الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
حماية الوطن.. واجب ومسؤولية
الجميع تابع ويتابع ما يحصل في المنطقة خصوصا، والعالم عموما، من نزاعات وحروب، وفتن وأزمات، وتصعيد وتوترات، ومن آثار مدمرة على الحياة والمستقبل.. هذا صراع كبير لا ينبغي أن ينجر خلفه أي عاقل، أو يقع في شباكه أي مواطن، أو يسقط في وحله أي فرد.. لا ملجأ ولا منجى من كل هذا الصراع والأخبار الساخنة سوى الاحتماء بالوطن، وحماية المجتمع.
نعم.. علينا واجبات إنسانية ودينية، ومسؤوليات أخلاقية وحضارية، نتعاطف مع الإخوة الأشقاء من منطلق عربي، ومع الأصدقاء من منطلق إنساني، ولكن علينا حقوق تجاه الوطن والمجتمع والأسرة، ولا بد من إعلاء المصلحة الوطنية العليا في مثل هذه الظروف على أي اعتبارات وانتماءات، ولا بد من التلاحم والتكاتف المجتمعي، وتحمل المسؤولية والأمانة، تجاه الوطن والمجتمع والأسرة.
من هذا المنطلق نرى أن ما أكده وصرح به ودعا إليه الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، باليقظة والوعي، والثبات والتماسك الوطني، والانتماء للوطن، والحرص على الوحدة الوطنية الجامعة التي اتسم بها المجتمع البحريني، هي أبلغ رسالة وطنية.. واجب التمسك بها.. والحفاظ عليها.. والدفاع عنها.
من واجب الإعلام البحريني، الرسمي والمجتمعي، وأصحاب المنابر الدينية، والمنصات والمواقع الإلكترونية، تعزيز اللحمة الوطنية، ورفض وشطب أي تعليق يسيء للنسيج المجتمعي، ويخرج عن السياق الوطني.
نعمة الأمن والاستقرار التي نعيشها في مملكة البحرين تستلزم الشكر والدعاء، وفي ظل الظروف والتطورات والتصعيدات التي تشهدها المنطقة فإن الواجب الوطني والديني والإنساني، وكذلك هي المسؤولية التربوية والأخلاقية والأسرية، تستوجب إعلاء قيم الانتماء الخالص للوطن الغالي، والولاء التام للقيادة الحكيمة، وحماية الأبناء والشباب من التهور والحماس المنفرط، أو التأثر بدعوات مغرضة ومحرضة، أو خطابات الانحراف وتشطير المجتمع، وفق انتماءات غير وطنية.
كل المجتمعات تمر بفتن وأزمات، ولم يحمها ويصن مقدراتها، ويحافظ على منجزاتها ومكتسباتها، سوى التكاتف والتلاحم، وتماسك النسيج المجتمعي، واحترام القانون والنظام.. هذا ما يسجله تاريخ الأمم والدول.. وهذا ما يؤكده ويعرفه كل متابع وراصد لما يدور من أوضاع.. هناك مجتمعات قام بعض أفراد فيها بالخروج عن الانتماء الوطني، وممارسة أعمال خارج القانون والنظام، والانجرار خلف الشعارات، واستغلال من جهات خارجية، فكانت النتيجة وقوع الانقسام المجتمعي، وتعطيل مسيرة الأوطان.
إن الحكمة الوطنية تقتضي في هذه الظروف تكاتف جميع الجهود الوطنية على كافة الأصعدة، الرسمية والبرلمانية، والإعلامية والمجتمعية، من أجل ترسيخ الوحدة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية، ورفض أي محاولات للخروج على الثوابت الوطنية، أو إثارة النعرات الطائفية والانتماءات الحزبية والأفكار الآيديولوجية.
وإن المجتمع البحريني، بجميع مكوناته، من مواطنين ومقيمين، يعيش التلاحم الوطني والانسجام الاجتماعي، وقد أثبت في كافّة المحطّات المفصلية في تاريخ البحرين حماية الوطن، والتفافه حول قيادته الحكيمة، والتمسك الثابت بالوحدة الوطنية لمواجهة كافة المخططات والتهديدات، ورفض كل ما يعكر صفو الأمن والإخلال بالنظام.
وندعو الله تعالى أن يحمي مملكة البحرين وكافة دول وشعوب المنطقة، من مخاطر الحروب وتداعياتها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك