تتميز الحضارة الصينية بإبداعات فريدة قلّ مثيلها في كثير من دول العالم. ويتميز الفن المعماري الصيني بأسلوب مميزة يمازج بين الهندسة المعمارية والأساطير الشعبية والتراث الصيني.
من المباني الشهيرة والمميزة هو منزل البورسلين أو ما يعرف بمنزل الخزف في مدينة تيانجين الصينية. فعلى الرغم من أنه يحمل طابع العمارة الفرنسية، فإن اللمسات الصينية المتمثلة في تغطيته بالخزف الصيني بالكامل، جعلته واحدا من أشهر المباني في الصين والعالم، وجاذبا للسياح المهتمين بمثل هذا النوع من الإبداع.
فجميع أركان المنزل مغطاة بالخزف بدءا من السور الخارجي وصولا إلى النوافذ والأبواب والأسقف والجدران والأعمدة.
البناء كان في الاساس منزلا لوزير المالية المركزية في عهد أسرة تشينغ الملكية، وقد بني في عشرينيات القرن العشرين على مساحة 4200 متر مربع.
ثم تحول الى مبنى لبنك تجاري لسنوات. وبعد ان انتقل البنك إلى فرع آخر، هجر المبنى بالكامل لفترة طويلة. وهناك أتت الفرصة أمام شخص يدعى زانج ليانزي، الذي يهوى جمع الخزف. حيث اشترى المنزل في سبتمبر 2002 بمبلغ مليوني يوان آنذاك. وهو ما يعادل 160 ألف دولار. وسخر وقته لتزيين المنزل مدة أربع سنوات كاملة بملايين بقايا الخزف القديم والبلورات الطبيعية، حتى استطاع أن يخرج بتحفة معمارية حقيقية، بل وبات المنزل الاكثر مشاهدة في مدينة تيانجين والأكثر جذبا للسياح.
خلاصة الجهد الذي بذله ليانزي أسفرت عن تغطية المنزل بحوالي 400 مليون قطعة من الخزف القديم، و16 ألف قطعة من الاطقم الصينية القديم و300 قطعة من الرخام الأبيض المنحوت و20 طنا من البلورات الطبيعية، وغطى الفناء الخارجي بنحو 3 آلاف مزهرية. والمميز هنا أن حوالي 80% من الخزف المستخدم كان في الأساس من التحف القديمة التالفة.
وعلى سطح المبنى يدور ويلتف تنين عملاق مزين بفخار صيني يبلغ طوله 768 مترًا. في 3 سبتمبر 2007، تم فتح المنزل للجمهور ليصبح معلمًا بارزًا في تيانجين. وفي 23 سبتمبر 2010، أدرجته صحيفة هافينغتون بوست الأمريكية كواحد من خمسة عشر متحفًا بتصميمات فريدة، جنبًا إلى جنب مع متحف اللوفر في باريس، فرنسا، ومتحف دنفر للفنون في كولورادو بأمريكا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك