بحث الاجتماع الوزاري للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا الذي عقد أمس بمقر الأمانة العامة للمجلس في الرياض، تكثيف التنسيق المشترك في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وندد بالفشل الدولي في وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وترأس جانب مجلس التعاون الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في دولة قطر، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، بينما ترأس جانب روسيا الاتحادية سيرجي لافروف، وزير الخارجية. وشارك في الاجتماع جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون.
وجرى خلال الاجتماع الوزاري المشترك السابع للحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي، «استعراض العلاقات الخليجية الروسية وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات»، بحسب ما أفادت الخارجية السعودية في بيان عبر منصة «إكس».
كما تطرق الاجتماع إلى «تكثيف التنسيق المشترك في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، والعمل المتعدد الأطراف، بالإضافة إلى بحث تعزيز التعاون الاقتصادي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة الدولية».
وذكر البيان أن الاجتماع ناقش أيضا «مستجدات الأزمة الروسية الأوكرانية، والجهود الدولية الرامية لحل الأزمة سياسيا، ودعم كافة الجهود التي تحقق الأمن والسلم الدوليين».
وخلال الاجتماع أعرب جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عن الأسف أن «يشوب عالمنا اليوم العديد من الصراعات والأزمات بما يؤثر جدّيا على أمنه واستقراره».
وتابع البديوي: «تبذل دول مجلس التعاون أقصى الجهود الممكنة للإسهام في حل النزاعات وتسوية الخلافات من خلال الحوار والمفاوضات والوسائل السلمية والدبلوماسية».
وأردف البديوي أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين وجرائم الحرب «تناقض كل القيم الإنسانية وتتعارض مع كل المواثيق الدولية والإنسانية والقرارات الأممية، وهو ما يؤكد فشل المجتمع الدولي في إيجاد الحل الشامل والنهائي لهذه القضية المأساوية حتى هذه اللحظة».
وطالب المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات جادة وحازمة على نحو عاجل لتوفير الحماية للمدنيين في قطاع غزة، وأن يساند جهود دولة فلسطين في نيل اعتراف مزيد من دول العالم ودعمها للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وعقد مؤتمر دولي من أجل تحقيق السلام الشامل القائم على حل الدولتين.
وأكد الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري من ناحيته أن التعاون المشترك بين دول مجلس التعاون وروسيا أسهم في تطوير العلاقات وتنسيق المواقف تجاه القضايا المشتركة.
وكشف المسؤول القطري عن ازدياد حجم التصعيدات الأخيرة في المنطقة وتحولها إلى ساحة إقليمية مليئة بالاشتباكات والعنف غير المبرر مع تفاقم حجم المعاناة التي يمر بها الشعب الفلسطيني الذي يتزامن مع استمرار التصعيد العسكري في البحر الأحمر والمنطقة برمتها مما ينذر بمزيد من زعزعة الاستقرار وتهديد الأمن الإقليمي.
وعوّل على الشركاء الإقليميين والدوليين لممارسة كل أشكال الضغط اللازم لفرض وقف إطلاق النار والشروع فوراً في عملية سياسية شاملة تؤدي إلى حل عادل وشامل ومستدام للقضية الفلسطينية، معتبراً أن إنهاء الحرب على قطاع غزة يعد الخطوة الأساسية نحو تهدئة التوترات المتصاعدة في المنطقة والتمهيد لتحقيق سلام إقليمي دائم.
من جانبه شدد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في كلمته أمام الاجتماع، على أن التعاون بين بلاده ومجلس التعاون الخليجي يأتي ضمن أولويات السياسة الخارجية الروسية.
وشدّد وزير الخارجية الروسي على استحالة السلام في الشرق الأوسط «دون حل القضية الفلسطينية»، مضيفاً أن المجتمع الدولي «فشل في وقف العدوان والقتل الجماعي في غزة»، وشدد على أن العنف القائم ضد الفلسطينيين «غير مسبوق ولم تشهد أيٌّ من الحروب العربية - الإسرائيلية مثله».
وأشار لافروف إلى أن الولايات المتحدة كانت السبب الرئيسي في عرقلة كل قرارات الشرعية الدولية المتعلّقة بوقف النار في غزة، بينما تبذل روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي كل الجهود من أجل التوصل لوقف إطلاق النار وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس قرارات الشرعية الدولية، محذّراً في الوقت ذاته من أن عدم تسوية الملفات في المنطقة سيؤدي إلى حرب شاملة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك