نفت شركة جولد أبوللو التايوانية لتصنيع أجهزة الاتصال اللاسلكي (بيجر) أمس أنها صنَعت الأجهزة التي انفجرت في لبنان وأصابت الآلاف من أعضاء جماعة حزب الله.
وقالت الشركة إن الأجهزة من إنتاج شركة بي.إيه.سي، التي تتخذ من العاصمة المجرية بودابست مقرا، ولديها ترخيص لاستخدام العلامة التجارية لجولد أبوللو.
وقال مؤسس شركة جولد أبوللو هسو تشينج كوانج إن أجهزة الاتصال المستخدمة في الانفجارات صنعتها شركة في أوروبا. وذكرت جولد أبوللو في بيان أن اسم الشركة بي.إيه.سي.
وقال هسو للصحفيين في مقر الشركة بمدينة نيو تايبه شمال تايوان أمس «المنتج ليس تابعا لنا. إنه فقط يحمل علامتنا التجارية».
وكان العنوان المذكور لشركة بي.إيه.سي للاستشارات في بودابست عبارة عن مبنى صغير يقع في شارع معظمه سكني في ضاحية نائية. ووجد اسم الشركة مكتوبا على ورقة إيه4 على الباب الزجاجي.
وقال شخص في المبنى طلب عدم ذكر اسمه إن الشركة مسجلة في هذا العنوان ولكن ليس لها وجود فعلي به. وتقول كريستيانا بارسوني - أرسيداكونو الرئيسة التنفيذية لشركة بي.إيه.سي عبر حسابها الشخصي على (لينكد إن) إنها عملت كمستشارة لمنظمات مختلفة من بينها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). ولم ترد على رسائل بالبريد الإلكتروني من رويترز.
وتتنوع أنشطة شركة بي.إيه.سي المسجلة، من نشر ألعاب الكمبيوتر إلى استشارات تكنولوجيا المعلومات إلى استخراج النفط الخام.
بالمقابل أعلنت بودابست أمس أن شركة «باك» المجرية التي قدمت على أنها تنتج أجهزة الاتصال المستخدمة من حزب الله والتي انفجرت الثلاثاء في لبنان، هي «وسيط تجاري بدون موقع إنتاج أو عمليات في المجر».
وأكد المتحدث باسم الحكومة زلتان كوفاكس عبر منصة إكس أن «الأجهزة المعنية لم توجد يوما على الأراضي المجرية» مشيرا إلى أن «هذه المسألة لا تطرح أي خطر على الأمن القومي».
ومن جانبها قالت وزارة الاقتصاد التايوانية أمس ان الشركة المصنعة لأجهزة «البيجر» المتفجرة ترجح إدخال تعديل على الأجهزة بعد تصديرها.
وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أمس إن عدد القتلى جراء الانفجارات ارتفع إلى 12 بينهم طفلان. كما أصيب ما يقرب من ثلاثة آلاف آخرين من بينهم العديد من مقاتلي حزب الله والسفير الإيراني لدى لبنان.
وقال مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر لرويترز إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) زرع متفجرات داخل أجهزة البيجر التي استوردها حزب الله قبل أشهر من تفجيرات الثلاثاء. وللموساد تاريخ طويل في تنفيذ هجمات معقدة على أراض أجنبية.
وعرض المصدر الأمني اللبناني الكبير صورة لجهاز الاتصال، وهو من طراز إيه.آر-924، وهو مثل أجهزة البيجر الأخرى التي تستقبل وتعرض الرسائل النصية لاسلكيا، لكنها لا تستطيع إجراء مكالمات هاتفية.
وقال مصدران مطلعان على عمليات حزب الله لرويترز هذا العام إن مقاتلي حزب الله يستخدمون الأجهزة كوسيلة اتصال منخفضة التكنولوجيا في محاولة للتهرب من أنظمة تعقب المواقع الإسرائيلية.
لكن المصدر اللبناني الكبير قال إن الأجهزة تم تعديلها «في مرحلة الإنتاج» من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلي.
وأضاف المصدر أن «الموساد قام بوضع لوحة داخل الأجهزة تحوي مادة متفجرة تتلقى شفرة من الصعب جدا اكتشافها بأي وسيلة».
وقال المصدر إن ثلاثة آلاف من أجهزة البيجر انفجرت عندما وصلت إليها رسالة مشفرة أدت إلى تفعيل المواد المتفجرة بشكل متزامن.
وقال مصدر أمني آخر لرويترز إن ما يصل إلى ثلاثة جرامات من المتفجرات كانت مخبأة في أجهزة البيجر الجديدة ولم تكتشفها الجماعة لعدة أشهر.
وقالت عدة مصادر لرويترز إن المخطط استغرق تحضيره على ما يبدو عدة أشهر. وجاء ذلك في أعقاب سلسلة من الاغتيالات منذ بداية الحرب في غزة طالت قادة ومسؤولين من حزب الله وحماس وتم اتهام إسرائيل بتنفيذها.
وفي خطاب ألقاه في 13 فبراير، حذر الأمين العام للجماعة حسن نصر الله أنصاره بشدة من أن هواتفهم أكثر خطورة من جواسيس إسرائيل قائلا «اغلقوها وادفنوها وضعوها في صندوق من حديد واقفلوها، افعلوا ذلك من أجل الأمن وحماية دماء وكرامات الناس».
وبدلا من الهواتف المحمولة، اختارت الجماعة توزيع أجهزة البيجر على أعضائها عبر فروعها المختلفة من المقاتلين إلى المسعفين العاملين في خدمات الإغاثة.
واشتهر جهاز الموساد الإسرائيلي بعملياته المعقدة التي تعود إلى عملية الخطف الجريء للنازي الكبير أدولف أيخمان عام 1960. وفي الآونة الأخيرة تم تحميله مسؤولية هجمات إلكترونية واغتيال عالم إيراني كبير في عام 2020 بسلاح آلي تم التحكم فيه عن بعد.
واعتبر الخبير الاستراتيجي المصري العميد سمير راغب في تصريحات للعربية نت أن هذا الهجوم هو خلل استراتيجي كبير لدى حزب الله، حيث تقوم كل الجيوش في العالم بفحص أي أجهزة جديدة تتلقاها من الخارج على أيدي مهندسين متخصصين، لأنها قد تحوي أجهزة تنصت أو أجهزة تعمل على إعادة البث، أو غيرها من الأمور، إلا أن المشهد في لبنان الثلاثاء أكد العكس، ما شكل ثغرة كبيرة استغلتها الاستخبارات الإسرائيلية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك