نمر جميعا بتجربة المرض، ولكن تختلف استجابتنا الفردية وخبراتنا وردّة أفعال أجسادنا تجاه المرض، فكل إنسان له تركيبة جينية مختلفة. وهنا يظهر مصطلح «الطب الشخصي».. قد يكون مر على أسماعكم، وهو معروف ايضا بالطب الدقيق، وهو منهج جديد يهدف إلى كشف أسرار الاختلافات الفردية من أجل تخصيص الرعاية الطبية لكل شخص. فمن خلال فهم أسلوب الحياة والعوامل البيئية والتركيب الجيني الفريد الذي يسهم في تشكيل كل إنسان، يمكننا الانتقال من تطبيق منهج رعاية صحية واحد للجميع إلى علاجات استهدافية أكثر فاعلية.
اُستخدم هذا المصطلح مع بداية انطلاق مشروع الجينوم الوطني حول العالم، من أجل فهم استجابة أجسامنا، بما يمهد الطريق لمزيد من البحوث الطبية.
ويعتمد الطب الشخصي على تحليل الشفرة الجينية للفرد باستخدام تقنيات التسلسل الجيني المختلفة، ليس فقط لمعرفة تركيب الجينوم وإنما أيضًا لمعرفة ما وراء الجينات، والجزيئات المرتبطة بمختلف التفاعلات الكيميائية التي تحدث داخل أجسامنا. بالتأكيد له فوائد متعددة أهمها تحسين التشخيص لاعتماده على العلامات الجينية والتنبؤ بتطورات المرض، والاعتماد على العلاجات المستهدفة يتم مطابقة الادوية مع البصمة الجزيئية بما يزيد فعالية العلاج.
كما يتيح التنبؤ قابلية الشخص للإصابة بالمرض من خلال التاريخ العائلي ووضع الاستراتيجيات الوقائية.
بالنسبة لمملكة البحرين تم تدشين مشروع الجينوم الوطني في مملكة البحرين عام 2019، وانطلقت حملات التوعية منذ ذلك الحين من قبل المؤسسات الصحية الحكومية لحثّ أفراد المجتمع على المشاركة التطوعية في البرنامج.
«الطب الشخصي» يبدو واعدا والمنافع متعددة.. ونتمنى أن يحقق ثورة في الرعاية الصحية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك