الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الهوية الوطنية.. واحتياجات الشباب
رؤية حكيمة ثاقبة، وتوجيه وطني سديد، هو الذي أكد عليه وأشار إليه، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، بأن يوجه الجميع الشباب إلى التعايش وفق مبادئ الخير والسلام، والحياة الطيبة والكريمة، ليكونوا بعد ذلك أقوى من يدافع عما توارثوه، وإنه لمن المؤسف أن الشباب أصبح يتعلم العنف والحروب، مثلما نرى فيما يحدث في بعض الدول، لذلك فإن التربية الحسنة هي تربية خير وسلام، وتعايش ومحبة، وأنه لا شك إذا أثبتت هذه المبادئ، فسوف يدافع عن مجتمعه وليس العكس.
ومن الملاحظ أن جهود الحكومة وعملها، وبرامجها وخططها، وبتوجيهات ودعم ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تعمل على الدوام من أجل حماية الشباب، وتوفير كل سبل التعليم والتدريب والتأهيل، ليكونوا قيادات المستقبل القادم لنهضة البلاد.
وبناء عليه، فمن هنا يبرز كذلك دور الأسرة وأولياء الأمور في التربية الحسنة لأبنائهم، وفي متابعة ما يقتنون ويشاهدون ويصاحبون.. كما تبرز أهمية دور المؤسسة المدرسية خصوصا، ومؤسسات المجتمع عموما، في غرس القيم والمبادئ والمفاهيم الإيجابية والهوية الوطنية لدى الناشئة والشباب.
ومن هنا كذلك، تبرز أهمية ما أكد عليه الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، رئيس لجنة متابعة تنفيذ الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة «بحريننا»، أن تعزيز الانتماء الوطني لا يتوقف على التمسك بالعادات والتقاليد، وإنما يمتد إلى الإخلاص الوطني الذي ينطلق من محبة الوطن بقيادة جلالة الملك المعظم وحماية نسيجه الاجتماعي في إطار من المحافظة على المكتسبات الوطنية والالتزام بالانضباط الوطني من خلال احترام القوانين.
لذلك فيمكننا القول إن الاهتمام بترسيخ الهوية الوطنية في نفوس الناشئة والشباب، هو اهتمام بمستقبل الوطن، وحماية لمقدراته، وحفاظ على ثروته الحقيقية والمستدامة، ولعل من الأهمية بمكان أن تتضاعف الجهود وتتكاتف وتتعاظم من أجل زيادة ترسيخ الانتماء الوطني والاعتزاز بالهوية الوطنية، من خلال تلبية احتياجات الشباب ومتطلباتهم، ولعل من أبرزها وأهمها اليوم هي الحصول على الوظيفة.
ذلك أن الوظيفة تؤمن للشاب مستقبله، وتشعره بوجوده، وتعينه على دعم نفسه وأسرته، وتحافظ عليه من كل المغريات وكل التحديات، وأهمها البطالة والفراغ، وهما اليوم من أبرز أسباب الانحراف والضياع.
الشباب البحريني، وكما أكد جلالة الملك المعظم أصحاب إنجازات متواصلة ومفرحة، في كافة الميادين الوطنية والمحافل الدولية، والمعبّرة عن روح التفاني والإخلاص التي يُبدّع أبناء وبنات البحرين في تجسيدها، وهم يلبّون نداء الواجب الوطني، كما أن شباب البحرين، شباب يتمتع في الحقيقة بروح التفاؤل والبهجة نحو إنجاز وتحقيق النتائج الطيبة والمبهرة.
إن الهوية البحرينية، وكما أكد على ذلك معالي وزير الداخلية، متجذرة في الذاكرة الجامعة لكل مكونات المجتمع البحريني، وتقوم على الانتماء للأرض والولاء لقيادة جلالة الملك المعظم، والفخر بالانتماء الى المحيط الخليجي والعربي، والاعتزاز بالتاريخ الوطني الذي تميز بالعطاء مع شركاء الوطن، في إطار من التعددية والتسامح والالتزام المسؤول والانضباط بمفهومه الشامل، والانفتاح على كل الثقافات الإنسانية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك