كتب علي عبدالخالق:
تصوير: محمود بابا
أكد محمد بن ثامر الكعبي وزير المواصلات والاتصالات أن مملكة البحرين أطلقت عدة مبادرات لتطوير المهارات التقنيّة وصقلها، لربط الكفاءات بالفرص الوظيفيّة الواعدة في مجال تقنية المعلومات بالإضافة الى البرامج المختلفة لتنمية الكوادر التقنية سواء من القطاع العام أو بالشراكة مع القطاع الخاص لسدّ فجوة المهارات الرقمية لتصبح عاملا ممكنا لبناء اقتصاد رقمي مستدام، وبناء القدرات وتعزيز الابتكار الرقمي وريادة الأعمال.
جاء ذلك لدى افتتاحه فعاليات منتدى المهارات الرقميّة التابع للاتحاد الدولي للاتصالات أمس، والذي تستضيفه مملكة البحرين على مدار 3 أيام بمشاركة دولية واسعة. وأضاف الوزير: إيمانا بالشباب كمحور للتنمية المستدامة وبناء المستقبل، حرصت حكومة مملكة البحرين برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على الاستثمار في الطاقات الشبابية وتمكينها بأدوات العلم والمعرفة، وذلك بتوفير المقومات الداعمة والمعززة لمهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتهيئتها لمواكبة التحول الرقمي، وذلك لتقليص الفجوة في المهارات الرقمية وتنمية القدرات وبناء قاعدة لرواد القطاع الرقمي، والذي سينعكس على تسريع الابتكار في المملكة.
ولفت وزير المواصلات والاتصالات إلى أن هذه الجهود تأتي ضمن إطار الخطة الوطنية السادسة للاتصالات، التي تهدف إلى تعزيز قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، ورفع مستوى المهارات الرقمية بما يتماشى مع رؤية مملكة البحرين 2030، هذه الرؤية التي تسعى إلى تحويل المملكة إلى مركز إقليمي للابتكار والاقتصاد الرقمي المستدام.
وأوضح أن الخطة الاستراتيجية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات 2023 - 2026 تركز على تطوير الكفاءات الرقمية من خلال برامج تدريبية متقدمة ومتطورة، ودعم الابتكار في قطاع التكنولوجيا، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لخلق بيئة رقمية متقدمة تلبي تطلعات سوق العمل الحالي والمستقبلي.
وأشار إلى حرص مملكة البحرين على تحديث المناهج التعليمية وتقديم برامج تدريبية مبتكرة تعزز من مهارات الشباب للاستخدام الآمن للتقنيات الرقمية، كما تؤهلهم للتعامل مع التقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، لضمان تزويد سوق العمل بالكفاءات المؤهلة للمستقبل.
من جانبه، أكّد المدير العام لهيئة تنظيم الاتصالات فيليب مارنيك أهمية هذا الحدث العالمي، مشيدًا بدور مملكة البحرين المحوري في تعزيز الجهود العالميّة الرامية إلى سد فجوات المهارات الرقميّة، مشيراً إلى أن المملكة ضمن 193 من الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي للاتصالات الفعالة، ولا سيّما لضمان توفير توصيلية شاملة وهادفة للجميع للمشاركة بفاعلية في دفع عجلة الاقتصاد الرقمي.
وأضاف فيليب: «تعتبر مملكة البحرين إحدى البلدان الأكثر تقدمًا في المجال الرقمي في العالم. ونحن نفخر بقيادة مسيرة الارتقاء بالمهارات الرقميّة لدى الجميع. ولا شك أن تضافر الجهود الدوليّة مهم للغاية، لذا فإن استضافة هذا المنتدى تؤكّد حرص المملكة على تعزيز سبل التعاون الدولي والابتكار في ظل هذا العصر الرقمي».
وأشار فيليب إلى أن البحرين تتمتع ببنية تحتية للاتصالات متطورة ومتقدمة، وبذلك تجعلها جاهزة للمدن الذكية، حيث إن بنيتها التحتية ذات مستوى عالمي وتنعكس إيجاباً على الجهود المبذولة لتكريس مفهوم المدن الذكية محلياً عبر تزويدها بما يلزم من تقنيات تحقق الاستدامة والاستخدام الأمثل للموارد بيئياً واقتصادياً.
بدوره، أثنى د. كوزماس لوكيسون زافازافا مدير مكتب تنمية الاتصالات بالاتحاد الدولي للاتصالات على تركيز المنتدى على تنمية المهارات الرقميّة، وقال: «يلتزم الاتحاد الدولي للاتصالات بسدّ فجوات المهارات الرقميّة وإرساء أسس عالم يتسم بالشمولية. وعليه، يشكّل هذا المنتدى منصّة مهمة لدعم سبل التعاون بين الحكومات وقادة القطاع ومؤسسات التدريب لوضع استراتيجيات فعّالة تساعد على تزويد الأفراد بالمهارات اللازمة لتحقيق النجاح والازدهار في هذه الحقبة الرقميّة. ولا يفوتنا أن نشيد بقيادة مملكة البحرين الرشيدة ودورها المحوري في تنظيم هذا الحدث البالغ الأهمية».
ويهدف المنتدى إلى سد فجوات المهارات الرقميّة في جميع أنحاء العالم، ويشكّل منتدى المهارات الرقميّة التابع للاتحاد الدولي للاتصالات إحدى أهم الفعاليات العالميّة في القطاع. ويضم المنتدى جلسات وحلقات نقاشيّة بالحضور الشخصي وأخرى افتراضيّة بالحضور عن بُعد، ومن المقرر أن تستمر فعالياته حتى 19 سبتمبر الجاري في مركز الخليج للمؤتمرات بفندق الخليج.
ويُعقد المنتدى تحت شعار «تطوير المهارات اللازمة للتحوّل الرقمي»، ويستمر على مدار 3 أيام ويجمع تحت سقفه نخبة من قادة القطاع وخبرائه وواضعي السياسات ومزودي خدمات التدريب من شتّى أنحاء العالم. وسيشارك الحضور في حلقات نقاشيّة تغطي العديد من المواضيع، بما في ذلك التحوّل الرقمي، ووجهة نظر القطاع فيما يخص فجوات المهارات، وسدّ الفجوة الرقميّة، وأُطر المهارات الرقميّة الوطنيّة لواضعي السياسات، هذا إلى جانب الإعلان عن مبادرة «تنمية القدرات للتحوّل الرقمي»، وهي شراكة ثلاثيّة الأطراف بين الاتحاد الدولي للاتصالات وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والاتحاد الأوروبي، وتهدف إلى تعزيز المعرفة الرقميّة وخلق مجتمع يتمتع بالكفاءات الرقميّة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك