بيروت – (أ ف ب): قُتل ستة أشخاص بينهم ثلاثة مدنيين في ضربات اسرائيلية استهدفت فجر أمس الثلاثاء دمشق ومحيطها، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وسط خشية من توسّع نطاق الضربات الإسرائيلية في البلاد. وأفاد المرصد عن مقتل «ثلاثة مدنيين بينهم إعلامية» بالإضافة إلى ثلاثة مقاتلين من فصائل موالية لإيران في ضربات استهدفت سيارتين في منطقة المزة في دمشق، إضافة إلى «بطاريات دفاع جوي في مطارها ومحيط منطقة الكسوة جنوب غرب» العاصمة.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» نقلت في وقت سابق عن مصدر عسكري قوله: إن «العدو الإسرائيلي شنّ عدوانا جويا بالطيران الحربي والمسيّر من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفا عددا من النقاط في مدينة دمشق» فجر أمس الثلاثاء. وأسفر ذلك عن «استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة تسعة آخرين بجروح ووقوع أضرار كبيرة في الممتلكات الخاصة»، وفق المصدر.
وأعلن التلفزيون السوري الرسمي عقب الغارة أنّ إحدى مذيعاته صفاء أحمد في عداد القتلى. وسمع مراسلو وكالة فرانس برس في دمشق على مدار ثلاثين دقيقة أصوات انفجارات ضخمة توزّعت على أربع جولات، وتردد صدى دويها في أنحاء المدينة. استهدفت إحدى الغارات منطقة المزة التي تضم مقرات أمنية سورية بارزة وسفارات وبعثات دبلوماسية. وشاهد مراسل فرانس برس في المزة حافلتين صغيرتين لنقل الركاب متفحمتين بالكامل.
وتضررت واجهة مبنى سكني مؤلف من تسع طبقات، إضافة الى احتراق حوالي عشر سيارات كانت متوقفة في المكان. وقال أبو محمّد (57 سنة)، أحد قاطني المبنى المتضرّر، لوكالة فرانس برس: «سمعنا صوت انفجار قوي دفعني من سريري الى الأرض، وبعد ثوان سمعنا أصوات صراخ وبكاء وشاهدنا من شرفة المنزل النيران تشتعل في كل مكان». وأضاف «وجدنا سيدة ميتة في الطابق الأول بينما ابنها يصرخ قربها، لكن لم نستطع فعل أي شيء لها». وفي وقت لاحق الثلاثاء، نددت وزارة الخارجية السورية في بيان «بالعدوان الإسرائيلي الوحشي على المدنيين والانتهاكات المتكررة (...) لسيادة سوريا ودول المنطقة». وجدّدت «دعوتها للعالم لوضع حد لهذا التفلّت الإسرائيلي الذي يشعل المنطقة برمتها ويهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي». ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في هذا البلد، مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله.
وكثّفت اسرائيل في الأيام الاخيرة وتيرة استهدافها لنقاط قرب المعابر الحدودية التي تربط سوريا ولبنان، والتي قطعها خلال الاسبوع الأخير عشرات الآلاف هربا من الغارات الإسرائيلية الكثيفة على لبنان. ونادرا ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ الضربات، لكنّها تكرّر تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك