تصوير: محمد سرحان
أكد الرئيس التنفيذي للشركة العربية لبناء وإصلاح السفن (أسري)، د. أحمد العبري، أن الشركة تفخر بعرض تجاربها والتزامها بالتحول في نموذج عملها وتبني وإبراز خطواتها وما أحرزته من تقدم في مسيرة الحياد الكربوني الصفري في الصناعة البحرية.
وأضاف، على هامش انطلاق طاولة مستديرة رفيعة المستوى حول «الانتقال الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا – واغتنام الفرص الخضراء للنمو وتنمية رأس المال البشري» والذي استضافه منتدى الشرق الأوسط للاستدامة، أن مثل هذه الحلقات النقاشية التي تعنى بالاستدامة مهمة جداً ونقطة التقاء لمشاركة الاهداف والخطط المستقبلية لتحقيق نمو مستدام في الاقتصاد، حيث إن العالم متجه الى الاستدامة ليس باختيار بل هو مطلب رئيس.
وكشف د. العبري أن هناك الكثير من المبادرات التي أطلقتها «أسري» حول التحول الأخضر، وقال، «أصبحنا في مراحل متقدمة من الاعتماد على الطاقة الشمسية بنسبة 30% بما يتماشى مع أهداف مملكة البحرين للوصول إلى الحياد الصفري، وهي تغطي جزءا جيدا من الطاقة التي تستوعبها الشركة».
ولفت، نقوم بتنفيذ أكثر من 200 مشروع في العام لزبائن مهمين وشركات ضخمة، حيث إننا متجهون نحو تغييرات مهمة في البارجات الكبيرة وناقلات النفط، بما يتماشى مع دعم أهداف التنمية المستدامة والتوجه الأخضر. مشيراً إلى أنه من غير وجود شركات ذات كفاءة مثل أسري وغيرها الموجودة في المنطقة والعالم التي لا تؤثر على استهلاكها فقط بل حتى الاستهلاك البحري والتي تنقل 90% من البضائع حول العالم، لا يمكن للعالم أن يصل إلى تلك الأهداف من دون توحيد هذه الجهود وتضافرها.
وحول التوترات الجيوساسية في المنطقة، قال د. العبري، إن أي نوع من الأحداث الجيوسياسية والأزمات يؤثر سلباً وإيجاباً على القطاع البحري، وخبراء الاقتصاد يراقبون الوضع ونتمنى أن يكون القطاع البحري دائماً في البحرين والمنطقة بخير.
وختم، «نتطلع قدماً للقاء نظرائنا من مختلف القطاعات للخروج باستراتيجيات وحلول يمكنها مساعدة نماذج العمل لدى الشركات وسلاسل التوريد في رحلة التحول الى الحياد الكربوني والمساهمة في تطوير بيئة أفضل واقتصاد أكثر نظافة واستدامة».
من جانبه، أكد عامر بو حسين، رئيس قسم قطاع التصنيع والخدمات اللوجستية في تمكين، أن لدى الصندوق برامج عديدة لدعم المؤسسات خاصة التي تعمل في مجال الطاقة والطاقة المستدامة، ويمكن للمؤسسات الاستفادة من تدريب موظفيها البحرينيين في مجالات مختلفة، منها الاستدامة والشهادات الاحترافية وغيرها من الدورات التدريبية.
وأضاف بوحسين، هناك برامج لدعم جزء من أجور الموظفين البحرينيين، خاصة في نقلهم من وظائف قديمة إلى وظائف جديدة تتعلق بالاستدامة، وهناك 8 برامج تدعم التطور الوظيفي، بالإضافة إلى 8 برامج تدعم المؤسسات حيث يصل مجموعهما إلى 16 برنامجا، ومنصات مثل «jobs+» التي تساعد الباحثين عن العمل للدخول في سوق العمل والدخول في مجالات جديدة، بالإضافة الى تقديم خدمات استشارية للوصول إلى الوظيفة المناسبة.
وبحثت الطاولة المستديرة التي عقدت أمس، إمكانات المنطقة لتحقيق أهداف مناخية طموحة مع ضمان التحول الاقتصادي الناجح الذي يفتح الباب أمام النمو والفرص الكبيرة، حيث ركزت الجلسة على دور إزالة الكربون في دفع التنويع الاقتصادي، وخلق فرص العمل، وتنمية رأس المال البشري، حيث تعمل الاقتصادات الإقليمية على تحقيق أهدافها المتمثلة في خفض الانبعاثات الكربونية إلى الصفر للفترة 2050-2060.
ووفقا لدراسة حديثة أصدرتها منظمة العمل الدولية والبنك الإسلامي للتنمية، يمكن لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن تخلق 10 ملايين فرصة عمل جديدة بحلول عام 2050 من خلال إزالة الكربون والنمو الصناعي الأخضر وتسريع الناتج المحلي الإجمالي إلى 7.2% وتشغيل العمالة إلى 5.3% في أقل من ثلاثة عقود.
وناقش الخبراء الرؤية والإجراءات اللازمة لتحقيق هذه الإمكانات بما في ذلك أنواع التعددية والسياسات الصناعية والمتعلقة بالمناخ والحوافز التي يتعين إنشاؤها. وسوف تتناول هذه الجلسات العوامل الأساسية التي يمكن أن تدعم التحول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتمكين اقتصاداتها من الخروج بشكل أقوى مع إزالة الكربون. ومن بين هؤلاء القوى العاملة الشابة والمتعلمة والبارعة في التكنولوجيا، والقدرة على الظهور كقادة في مجال الطاقة المتجددة، مع وفرة موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والأراضي، فضلاً عن الخطط الشاملة في العديد من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من خلال رؤى وطنية مختلفة، والاستراتيجيات التي تعمل بقوة على تعزيز التنويع والصناعة الخضراء.
ولتسخير النمو فمن الضروري أن تقوم الحكومات والقطاع الخاص باستثمارات كبيرة في تنمية رأس المال البشري مع التركيز على تدريب القوى العاملة في القطاعات والتقنيات الجديدة، فضلاً عن ضمان الانتقال الفعال وتحسين مهارات العمال في الصناعات القديمة لشغل وظائف في العالم والاقتصاد الأخضر.
وبدأ الحدث بجلسة نقاشية مع صائل الوعري، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنكABC ، الذي سلط الضوء على قطاعات النمو الرئيسية والاحتياجات التمويلية. وعقب ذلك حلقة نقاش ضمت خبراء من القطاعين العام والخاص من المؤسسات الرائدة بمن في ذلك ألكسندر فان فيلدهوفن، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية لمجموعة بابكو اينيرجيز، وأمين سلطان، الرئيس التنفيذي للطاقة في ألبا، وديليب جورج، الرئيس التنفيذي للمجموعة فولاذ القابضة، وإيان ماكالوم، الرئيس التنفيذي للاستدامة بنك ABC، وزيبا عسكر، الرئيس التنفيذي للاستثمار والاستدامة في إنفراكورب، وأدار الجلسة بابلو أفوجادري، الشريك ومدير الطاقة في مجموعة بوسطن الاستشارية.
وفي تعليقه على هذا الحدث، أكد جوزيبي بوناكورسي، المدير العام والشريك في مجموعة بوسطن الاستشارية، على الدور المحوري للاستدامة في المستقبل الاقتصادي في الشرق الأوسط وقال: «تتمتع منطقة الشرق الأوسط، وخاصة البحرين، بوضع فريد لتحقيق أهداف مناخية طموحة مع دفع النمو الاقتصادي. وهي لا تعمل على إزالة الكربون وتعزيز التنويع وخلق فرص العمل فحسب، بل تعمل أيضًا على تسريع تطوير النظم البيئية للابتكار في دول مجلس التعاون الخليجي بما يتماشى مع أهداف صافي الانبعاثات الصفرية. وهذا بدوره يعزز جذب المواهب وتحسين المهارات، وهو أمر بالغ الأهمية لبناء اقتصاد محوري وإيجابي بطبيعته. وتعد الجهود التعاونية مثل الطاولة المستديرة لمنتدى الشرق الأوسط للاستدامة، والتي نفخر بأن نلعب دورًا نشطًا فيها، أمرًا أساسيًّا لمواجهة التحديات وتعزيزها، واغتنام فرص التحول إلى الصفر في الانبعاثات».
من جانبها، قالت ليلا دانيش المدير التنفيذي لشركة فين مارك كوميونيكيشنس المؤسس والمنظم للمنتدى: «يسعدنا أن نتعاون مع مجموعة بوسطن الاستشارية لجمع رواد من جميع أنحاء المنطقة لمناقشة الاستراتيجيات والاستثمارات اللازمة لتحقيق أقصى قدر من الفرص لتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية القائمة مع تحرك منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نحو الحياد الكربوني، لقد وفرت الطاولة المستديرة منصة للخبراء لاستكشاف السياسات المبتكرة والتعاون القائم حاليا وتلك المطلوبة لدعم التحول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع التركيز على الإجراءات الرئيسية والتحديات، والاستثمارات لتسخير ودفع عجلة النمو».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك