الامم المتحدة -(أ ف ب): ألقى جو بايدن خطابه الأخير من على منبر الأمم المتحدة أمس الثلاثاء، موجها رسالة شخصية إلى قادة العالم مفادها أن مصلحة الشعوب يجب أن تكون فوق رغبتهم في البقاء في السلطة. وقال وسط التصفيق «قررت بعد 50 عاما من الخدمة العامة أن الوقت قد حان ليدفع جيل جديد من القادة بلادي إلى الأمام. زملائي القادة، دعونا لا ننسى أن بعض الأشياء أهم من البقاء في السلطة وهو الشعب».
وألقى بايدن الذي يسعى لبقاء إرثه في حال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، كلمته أمام رؤساء دول وحكومات يترقبون الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في الخامس من نوفمبر والتي يتوقع أن تكون حامية جدا. وحث بايدن الذي لم تنجح حكومته حتى الآن في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، طرفي النزاع الى تحقيق ذلك. كما حذر من «حرب شاملة» في الشرق الأوسط بعد حملة غارات إسرائيلية مكثفة أدت إلى مقتل أكثر من 550 شخصا في لبنان.
الرئيسي». في يوليو أعلن الرئيس الأمريكي انسحابه من السباق إلى البيت الابيض وبالتالي سينهي ولايته في يناير المقبل. ويخشى كثيرون، في حال فوز الرئيس الجمهوري السابق على نائبة الرئيس والمرشحة الديموقراطية كامالا هاريس، من تحول انعزالي وحمائي في أول قوة عظمى في العالم.
لذلك، خلال الأسابيع المتبقية من رئاسته، يريد جو بايدن كما يقول أحد مستشاريه، التأكد من أن المبادرات التي تم إطلاقها في عهده خصوصا دوليا، «لا عودة عنها». وقالت كارين جان بيير المتحدثة باسم البيت الابيض الاثنين «عندما وصل إلى السلطة قبل نحو أربع سنوات وعد بإعادة فرض سلطة أمريكا على الساحة الدولية». وأضافت أنه منذ ذلك الحين، أعاد إطلاق تحالفات الولايات المتحدة في آسيا، وقاد الرد الدولي على غزو أوكرانيا وعزز حلف شمال الأطلسي واستثمر بقوة في محاولة للوقوف في وجه الصين.
وتحدث مدير مكتب الاعلام في البيت الأبيض بن لابولت في مذكرة عن «السباق النهائي» للإدارة المنتهية ولايتها حتى يناير «لوضع أسس المستقبل». لكن في نيويورك سيدرك جو بايدن، بطل الحوار الذي يفتخر بمهاراته الدبلوماسية غير العادية في التعامل مع الآخرين، حدود نفوذه. يتوقع أن يهيمن التصعيد في لبنان على النقاشات في الأمم المتحدة، والذي لا يبدو أن الدعوات الأمريكية للتهدئة قادرة على وقفه.
ومع ذلك، كان الرئيس الأمريكي يشدد منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 اكتوبر، على أنه لا يريد اتساع رقعة النزاع. ويرى مسؤول أمريكي كبير على العكس أن كل التحركات الدولية تعزز النهج المتعدد الأطراف الذي يتمسك به بايدن. وقال «أوكرانيا وغزة والسودان، كل هذه الملفات تسلط الضوء على الحاجة إلى هذا النوع من التعاون».
الخارجية. وكل شيء يدفع إلى الاعتقاد بأنها ستتبع، في الخطوط العريضة، توجهات جو بايدن. من جهته وعد دونالد ترامب، في حال انتخابه، بزيادة الرسوم الجمركية على البضائع المستوردة، وخصوصا الصينية. كما يؤكد -بدون الخوض في التفاصيل- أنه يستطيع بسهولة حل النزاعات في أوكرانيا والشرق الأوسط. كما كثف الجمهوري الرسائل غير الودية الموجهة لحلفاء حلف شمال الأطلسي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك