اختتمت اليوم فعاليات النسخة السابعة من القمة العالمية لصناعة الطيران 2024، حيث شهدت مشاركة أبرز قادة قطاعات الطيران والفضاء والدفاع في عدد من الجلسات الحوارية.
وانطلق اليوم الثاني من القمة بجلسة حوارية حول «تغير الطلب على السفر»، حيث سلطت الجلسة الضوء على أرقام حركة النقل الجوي الإيجابية التي أعلنتها «إياتا» في شهر يوليو الماضي، مشيرة إلى ارتفاع الطلب على السفر بنحو 8%، وأنه من المتوقع أن يصل إلى أكثر من 10% لهذا العام. كما أشارت الجلسة إلى التحديات التي تواجه القطاع، سواء كانت جيوسياسية أو ميكانيكية أو الفترات الموسمية، فضلاً عن التحديات التي تواجه العديد من شركات الطيران حاليًا عبر المحيط الأطلسي بسبب تسجيل عائدات أضعف بكثير من الفترات السابقة.
وبهذا الصدد، قال تاسوس مايكل، الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية القبرصية: «تعد الفترات الموسمية من أبرز التحديات لدينا، وخاصة هذا العام، حيث شهد موسم الذروة ارتفاعا ملحوظا في الطلب على السفر، لذا كان هناك طلب كبير خلال شهري يوليو وأغسطس، لكن الموسم بدأ متأخرًا إلى حد ما هذا العام في يونيو، وانتهى مبكرًا إلى حد ما هذا العام في سبتمبر، وذلك ما يفرض علينا التركيز على صيانة الطائرة خلال الأشهر الأقل طلباً خلال فصل الشتاء بدلاً من كسب الإيرادات. كما نقوم بتعديل عدد الموظفين في الشركة خلال الموسم المنخفض، حيث تعاني معظم شركات الطيران، وخاصة في الأسواق الأوروبية، من صعوبة تحقيق الأرباح خلال أشهر الشتاء، وذلك بهدف القدرة على تغطية التكاليف التشغيلية أو تحقيق أرباح ضئيلة تسهم في دعم الشركات بتعزيز عملياتها خلال موسم الصيف لتحقيق الإيرادات المطلوبة للشركة».
من جانبها، قالت ليلى أودينا، الرئيس التنفيذي لمطار ريغا الدولي: «أصبحت الفترات الموسمية أقل أهمية في عملياتنا، في فترة ما قبل الجائحة كانت هناك ذروات موسمية خلال فصل الصيف وعيد الميلاد والعطلات الرسمية، لكن نشهد الآن استقرارا في الطلب على السفر خلال العام. ويعد السبب هو أنه في السابق كان لدينا المزيد من رحلات العمل، حيث كنا نسجل 60% من رحلات العمل و40% من رحلات الترفيه، ولكن الآن أصبحت المعدلات متساوية، لذلك لدينا المزيد من المسافرين الترفيهيين، وذلك من خلال توسيع شركات الطيران شبكاتها لتضم وجهات أكثر منها الوجهات الموسمية، ما يسهم في استقرار الطلب على السفر، وهذا يعد أمرا جيدا جدًا بالنسبة لنا».
وناقشت الجلسة أيضًا تأثير السفر لأغراض العمل وما إذا كان سيعود هذا القطاع إلى مستوياته السابقة بعد التغييرات في أنماط العمل بعد الجائحة. وتعليقاً على هذا الموضوع، قال فنسنت كوست، رئيس القطاع التجاري في طيران الرياض: «يعتمد الأمر على المكان الذي تعيش فيه. إذا نظرنا إلى الرياض، نجد أن رحلات العمل واسعة النطاق. لدينا عدد كبير من المستشارين الذين يسافرون من وإلى الرياض بشكل متواصل، وتعد التبادلات الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية وبقية العالم مرتفعة للغاية، ولذلك نتوقع أن يرتفع الطلب على رحلات العمل في المستقبل».
وبينما تعد الاستدامة من المواضيع الأساسية في القطاع، سلطت الجلسة حول «تسريع إنتاج وتبني وقود الطيران المستدام» الضوء على التحديات والفرص في تبني الوقود المستدام للطيران والحاجة إلى تمكين التعاون الدولي. وتعليقاً على هذا الموضوع، قال ألكسندر كويبر، نائب الرئيس، قسم أعمال الطيران المتجدد في شركة نستي: «وضعت دولة الإمارات خارطة طريق طموحة تهدف إلى إنتاج 700 مليون لتر من وقود الطيران المستدام بحلول عام 2030 وتحقيق صافي صفر بحلول عام 2050 في قطاع الطيران. ما يعني أنه من أجل تحقيق أهدافها، يجب عليها زيادة الإنتاج للوصول إلى نطاق يتراوح بين 10 إلى 12 مليار لتر بحلول عام 2050 لتلبية حجم طلب القطاع. كما نشهد عدد كبير من التعاون بين الشركاء الرئيسيين لمواجهة التحديات المتعلقة بتكلفة الوقود النظيف والسياسات والتوافر على مدى السنوات القادمة».
واختتمت فعاليات القمة بجلسة حوارية حول «الاستثمار في صناعة الطيران والفضاء: خارطة طريق لمدة عشر سنوات». وشارك فيها أنس زين الدين، الرئيس التنفيذي لشركة Innovation MENA، والدكتورة مريم كيتيت، المدير في شركة «Aerospace Xelerated»، وتشارلز بيجبيدر، رئيس شركة «اكسبانشن بارتنر» التابعة لمجموعة «أوداسيا»، فضلاً عن سايث ريدي، مؤسسBumi & Space ، حيث تم مناقشة فرص الاستثمار الرئيسية عبر مختلف القطاعات، مع تسليط الضوء على المجالات ذات إمكانات النمو القوية، بالإضافة إلى دراسة كيف يمكن للحكومات والمستثمرين التعاون بشكل أكثر فعالية لدفع نجاح القطاع على المدى الطويل.
وشهد اليوم الثاني ورشتي عمل حول المجالات الرئيسية التي تشكل مستقبل صناعة الطيران والفضاء. ركزت الجلسة تحت اسم «حوار تنفيذي حول عصر الفضاء الجديد» على المفاهيم الناشئة في قطاع الفضاء الجديدة المتنامية، حيث تم عرض فيلم «FORTITUDE»، وهو فيلم وثائقي للمخرج الحائز جوائز تورستن هوفمان، والذي يضم رؤى من قادة قطاع الفضاء، بما في ذلك عالم الفيزياء الفلكية الشهير نيل ديجراس تايسون، بينما ناقشت الورشة الثانية تحت اسم «تخطيط مسار رحلتك: التنقل بين القيادات وتعيينات مجالس الإدارة في مجال الطيران» كيفية تمكين المديرات التنفيذيات في مجال الطيران، حيث سلطت الجلسة الضوء على نصائح عملية حول القيادة وتعيينات مجالس الإدارة، وتعزيز الروابط القيمة والدعم في حياتهن المهنية في مجال الطيران.
جمعت القمة العالمية للفضاء 2024 قادة عالميين مدة يومين للمشاركة في جلسات حوارية حول المواضيع الاستراتيجية على مستوى القطاع. وتناولت القمة بعض القضايا الأكثر أهمية في مجال الفضاء والدفاع، بدءًا من استكشاف الفضاء والابتكار التكنولوجي إلى الاستدامة ودور الشباب، وذلك ما يسهم في ترسيخ مكانتها كمنصة رئيسية لرسم ملامح مستقبل قطاع الطيران. كما تسهم الفعالية التي أقيمت في دولة الإمارات في تعزيز القدرات الاستراتيجية على المستوى الدولي في قطاعي الطيران والفضاء.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك