جنيف – (أ ف ب): كشفت الأمم المتحدة أمس الجمعة أن بعض العاملات المنزليات المهاجرات في لبنان محتجزات داخل منازل أرباب عملهن الذين فروا من الغارات الجوية الإسرائيلية. وأفادت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة عن تزايد حالات تخلي الأسر اللبنانية عن العاملات المنزليات الأجنبيات وتركهن يواجهن الخطر في ظل النزاع الدائر.وسلطت المنظمة الدولية الضوء على محنة نحو 170 ألف عامل مهاجر في لبنان، تشكل النساء من دول مثل إثيوبيا وكينيا وسريلانكا والسودان وبنجلاديش والفلبين نسبة كبيرة منهم. وقال رئيس مكتب المنظمة الدولية للهجرة في لبنان ماثيو لوتشيانو «نتلقى تقارير متزايدة عن عاملات منزليات مهاجرات تخلى عنهن أصحاب عملهن اللبنانيون قبل فرارهم وتُركن إما في الشوارع أو المنازل».
وأضاف خلال مؤتمر صحفي في جنيف أجراه من بيروت عبر الفيديو «إنهن يواجهن خيارات محدودة جدا بالنسبة للمأوى»، مضيفا أنه زار الخميس مركز إيواء في العاصمة يضم 64 عائلة سودانية «ليس لديهم أي مكان آخر يذهبون إليه». وأشار إلى أن المنظمة الدولية للهجرة تتلقى طلبات متزايدة من مهاجرين ينشدون المساعدة للعودة إلى بلادهم. كما سعت دول عدة للحصول على مساعدة من الوكالة لإجلاء مواطنيها، لافتا أن «هذا يتطلب تمويلا كبيرا (...) غير متوافر لدينا حاليا».
وبعد مرور نحو عام على هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، نقلت إسرائيل ثقلها العسكري إلى حدودها الشمالية مع لبنان. وأسفرت هجمات إسرائيل على معاقل حزب الله في لبنان عن مقتل أكثر من ألف شخص منذ 23 سبتمبر، وفقا لوزارة الصحة اللبنانية، بينما فر مئات الآلاف من منازلهم في بلد يعاني أزمة اقتصادية خانقة. والوضع بالنسبة للعمال المهاجرين في لبنان محفوف بالمخاطر، حيث يرتبط وضعهم القانوني غالبا بصاحب عملهم بموجب نظام «الكفالة» الذي يحكم العمالة الأجنبية.
وتقول جماعات حقوق الإنسان إن النظام يسمح بالانتهاكات، بما في ذلك حجب الأجور ومصادرة الوثائق الرسمية التي تتيح للعمال الخروج من البلاد. وقال لوتشيانو «رأينا في الجنوب أن أصحاب العمل الذين يغادرون إما يتركون العاملات المنزليات في الشوارع دون اصطحابهن معهم (...) أو ما هو أسوأ من ذلك، اذ يتركون العاملات المنزليات محتجزات في المنازل للتأكد من الحفاظ عليها بينما هم يبحثون عن الأمان في أمكنة أخرى».
ولفت إلى أن العاملات اللواتي تركن في الشوارع يواجهن صعوبات في إيجاد مكان آمن، بينما لا تجيد كثيرات منهن التحدث بالعربية. أضاف «كثيرات ليس لديهن وثائق، ونتيجة ذلك يترددن في طلب المساعدة الإنسانية خشية أن يتم القبض عليهن وقد يتم ترحيلهن». وأشار لوتشيانو إلى وجود «مشاكل هائلة تتعلق بالصحة العقلية» بين العاملات المنزليات المهاجرات في لبنان.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك