في عام 1879، ابتكر فريدريك بوشرون عقداً شكّل ثورة في عالم المجوهرات الراقية. وفي وقت كانت أجسام النساء مقيّدة بالمجوهرات والأزياء المعقّدة، منحهنّ بوشرون الحرية للتزيّن بهذا العقد من دون الحاجة الى مساعدة أحد، بفضل تصميمه الذي لا يتضمّن مشبكاً والذي يجعل وضعه حول العنق غاية في السهولة. وبفضل شكله غير المتماثل والجريء، الذي كان نادراً في تلك الحقبة، أُطلق عليه اسم «عقد علامة الاستفهام» Question Mark necklace. بعد مرور أكثر من 140 عاماً على ابتكاره، لا يزال هذا العقد رمزاً مميزاً لأسلوب بوشرون الفريد. وهذا العام، تحتفل الدار بهذه التحفة الشهيرة من خلال تقديم تصاميم جديدة تسطر فصلاً جديداً ومميّزاً في قصة «عقد علامة الاستفهام».
أول رسم لعقد «علامة الاستفهام» محفوظ في أرشيف بوشرون ويعود تاريخه إلى عام 1879. ومنذ انطلاقته الأولى، قدّم هذا التصميم أسلوباً جديداً تماماً، حيث تميّز بطوقه البسيط وزخرفته المنمقّة. وكأول عقد لا يحتاج إلى مشبك، تميّز تصميمه بمرونته الفائقة والحركة المفصلية الحرّة بفضل آلية الزنبرك الخفية، ما أتاح راحة غير مسبوقة في ذلك الوقت. وحصل عقد «علامة الاستفهام» على الجائزة الكبرى في المعرض العالمي في باريس عام 1889.
كشفت دار بوشرون في يوليو 2024، عن حملة جديدة تعرض أحدث تصاميم عقد علامة الاستفهام التي تستلهم من العقود المحفوظة في الأرشيف، وهي إبداعات لا تزال تلهم استوديو بوشرون حتى اليوم. وكانت بداية القصة مع نبتة اللبلاب. ففي عام 1879، طلب فريدريك بوشرون من الرسّام الفرنسي بول لوغران رسم أول تصميم لعقد علامة الاستفهام، ورسم الفنان سلسلة طويلة من اللبلاب. بعد عامين، في عام 1881، تحوّل هذا الرسم إلى أوّل نموذج للعقد الشهير. وعمل الحرفيون بدقّة على تنفيذ هذا العقد لجعل اللبلاب يبدو واقعيّاً قدر الإمكان، من خلال استخدام درجات الأخضر للأحجار الكريمة مثل الزمرّد، والذهب المطلي بالروديوم، وتقنية التريمبلور القديمة التي تجعل كلّ ورقة تتحرّك مع حركة صاحبة العقد.
ظهرت ريشة الطاووس لأول مرّة في ستينيات القرن التاسع عشر في المجوهرات والتيجان وأصبحت منذ ذلك الحين رمزاً تاريخيّاً لصانع المجوهرات. واختار فريدريك بوشرون هذا النمط الطبيعي لصنع عقدي علامة الاستفهام في عامي 1882 و1883، حيث اشترى العقد الثاني الدوق الأكبر أليكسي من روسيا. وقد طوّرت دار بوشرون تقنية فريدة لتجسيد دقة ريشة الطاووس بكلّ واقعيّة. والآن، يعيد استوديو الإبداع ابتكار ريشة الطاووس بهذا الظلّ الأزرق الحيوي، الذي يعكس لون الياقوت المرصّع كحجر مركزي.
استلهمت دار بوشرون عقدا بنمط ورقة الزيتون في عام 1886. وترصّع هذا العقد أحجار ياقوت موزمبيقي مشغولة بدقة لتشبه عناقيد الفاكهة المعلّقة. استخدم حرفيو الدار تقنيات تثبيت مختلفة لإحياء التفاصيل النباتية - بما في ذلك الترصيع المنخفض والشبكي والمنثور والحبيبي وحتى الترصيع الثلجي – وذلك لمحاكاة تفاصيل الأوراق.
أما في عقد Laurier Question Mark، يكرّم استوديو الإبداع في بوشرون نمط ورقة الغار من خلال عقد مستوحى من نموذج محفوظ في الأرشيف يعود تاريخه إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر. ويتميز هذا النموذج الجديد بنظام مشبك مبتكر يمنحه قدرة تحويلية رائعة، حيث يمكن تحويله إلى عقد طويل أو قصير، أو بروش، أو حتى زينة للشعر. وتم إنشاء هذا العقد من خلال صياغة متقنة للغاية، ليكون بمثابة تحيّة للطبيعة كما يراها بوشرون. وكلّ ورقة مصنوعة يدويا من المعدن بصياغة خاصة لتعزيز بريق الماس المثبت بشكل شبكي. وأخيراً، تتدلى قطع الروبيلايت من الأوراق، مثل ثمار ناضجة جاهزة للقطف.
ويتميّز عقد Eternity Question Mark بخطوط منحنية وبساطة راقية. وكحال سائر عقود علامة الاستفهام، يحتوي على عجائب مخفية من الابتكار. إذ يمكن فصل الحجر المركزي، ليتحوّل إلى طوق أكثر بساطة، إذ لطالما كان تعدّد الاستخدامات موضوعاً متكرراً في تاريخ عقد علامة الاستفهام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك