الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
رسالة البحرين للعالم.. والمستقبل
كلمة مملكة البحرين التي ألقاها نيابةً عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، خلال المناقشة العامة لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها التاسعة والسبعين، والتي عقدت بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.. هي رسالة مملكة البحرين الحضارية للعالم.. والمستقبل كذلك.
كلمة واقعية، ولغة حكيمة، ذات خطاب دبلوماسي مباشر، حملت مشروعا بحرينيا حضاريا غير مسبوق.. تضمنت تشخيصا للواقع، كما طرحت رؤية مستقبلية للعالم والأجيال القادمة.. أشارت بكل صراحة إلى مكامن التحديات والمعوقات، وقدمت وصفة العلاج المناسبة، التي لا تزال بعض القوى العالمية في تردد من تعاطيها والتعامل معها.. هي خارطة طريق لمستقبل العالم والبشرية.. ركزت على القضايا الإنسانية، كما أبرزت قصص النجاح البحرينية، في استثمار ذكي لمنصة دولية.
دعم عملية الإصلاح الشامل لمنظومة عمل الأمم المتحدة، بجميع هيئاتها بما في ذلك مجلس الأمن.. وكذلك المنظمات الحيوية متعددة الأطراف مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة الصحة العالمية.. من أبرز النقاط المباشرة التي قدمها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.
مضامين الكلمة جاءت برسالة بالغة الأهمية، ارتكازا من الموقف البحريني التاريخي الثابت في دعم القضية الفلسطينية، وانطلاقا من رئاسة مملكة البحرين للدورة الحالية لجامعة الدول العربية، ودعوة جلالة الملك المعظم المجتمع الدولي إلى عقد مُؤتمرٍ دولي للسلام في الشرق الأوسط، التي تهدف إلى تعزيز الجهود لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة، تنفيذا للرؤية الملكية السامية والسياسة الحكيمة في وجوب إعلاء راية الدبلوماسية والحوار.
كلمة مملكة البحرين أشارت إلى رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حول أهمية الاحترام المتبادل للإنسانية المشتركة، وإطلاق جائزة الملك حمد للتعايش السلمي، استمرارا واستدامة لحزمة ومجموعة المبادرات البحرينية العالمية.. تماما كما حملت مشروعا بحرينيا رائدا، يواكب تطورات العصر والإعداد اللازم للمستقبل الآمن، من خلال الدعوة الكريمة إلى إقرار معاهدة دولية لتنظيم وحوكمة تطوير الذكاء الاصطناعي، لضمان أن تسهم هذه التكنولوجيا في تحقيق السلام بدلاً من تفاقم النزاعات القائمة، وأن تصبح هذه التقنيات دافعاً للإبداع والابتكار، بدلاً من التدمير والانقسام.
ومما يزيد من الفخر والاعتزاز، ويؤكد أن المواطن البحريني دائما في قمة أولويات القيادة الحكيمة، فقد أكد سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، التزام الدولة بوضع المواطن محوراً أساسياً لجميع برامج التنمية الوطنية، باعتباره هدفا واحدا للجميع، والعمل الوطني الجماعي بروح «فريق البحرين».. في الإسكان، والرعاية الصحية، والتعليم، وتوفير فرص العمل، وتحقيق الازدهار، ومشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني.
وستبقى دعوة سموه حفظه الله، حكمة خالدة من أجل الإنسانية، وسيحفظها التاريخ، ويسجلها الجيل القادم، وتدونها مضابط الأمم المتحدة على مر الزمان، وذلك من خلال التأكيد على المسؤولية المشتركة في دعم وحماية الكرامة الإنسانية، وضمان بقاء النظام الدولي قوة من أجل الخير، وحفاظا على حقوق الأجيال القادمة، للعيش في أمن واستقرار، وتنمية وازدهار.
شكرا جلالة الملك المعظم.. شكرا سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.. فكلمة مملكة البحرين هي خطاب حضاري رفيع المستوى، ورسالة بالغة الأهمية للعالم.. والمستقبل كذلك.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك