الرئيس التنفيذي لمجموعة الفاتح
العقارات العائلية تمثل جزءًا كبيرًا من الاقتصاد المحلي، حيث تشكل نسبة كبيرة من العوائل التجارية امتلاكها للعقارات بالإرث والقسمة استناداً إلى الفرائض الشرعية غير القابلة للتقسيم. وتتميز حوكمة العقارات العائلية بترابطها العائلي القوي، مما يمنحها ميزة في بعض الأحيان من حيث الاستقرار والالتزام.
ومع ذلك، تواجه بعض العائلات تحديات فريدة تتعلق بالحوكمة والإدارة والقرارات، تتطلب حلولاً مخصصة لضمان استدامتها ونموها كاستثمارات عقارية.
لذلك من المهم هنا التركيز على أهمية حوكمة العقارات العائلية والتحديات التي تواجهها، والحلول المقترحة لتحسين أدائها واستدامتها، وكيف تؤثر بشكل كبير على مجلس الإدارة العائلة وأدائها وتنظيمها والابتكار في التنظيم والمناوبة على المسؤولية.
الحوكمة الجيدة في مشاريع العقارات العائلية ليست مجرد متطلب قانوني أو تنظيمي، بل هي أداة حيوية لضمان الاستدامة والنجاح للمشاريع وللاقتصاد الوطني من خلال وجود مشاريع اقتصادية تنافسية قوية.
ويمكن القول بأن الحوكمة الفعالة تساعد على:
- تحقيق الشفافية والمساءلة: توفير هياكل إدارية واضحة للمساءلة يساعد في تقليل النزاعات القانونية والعائلية والمالية، خاصة إذا كان هناك وجود لأعضاء من العائلة في مجلس إدارة الشركات العائلية.
- تحسين اتخاذ القرارات: وجود عمليات واضحة ومدروسة لاتخاذ القرارات يضمن أن تكون القرارات مبنية على معلومات دقيقة وتحليل شامل.
- تعزيز الثقة بين الأطراف المعنية: سواء كانوا أصحاب العقارات أو موظفين أو عملاء، تعزز الحوكمة الجيدة الثقة في الإدارة بموجب تقارير مالية معتمدة محايدة ليس لها مصالح بين أفراد العائلة.
- استدامة العقارات: من خلال وضع خطط إدارية واضحة للخلافة والإدارة والحياد في الإدارة والرقابة الموضوعية وليست الشخصنة، يمكن للشركات العائلية أن تضمن انتقالا سلسا ومستقرا بين مختلف الأجيال لإدارة وتنمية هذه العقارات والأملاك بل تطويرها وزيادة رقعتها الجيوغرافية في الشراء والتنمية المستدامة وعمليات الاستحواذ العائلي على محفظات عقارية متنوعة.
بالمقابل، فإن حوكمة العقارات والشركات على الرغم من الفوائد العديدة للحوكمة الجيدة، فإن الشركات تواجه العديد من التحديات الفريدة التي يمكن أن تعيق تنفيذها بفعالية، ومن ذلك:
1. الصراعات العائلية: النزاعات الشخصية والتنافس الشخصي النابع من الأنانية والنزعة الفوقية بين الأطراف العائلية قد تؤثر سلباً على اتخاذ القرارات واستمرارية العمل وإدارة العقارات وتطويرها والعناية بها.
2. الخلط بين الأدوار العائلية: يمكن أن يؤدي هذا الخلط إلى تضارب المصالح في مجلس الإدارة وسوء الإدارة فيكون دور العائلة رقابي أكثر مما يكون إداريا على ممارسات الموظفين الإداريين على العقارات.
3. نقص التخطيط لتولي القيادة: غياب خطة واضحة لتسليم القيادة يمكن أن يؤدي إلى عدم الاستقرار بعد انتقال السلطة من جيل إلى آخر لعدم توافر ميثاق توافقي يستند عليه جيل بعد جيل في التنظيم والإدارة وتوزيع الإيرادات واستثمارها للأفضل.
4. مقاومة التغيير: بسبب التقاليد العائلية، قد تكون هناك مقاومة لتبني ممارسات حوكمة جديدة أو حديثة.
5. الافتقار إلى المهارات والخبرات: في بعض الحالات، قد يكون أفراد العائلة صغارا بالسن وغير مؤهلين أو يفتقرون إلى الخبرات اللازمة لإدارة الشركة بشكل فعال أو ليس لديهم التعليم الكافي في الشؤون الادارية والقانونية مما يؤدي إلى شخصنة النزعات وتغلب هنا العاطفة الاسرية في التعاطي، مما يؤدي إلى مناوشات قانونية ونازعات بالمحاكم للفصل بين المنطق السليم للحوكمة، وتقدر معالجة جميع المفاصل الادارية للخلافات وسوء التفاهم أو صعوبة التواصل بين أفراد العائلة.
من الحلول المطروحة لتعزيز الحوكمة لتجاوز هذه التحديات وتحقيق حوكمة فعالة، هو إمكانية ان تتبنى الشركات العائلية مجموعة من الاستراتيجيات والممارسات لوضع هيكل حوكمة تنظيمي واضح يحدد أدوار ومسؤوليات كل عضو في العائلة. ويمكن أن يتضمن هذا الهيكل مجلس الإدارة ويضم أعضاء من غير العائلة.
كما يمكن تطوير خطة شاملة وواضحة لتولي القيادات تضمن انتقال القيادة بين الأجيال. ويمكن أن تشمل هذه الخطة تدريب وتأهيل الجيل الجديد من القادة وإعدادهم لتحمل المسؤولية وفصل الأدوار العائلية.
كذلك ينبغي للشركات العائلية العمل على فصل الأدوار العائلية عن الأدوار داخل الشركة لضمان اتخاذ قرارات مبنية على مصلحة المنشأة وليس على العلاقات الشخصية ويستند لبناء مجلس ادارة يجتمع شهرياً أو كل ثلاثة أشهر للفصل في الأمور عبر التصويت والتنظيم بوجود خبرة قانونية وإدارية وتسويقية وترويجية وتطويرية في إدارة العقارات.
ومن الأمور المهمة أيضا تعزيز الشفافية والمساءلة. الامر الذي يمكن أن يتحقق من خلال إنشاء سياسات وإجراءات واضحة للمساءلة، وتقديم تقارير دورية عن الأداء المالي والإداري والاستعانة بالخبرات الخارجية المحايدة وأخذ الأفكار البناءة والخلاقة.
ويمكن للعقارات العائلية الاستفادة من الخبرات الخارجية من خلال تعيين مستشارين أو مديرين محترفين من خارج العائلة. يمكن لهؤلاء الخبراء تقديم رؤى موضوعية ومستقلة محايدة تساعد في تحسين الأداء واتخاذ القرارات المناسبة ولا ننسى المهم المرونة وتشجيع الابتكار والتطوير المستمر يجب على الشركات أن تكون مرنة ومستعدة لتبني التغييرات والتطورات الجديدة في السوق. يمكن تحقيق ذلك من خلال الاستثمار في البحث والتطوير، وتشجيع ثقافة الابتكار داخل الشركة.
بهذه الطريقة، يمكن لهذه الشركات أن تحافظ على تراثها العائلي واسمها بالاقتصاد الوطني لتكون مدرسة تقتدي بها بقية العوائل التجارية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك