الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
سمو ولي العهد قرأ التاريخ بتمعن.. فوضع رؤية حكيمة للمستقبل والأجيال القادمة
يقول أحد العلماء: ((يجب قراءة التاريخ وفهمه لتوظيف الماضي والحاضر، والاستفادة منه في بناء مستقبل مزدهر)).. ومن يتوقف عند قراءة وتحليل مضامين ومحاور كلمة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، خلال المناقشة العامة بالجمعية العامة للأمم المتحدة، سيجد أن سموه قد قرأ التاريخ بموضوعية وتمعن.. فوضع رؤية حكيمة للمستقبل.
مضامين ومحاور كلمة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أبرزت الفكر العميق، والنهج الرفيع، والثقافة الثرية، والقراءة المنطقية، والرسالة الحضارية لخير البشرية.. ركزت على القواسم المشتركة، والقيم والمبادئ الإنسانية.. ودعت إلى دعم مبادرات إصلاحية، واستعرضت قصة نجاح بحرينية تنموية.. وقدمت أفكار استثنائية حيوية، تحقيقا لأهداف وغايات نبيلة، من أجل حاضرنا ومستقبل الأجيال القادمة.
كما أن كلمة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، انبثقت من النهج الدبلوماسي الحكيم لمملكة البحرين، وانطلاقا من رؤية وفكر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وارتكازا على الثوابت الوطنية، الداعمة بقوة للتعددية والتنوع الثقافي، والاحترام المتبادل.
فقد تناولت الكلمة في بدايتها أسباب ومبررات قيام هيئة الأمم المتحدة منذ ثمانية عقود، واعتمد عليها العالم لمنع وقوع المآسي والحروب والنزاعات، وإعلاء روح المسؤولية المدنية الدولية.. ثم في إشارة حكيمة حصيفة، تطرق سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إلى الكلمة التي تفضل بها في ذات «القاعة التاريخية» قبل 19 عامًا، حيث تناول التحديات الملحة التي تواجه العالم في ذلك الوقت.. وما حصل بعدها من تطورات معقدة.. ونلاحظ مرة أخرى هنا ونرى الفكر المستنير والطرح العميق لدى سموه حفظه الله في ربط التاريخ بالحاضر والمستقبل.
وحيث إن التطوير والإصلاح هو من سنة الحياة، وهو من موجبات الاستفادة من التاريخ والحاضر من أجل المستقبل الآمن والزاهر، كانت دعوة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إلى دعم الإصلاح الشامل للأمم المتحدة والهيئات الدولية، كي تواكب التطورات، وتتجاوز التحديات، وتحقق الأهداف والغايات المنشودة.
وكذلك الموقف التاريخي الثابت لمملكة البحرين في دعم القضية الفلسطينية، استعرضه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بتشخيص واقعي، وحقائق واضحة، وأهمية تحقيق السلام الدائم الشامل الذي يضمن الأمن والازدهار لجميع دول المنطقة، ويحول دون انتشار صراع إقليمي أوسع.. تماما كما تناولت الكلمة الصراع الحاصل في عدد من مناطق دول العالم، وسيتحمل فاتورته الباهظة، وإرثه الأليم الجيل القادم.
وقد حرص سموه حفظه الله على إبراز مبادرات مملكة البحرين ونهجها الحضاري في إطلاق جائزة الملك حمد للتعايش السلمي، ودعوة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، المجتمع الدولي لعقد مُؤتمرٍ دولي للسلام في الشرق الأوسط، بجانب استعراض جهود الحكومة في وضع المواطن في قمة أولويات العمل الوطني.
كما حرص سموه على سرد حقائق تاريخية، وربطها بالحاضر، والاستفادة منها للمستقبل، حينما أكد أن عالم اليوم أكثر اضطراباً من العالم الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، والآثار المدمرة التي وقعت، ووصولا إلى جائحة كورونا، والحاجة الماسة للتعاون الدولي الفعال، الذي يتجاوز الشراكات الجيوسياسي، لتشمل كذلك مجال التقنيات الناشئة، والدعوة إلى إقرار معاهدة دولية لتنظيم وحوكمة تطوير الذكاء الاصطناعي، لضمان أن تسهم هذه التكنولوجيا في تحقيق السلام، بدلاً من الصراع والانقسام.
وبروح مفعمة بالتفاؤل والإيجابية، والرؤية المستقبلية، وضع سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، آلية الحل والمعالجة، عبر صياغة إطار دولي مجدد، مبني على القيم المشتركة، ودعم وحماية الكرامة الإنسانية، وضمان بقاء النظام الدولي قوة من أجل الخير.. واختتم سموه كلمته بعبارة تكتب بماء الذهب، وسيحفظها التاريخ له: ((بأن نتعلم كيفية العيش معاً بالفعل.. هو أنبل المساعي)).
كلمة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.. عكست قراء التاريخ بموضوعية وتمعن.. ووضعت رؤية حكيمة للمستقبل والأجيال القادمة، فنالت كل الإشادة والتقدير، والإعجاب والتأييد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك