الكويت -(أ ف ب): سيكون استاد جابر الأحمد الدولي مسرحا لـ«كلاسيكو خليجي» يجمع الكويت بضيفها وجارها العراق اليوم الثلاثاء، ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية للدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 لكرة القدم.
بيعت تذاكر المواجهة التي تصل إلى 60 ألفا، وفقا لما أعلن الاتحاد الكويتي لكرة القدم، بينها 5 آلاف للجمهور الضيف.
وقد جرى تثبيت هذا العدد بعد شد وجذب وتدخل من وزارة الداخلية الكويتية التي اعتمدت ترتيبات خاصة بالقادمين من الطرف المقابل للحدود. اللافت في هذا السياق أنه وبعد انقطاع 33 عاما، دخلت أول سيارة عراقية إلى الأراضي الكويتية وتعود ملكيتها إلى سيدة عراقية جاءت خصيصا لمتابعة اللقاء.
وبهدف شحذ الهمم، قام وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبد الرحمن المطيري بزيارة المنتخب في معسكره الداخلي، مؤكدا أن «البداية أمام الأردن شكلت دفعة مهمة لتحقيق أفضل النتائج في التصفيات»، وحثّ اللاعبين على بذل قصارى جهدهم أمام العراق.
من جانبه، قال رئيس الاتحاد بالتكليف هايف الديحاني «نتمنى تقديم مستوى يليق بما أدّيناه أمام الأردن»، مضيفا «تفاجأت بنفاد تذاكر المباراة. هذه من عادات الجمهور الكويتي الوفيّ».
وبدت الكويت بمسؤوليها وإعلامها وجمهورها، في حالة طوارئ، وبدأت الاستعداد مبكرا للموقعة بعيد عودة «الأزرق» من تعادل رابح 1-1 من الأردن، بهدف حمل توقيع القائد يوسف ناصر من ركلة جزاء في الأنفاس الأخيرة من لقاء صاخب.
واعتُبرت النتيجة مبشّرة «شعبيا» لاسيما أن «النشامى» أبدعوا في كأس آسيا الأخيرة، فيما يعود «الأزرق» إلى ساحة المنافسة بعد سنوات في الظل، متسلحا ببطاقة عبور صعبة إلى نهائيات كأس آسيا 2027، وهي البطولة التي غاب عنها مؤخرا، علما أنه تُوج بلقبها على أرضه في 1980.
إعادة بناء
كما يعيش مرحلة بناء بعد سنوات عجاف وضعته في مكان لا يليق ببطل الخليج عشر مرات (رقم قياسي)، بقيادة الأرجنتيني خوان بيتزي الموجود في منصبه منذ منتصف يوليو الماضي فقط وذلك لمدة عام واحد. وفرض بيتزي حنكته إذ لعب متحفظا في عمّان، وعلى الرغم من تأخر فريقه بهدف مبكر، لم يُستدرج إلى التقدم هجوميا من دون حساب العواقب، بل انتظر أنصاف الفرص قبل انتزاع التعادل.
وظهر في اللقاء الأول وكأنه عايش المشكلات في الكويت ونجح في مقاربة الوضع واللعب وفق الإمكانيات وبتشكيلة تميل إلى الدفاع أكثر منه إلى المبادرة الهجومية.
ولا شك في أن المعسكر الذي سبق انطلاق التصفيات في الإمارات العربية المتحدة أفاد اللاعبين والجهاز الفني المتحفّز لعودة محمد دحام ومشاري غنام إلى التشكيلة بعد غياب عن الجولة الأولى لدواع إدارية.
وأصاب المدرب خلال الفترة القصيرة التي تولى فيها المهمة، في اعتماده منتخبا عماده عناصر نادي الكويت بطل الدوري ومتصدر الترتيب راهنا، بحثا عن الانسجام المطلوب في مستهل مناسبة دولية.
غياب أيمن حسين
في المقابل، يرنو منتخب العراق إلى البناء على فوزه افتتاحا على عُمان 1-0 في ملعب البصرة الدولي.
واستفاد «أسود الرافدين» في السنوات الأخيرة من ثقة اكتسبوها من تتويجهم بكأس الخليج 25 على أرضهم في يناير 2023، ومن عودة المباريات الدولية إلى أرضهم وفقا لمدربهم الإسباني خيسوس كاساس.
لكن الأخير سيفتقد نجمه الأول وصاحب هدف الفوز في الجولة الأولى أيمن حسين بسبب إصابة نقل على أثرها إلى الكويت بالذات لتلقي العلاج إثر نزيف بصدره.
وحرص المسؤولون الكويتيون من وزراء وقيّمين على الرياضة، على زيارة اللاعب في المستشفى في لفتة لاقت استحسان الجميع.
كما وصلت والدة حسين للبقاء إلى جانب ابنها الذي شوهد في حالة جيدة وهو يسير في ردهات المستشفى جنبا إلى جنب مع رئيس اتحاد اللعبة العراقي عدنان درجال، لكنه لن يخوض المواجهة لأنه بحاجة إلى شهر للتعافي.
وسيجرى تعويض حسين، كما تسرب من المعسكر العراقي، بعلي الحمادي، فيما يبقى مهند علي خيارا متاحا.
ويُدرك العراقيون بأن الفوز في المباراة الثانية تواليا يقرّبهم من مشاركة مونديالية ثانية بعد المكسيك 86، لكن يتوجب على الفريق ككل أن يعي بأن عليه تحسين الصورة خصوصا أن المواجهة أمام عُمان كشفت بعض الثغرات.
وحفلت المواجهات السابقة بين الكويت والعراق بالكثير من الندية، أولها في 13 نوفمبر 1964 في الكويت حين فاز الضيوف بهدف، علما أنهم نجحوا في تحقيق الانتصار بالنتيجة عينها خارج الديار أيضا في المباراة الأخيرة بين الجانبين والتي حملت الصفة الودية في 30 ديسمبر 2022. في المجمل، التقى المنتخبان 41 مرة شهدت 18 فوزا عراقيا و14 كويتيا وتسع تعادلات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك