التحكيم حلم كبير تحول إلى واقع ملموس
التحديات جزء من التطور ومن دونها لا يتقدم الإنسان
مبدع في عمله.. لمع في إدارة المباريات المحلية والآسيوية والدولية، وقدم اسمه بقوة كلاعب، وحكم، ومدرب، ومحاضر دولي، حيث وصل إلى العالمية سريعاً، ولا يزال متواجداً بقوة في إدارة وإشراف المباريات الهامة على المستويين القاري والعالمي، برفقة جميع الحكام الدوليين في نخبة آسيا، ناهيك عن أن الاتحاد الآسيوي أسند اليه رئاسة اللجنة الباراتيكوندو الآسيوية لسنة 2024، وذلك لما يمتاز به من خبرة واسعة في اللعبة وأسرارها.
هذه المناصب تضاف إلى رصيد الأستاذ الدولي محمد بن جمال بأن يكون أول بحريني وخليجي يعين رئيساً لأحد اللجان الرئيسة في الاتحاد الآسيوي، كونه يعد خبيراً فنياً على المستوى المحلي والخليجي وعضواً فعالاً على المستوى العالمي والآسيوي، فهو حاصل على العديد من الاعتمادات الدولية الصادرة من الاتحاد العالمي للتايكوندو كحكم دولي درجة أولى، وهو واحد من اثنين في الخليج يعمل كمحاضر ومندوب فني في اللعبة، كما شارك في معظم البطولات العالمية والدولية والقارية الهامة كحكم ومشرف.
محمد بن جمال يتحدث للمحلق الرياضي حول العديد من جوانب شخصيته، ومجال عمله وأبرز طموحاته.
1- حدثنا عن بداية حياتك الرياضية؟
بدأت مسيرتي الرياضية في سن مبكرة جدًا، حيث كان شغفي دائمًا يدور حول رياضات الدفاع عن النفس، وفي سن السادسة دخلت عالم رياضة التايكوندو بفضل دعم والدتي، التي حرصت على تسجيل اسمي في أحد أبرز الأندية المختصة في هذه الرياضة، تحت إشراف عدة مدربين ومنهم: غسان شيخو، المدرب سعيد جاسم والمدرب عبدالله الدوي، كما واصلت التدريب بلا انقطاع، مما جعلني أتقدم في هذه الرياضة عامًا بعد عام.
2- حدثنا باختصار كيف تم اختيارك كحكم دولي ومنحك الشارة الدولية؟
بعد سنوات من المشاركة كلاعب في البطولات المحلية والدولية، ولعضويتي في منتخب البحرين لفترة من الزمن، بدأت أركز أكثر على الجوانب الفنية للتايكوندو. قادني هذا الشغف إلى دراسة قوانين اللعبة بشكل أعمق، مما دفعني إلى الانخراط في مجال التحكيم.
بدأت مسيرتي كحكم محلي من خلال دورة التحكيم المحلية التي نظمها الحكم الدولي عبدالله الدوي، ومن ثم حكم دولي في سنة 2005 بعد اجتيازي الامتحانات النظرية والعملية التي نظمها الاتحاد الدولي للتايكواندو، فوزي بالمركز الأول أهلني للحصول الشارة الدولية المعتمدة.
3- ما سر حبك لهذا الرياضة؟
الرياضة بالنسبة إلي ليست مجرد وسيلة للحفاظ على اللياقة البدنية أو التنافس، بل هي مدرسة حقيقية تعلمت منها الكثير، حيث يكمن شغفي للتايكوندو في ما تقدمه من دروس في الانضباط والقوة العقلية والجسدية، وتطوير روح القيادة، علاوة على أن هذه الرياضة تتطلب تحديًا مستمرًا وتعلمًا لا يتوقف، ما جعلني أستمر في تطوير نفسي كحكم ومدرب وفني وإداري، ولاعب سابق.
4- ما هي الاعتمادات الدولية والدورات التي شاركت فيها إلى جانب التحكيم؟
بفضل الخبرة التي اكتسبتها وتميزي في مجال التحكيم لرياضة التايكوندو، كان لي شرف المشاركة في العديد من البطولات الدولية الهامة من قبل الاتحاد الدولي للتايكوندو، من بين أبرزها:
- 7 بطولات العالم، حيث تم اختياري ضمن قائمة أفضل 100 حكم في العالم.
- 6 بطولات الجائزة الكبرى، حيث كنت ضمن أفضل 32 حكمًا عالميًا.
- 6 بطولات للتصفيات الأولمبية 2018 و 2020 و 2024، من ضمن أفضل 60 حكما في العالم
- 3 بطولات العالم للجامعات
- 3 دورات الألعاب الآسيوية
- 8 بطولات آسيا
- 4 سلسلة بطولات الجراند سلام
أكثر من 30 مشاركة متنوعة في البطولات الدولية المفتوحة
بالإضافة إلى 4 بطولات بصفة إدارية مشرفا عاما وعضواً في اللجنة الرقابية والإشرافية لبطولات مهمة على المستوى الأولمبي والدولي
وفي عام 2023، تم اختياري ضمن قائمة أفضل 58 حكمًا دوليًا في العالم، وذلك بعد اجتيازي المتطلبات الخاصة بالمعسكر الأولمبي الذي يشرف عليه الاتحاد الدولي للتايكواندو.
كما أنني فخور بكوني أول بحريني ومن أوائل الخليجيين الحاصلين على اعتمادات دولية عديدة ومنها:
1- محاضر دولي
2- مندوب فني ومشرف عام
3- مدرب دولي (المستوى الثالث، وهو أعلى مستوى دولي)
5- كيف ترى التحكيم في جميع الرياضات على المستوى المحلي في المملكة؟
في مجال التحكيم، شاركت في العديد من الدورات التدريبية التي نظمها الاتحاد الدولي للتايكوندو على مدار السنوات. ومن موقعي كحكم دولي معتمد في التايكوندو العام والبومسيه والباراتيكوندو، أرى أن التحكيم في البحرين في تطور مستمر. الجهود المبذولة لتطوير الكوادر التحكيمية وتدريب الشباب الواعد هي خطوات هامة نحو تحقيق معايير عالمية.
6- هل هناك شروط محددة للحصول على الشارة الدولية في التحكيم؟
له متطلبات منها الحصول على الحزام الأسود درجة رابعة، إضافةً إلى الخبرة المحلية في التحكيم، مع الالتزام بالمعايير الأخلاقية العالية. بالإضافة إلى ذلك، يجب اجتياز الدورات التدريبية الدولية والاختبارات التي ينظمها الاتحاد الدولي للتايكواندو.
7- ماهي أبرز إنجازاتك والمناصب التي وصلت إليها؟
إضافة الى عضوية مجلس إدارة الاتحاد البحريني للتايكوندو، حصلت على العديد من المناصب والتعيينات الهامة من قبل رئيس الاتحاد الدولي للتايكوندو الدكتور شونجون شو، والبروفسور كيوسوك لي رئيس الاتحاد الآسيوي للتايكوندو ومنها:
• عضو في اللجنة الرقابية والإشرافية على منافسات الباراتيكوندو في دورة الألعاب البارالمبية – باريس 2024.
• عضو في اللجنة الرقابية والإشرافية على منافسات الباراتيكوندو 2023 المؤهلة لدورة الألعاب البارالمبية – باريس 2024.
• رئيس اللجنة الأسيوية للباراتيكوندو.
• مشرف عام على أكبر بطولة قارية، وهي البطولة الآسيوية للباراتيكوندو – فيتنام 2024
كانت هذه التجارب غنية جدًا وأضافت لي الكثير من الخبرات في المجال التنظيمي والإداري والفني على المستوى الأولمبي والدولي والمحلي، كما أنها أتاحت لي الفرصة للمساهمة والتطور في هذا المجال.
8- ما هي الأهداف التي تأسس عليها مركز بن جمال للتايكوندو؟
تأسس مركز بن جمال للتايكوندو في عام 2008 بهدف تقديم منهج تدريبي وفني يلتزم بالمعايير الدولية في التدريب، ويستقبل المركز جميع الأعمار بدءًا من سن 4 سنوات، ويتميز بأسلوب تدريبي فريد يجمع بين الجوانب العملية والنظرية من خلال هذا المنهج، حيث تمكن المركز من تحقيق نجاحات بارزة، كما شارك منتسبوه في العديد من البطولات المحلية والدولية، ما أثبت كفاءتهم وتميزهم في الساحة الرياضية.
يطمح مركز بن جمال إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية منها: المشاركة في تطوير المدربين والحكام وكذلك اللاعبين من خلال تنظيم دورات تدريبية وورش عمل لمنتسبي لعبة التايكوندو بمستويات مختلفة بغرض التطوير الفني وشرح مفصل للقانون ومستجداته في المجالين ( الكروكي / القتال والبومسية / القتال الخيالي)، بهدف رفع مستوى الكوادر التدريبية والتحكيمية، كما يسعى المركز إلى تقديم برامج تدريبية متطورة تجمع بين اللياقة البدنية العالية والتدريب الفني، مع التركيز على تعزيز المهارات الفنية للحكام والمدربين.
وإيمانا بالمساهمة الفعالة تجاه مملكتنا الحبيبة نظم المركز العديد من اللقاءات الودية وسلسلة من البطولات المحلية والتي أخذت صدى أوسع من ذلك حيث ارتقت بمشاركات خليجية وعربية وكان أبرزها:
- بطولة بن جمال (بمناسبة العيد الوطني) 2022، بمشاركة 210 لاعبين ولاعبات
- بطولة بن جمال (بمناسبة العيد الوطني) 2023، بمشاركة 333 لاعبا ولاعبة
- بطولة بن جمال (بمناسبة ميثاق العمل الوطني) 2024، بمشاركة 350 لاعبا ولاعبة
بالإضافة إلى ذلك، يعقد المركز حفلًا سنويًا يُعرف بـ«حفل بن جمال للمشاهير في لعبة التايكوندو»، حيث يتم تكريم اللاعبين المتميزين من المركز، ومن الأندية الأخرى، احتفاءً بإنجازاتهم وإسهاماتهم في رياضة التايكوندو.
إسهامات خلال جائحة كورونا
خلال فترة جائحة كورونا، قمت بعدة إسهامات مهمة لدعم رياضة التايكوندو في البحرين، حيث عملت على تطوير آلية جديدة لإجراء امتحانات الحزام الأسود بما يتماشى مع الظروف الصحية المتغيرة، بالإضافة إلى ذلك فقد قمت بالإشراف الفني على البطولات المحلية لضمان تنفيذها وفقًا للإجراءات الصحية الاحترازية، كما شاركت في التعاون مع اللجنة البارالمبية البحرينية كمشرف فني لمنافسات الباراتيكوندو في الدورة الآسيوية للشباب التي أُقيمت في البحرين، مما ساعد في استمرارية الرياضة وتعزيزها خلال هذه الفترة الصعبة.
9- ماهي طموحاتك للمستقبل؟
طموحي في المرحلة الراهنة الاستمرار في تطوير رياضة التايكوندو على المستويين المحلي والدولي، سواء في مجال التحكيم أو التدريب، وأطمح إلى تدريب جيل جديد من الحكام والمدربين الذين يستطيعون تمثيل البحرين في المحافل الدولية، وتحقيق انجازات جديدة في البطولات العالمية.
10- ما الصعوبات التي تعترض تطوير رياضة التايكوندو في البحرين؟
تواجه رياضة التايكوندو بعض التحديات التي تحمل في طياتها فرصًا كبيرة للنمو والتطور، ومن أبرز هذه التحديات الحاجة إلى زيادة الوعي بأهمية هذه الرياضة وتعزيز دورها على المستويين المحلي والدولي، بالإضافة إلى ذلك هناك فرصة لتوسيع نطاق الدعم المالي والاستثماري من المؤسسات والشركات، مما سيساهم بشكل مباشر في تطوير الرياضيين والحكام وفتح آفاق أوسع للمشاركة في البطولات الدولية، ومع الالتزام المشترك بين مختلف الجهات، حيث يمكننا تحويل هذه التحديات إلى محطات نجاح جديدة للرياضة في المملكة.
13- كيف ترى الإنجازات التي حققها اتحاد التايكوندو مؤخراً؟
الاتحاد البحريني للتايكوندو حقق العديد من الإنجازات في السنوات الأخيرة، سواء في تطوير المواهب المحلية من جهة أو المشاركة في البطولات الدولية من جهة أخرى، ويعكس النجاح في هذه المساعي حجم الجهود المبذولة، وأرى أن الاتحاد يسير على الطريق الصحيح لتحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل.
14- هل اتحاد التايكوندو قادر على صناعة بطل أولمبي؟
نعم، أؤمن بأن لدينا الإمكانيات والمواهب التي تؤهلنا لصناعة بطل أولمبي. لكن ذلك يتطلب تخطيطًا طويل الأمد ودعمًا متواصلاً من جميع الجهات المعنية لتوفير البيئة المثالية للتدريب والمشاركة في البطولات العالمية.
15- ما هي كلمتك الأخيرة التي تختتم بها هذا الحوار؟
في الختام، أود أن أتقدم بخالص الشكر والامتنان لكل من ساندني ودعمني خلال مسيرتي الرياضية والتحكيمية، وأخص بالشكر الاتحاد الدولي للتايكواندو على الفرص الكبيرة التي قدمها لي، وكذلك اللجنة البارالمبية البحرينية التي لم تدخر جهدًا في دعمي وتشجيعي، وعلى رأسها الشيخ محمد بن دعيج آل خليفة رئيس اللجنة، والأستاذ علي الماجد الأمين العام، وطموحي الآن هو الاستمرار في رفع اسم البحرين عاليًا في المحافل الدولية، وتحقيق المزيد من الانجازات التي نفخر بها جميعًا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك