واشنطن - (أ ف ب): تكثف إيران جهودها للتدخل في الانتخابات الأمريكية عبر مواقع «إخبارية» مزيفة وقراصنة يستهدفون دونالد ترامب، بحسب مسؤولين وباحثين أمريكيين في حين أبلغ المرشح الجمهوري عن تلقيه تهديدات على حياته من الجمهورية الإسلامية. وبرزت إيران كتهديد رئيسي في مجال المعلومات المضللة على صلة بالانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر.
وكشفت الولايات المتحدة يوم الجمعة عن لائحة اتهام في حق ثلاثة إيرانيين تشتبه في أنهم يعملون لحساب سلطات بلدهم ونفذوا قرصنة الكترونية استهدفت حملة ترامب. وقال وزير العدل الأمريكي ميريك غارلاند إن المتهمين الثلاثة «قالوا بوضوح إنهم يريدون تقويض حملة الرئيس السابق ترامب لانتخابات عام 2024».
ويقول باحثون في مجال التضليل إن مجموعة من المواقع المزيفة التي تتخفى في هيئة منافذ إخبارية تقوم في الوقت نفسه بفبركة تقارير تنتقد ترامب، حيث يبدو أن الكثير من المحتوى تم إنشاؤه باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي الرخيصة والمتاحة على نطاق واسع. تؤكد دينا صادق، وهي زميلة في مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي التابع للمجلس الأطلسي، لوكالة فرانس برس أن المواقع المزيفة تعكس «عمق وتخطيط منسق لعمليات النفوذ الإيراني» للتأثير على الناخبين الأمريكيين.
يأتي تعليقها في أعقاب تقرير صادر عن مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي هذا الأسبوع حذر من أن «العمليات الإيرانية التي تقودها الحكومة زادت بشكل كبير» في الفترة الأخيرة. وسلط مركز تحليل التهديدات التابع لشركة مايكروسوفت الضوء على موقع «نيو ثينكر» الذي يصف نفسه بأنه «الوجهة المفضلة للأخبار الدقيقة والتقدمية». ووفقا للمركز فإنه في الأشهر الأخيرة، تحول تركيز الموقع «بشكل متزايد إلى الانتخابات الأمريكية»، حيث تضمن محتواه «مقالات ساخرة وطويلة تهين ترامب».
بينما أشارت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات إلى موقع آخر من صنع إيران باسم «أفرو ماجوريتي» يستهدف الناخبين الأمريكيين من أصل إفريقي بمحتوى غالبا ما ينتقد ترامب ويتعاطف مع المرشحة الديمقراطية، نائبة الرئيس كامالا هاريس. وذكر المركز ومقره واشنطن أنه من بين شبكة تتألف من 19 موقعا إلكترونيا يبث الدعاية الإيرانية، فإن ثمانية مواقع على الأقل باللغة الإنجليزية تركز بشكل كبير على الانتخابات، حيث يستهدف العديد منها مجموعات رئيسية من الناخبين مثل الأمريكيين من أصل إفريقي والمجموعات المتحدرة من امريكا اللاتينية.
كما تحدث الباحثون عن موقع «ويستلاند صن» الذي يبدو أنه يركز على قضايا متعلقة بالمسلمين في ميشيغان - وهي ولاية متأرجحة تضم عددا كبيرا من العرب الأمريكيين. وذكر مركز تحليل التهديدات أن جهات إيرانية قامت أيضا بإطلاق مواقع تستهدف مجموعات الناخبين المحافظين، بما في ذلك «سافانا تايم» الذي يركز على السياسة الجمهورية وقضايا المثليين جنسيا. وتشير صادق إلى أن المواقع «جزء من عملية تأثير إيرانية متعددة اللغات على نطاق أوسع» منذ عام 2020 على الأقل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك