدال في التعامل مع الملفات الإقليمية والدولية.
فالبحرين لا تستجيب للضغوط أو اتجاهات الانحياز الأعمى، بل تتبنى مواقف عقلانية قائمة على تقدير دقيق للمخاطر والمصالح، وهو ما جعلها قادرة على اجتياز العديد من الأزمات بسلام.
لقد أدرك جلالة الملك حمد بن عيسى منذ بداية توليه الحكم أهمية أن يكون للدولة سياسة خارجية قوية ومستقلة، تراعي علاقاتها مع القوى الكبرى من جهة، وتُحافظ على سيادتها من جهة أخرى. هذا التوازن في العلاقات الخارجية عزز من مكانة البحرين في المجتمع الدولي، وأكد أنها دولة تتمتع بنضج سياسي عميق، قادرة على تجاوز التقلبات والتغيرات الدولية دون المساس بمصالحها أو الاستسلام لأي ضغوط.
البحرين كنموذج للسلام والاستقرار
في زمن تسوده الحروب والنزاعات، تظهر البحرين كواحةٍ من السلام والاستقرار في منطقة مضطربة. ويعود هذا النجاح إلى رؤية القيادة البحرينية التي ترفض منطق العنف أو التصعيد، وتفضل الحوار والحلول السلمية لكل الأزمات. هذا التوجه الحكيم جعل البحرين مقصدًا وحاضنة للمؤتمرات الدولية التي تسعى لإيجاد حلول سلمية للأزمات الإقليمية.
كما تسهم البحرين في المبادرات الداعية إلى الأمن والاستقرار في الخليج العربي، مثل تعزيز التعاون الأمني والتجاري مع دول مجلس التعاون الخليجي، والمشاركة في التحالفات الدولية الهادفة إلى مكافحة الإرهاب والتطرف. وفي كل هذه المبادرات، تحرص البحرين على أن تكون جزءًا من الحل، وليس جزءًا من المشكلة.
إن أحد أهم النجاحات التي حققتها البحرين في ظل القيادة الحالية هو قدرتها على الحفاظ على نسيجها الاجتماعي المتنوع، وتحقيق التنمية الاقتصادية المتوازنة.
فالبحرين دولة متعددة الثقافات والطوائف، ولكن القيادة البحرينية نجحت في جعل هذا التنوع مصدر قوة، من خلال ترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك.
ومن الناحية الاقتصادية، وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها العديد من دول المنطقة، تمكنت البحرين من تنفيذ سياسات اقتصادية ناجحة عززت النمو ووفرت فرص عمل للمواطنين. تمضي البحرين قدمًا في تنفيذ رؤيتها الاقتصادية «رؤية البحرين 2030» التي تهدف إلى تحويل الاقتصاد البحريني إلى اقتصاد قائم على المعرفة والتنوع. في هذا السياق، تم التركيز على جذب الاستثمارات الخارجية، وتطوير قطاعي السياحة والصناعات المتقدمة، إلى جانب تعزيز التكنولوجيا الحديثة والابتكار.
إن التوازن السياسي والدبلوماسي الذي تنتهجه البحرين لا يمثل فقط نهجًا استراتيجيا في التعامل مع الأزمات الراهنة، بل هو استثمار طويل الأمد في المستقبل.
إن البحرين تدرك أن استدامة الأمن والاستقرار الداخلي يتطلب بناء علاقات متينة مع مختلف دول العالم، والعمل على تعزيز اقتصاد مستدام، وتنمية بشرية شاملة.
فتحت قيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ستواصل البحرين نهجها المتوازن والحكيم، ملتزمة بتحقيق التنمية والازدهار لشعبها، وفي الوقت نفسه، ملتزمة بدورها في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. هذا التوازن الذي تحققه البحرين اليوم، يُعد نموذجًا يُحتذى به لدول المنطقة، ويؤكد أن الحياد الإيجابي والسياسة الحكيمة هما مفتاحا النجاح في عالم مليء بالتحديات.
ففي نهاية المطاف، تبقى البحرين نموذجًا مشرقًا للسياسة المتوازنة والرؤية الثاقبة، منحازة فقط لمصالح شعبها وأمتها، ومتمسكة بقيمها وثوابتها التي طالما كانت سرًا من أسرار نجاحها في مواجهة مختلف الفتن والصراعات الإقليمية والدولية.
في ختام هذا الحديث، يمكننا أن نقول بثقة ان البحرين، تحت قيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، قد صنعت لنفسها مكانة راسخة على الساحة الإقليمية والدولية، تتعامل مع التحديات بحنكة وتوازن.
ان هذا النهج الحكيم لا يحمي فقط مصالح البحرين الوطنية، بل يقدم درسًا بليغًا للعالم، ذلك أن القوة الحقيقية ليست في الانحياز أو التصعيد، بل في الحكمة والاعتدال، وأن الطريق إلى السلام والاستقرار لا يمر عبر المواجهة، بل عبر التفاهم والتعاون. وبينما تعصف الفتن من حولها، تظل البحرين راسية كالسفينة التي توجهها بوصلة القيادة الحكيمة، مضيئة الطريق نحو مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا لأجيالها القادمة، وللمنطقة بأسرها.
لبحرين الآباء جميل حبي
وتسليمٌ يناهض كل باد
سلامٌ يملأ الآفاق عزا
ويروي من معين الشوق صاد
سلام يا مليكا حاز فخرا
وشاد من المكارم والعماد
فأنتم صاحب القصب المعلى
سليل المجد وقّاد الرماد
بأخلاق العظام فأنت تسمو
ويملك حلمكم قلب العباد
أيا حمد بلغت اليوم شأنا
لمملكة فكنت لها قيادي
فليث أنت للرحمن عبد
ومقدام يجوب بكل واد
فآل خليفة صرح قوي
عريق الشمل.. ينبوع الرشاد
لهم في المجد ميدان رفيع..
فهم أهل المكارم والنجاد
{ أكاديمي متخصص في العلوم
الشرعية وتنمية الموارد البشرية
Dr.MohamedFaris@yahoo.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك