بقي القطاع العقاري في مختلف دول العالم في ترقب وانتظار لتخفيض البنوك المركزية أسعار الفائدة على القروض؛ حيث يعد القطاع العقاري واحدًا من أكثر القطاعات الحساسة التي تتأثر بسياسات وأسعار الفائدة المصرفية، وذلك لاعتماده بشكل كبير على القروض العقارية لتمويل بناء العقارات والشراء والبيع.
وقد كان لرفع أسعار الفائدة خلال عامي 2022 و2023 تأثيرات سلبية جداً على العقارات بعد أن أصبحت كلفة الاقتراض أغلى وأسعار الفائدة وصلت إلى العلالي، مع عدم استطاعة أصحاب الاستثمارات في كثير من الأحيان تصريف عقاراتهم وبيعها على الأفراد بسبب قيمة الفائدة الشهرية على القروض. وقد انعكس ذلك على تريث وتردد الكثيرين وخاصة المستثمرين العقاريين والمعتمدين على الاقتراض في المعاملات، وهذا ما خفّض الطلب على العقارات وتسبب في تراجع النشاط العقاري عالمياً، وأثر سلبا على أسواق عقارية كبرى مثل الدول الأوروبية؛ إذ أدى رفع كلفة الاقتراض في المملكة المتحدة مثلا الى ارتفاع قيمة الإيجارات وغرف الفنادق بشكل كبير في الفترة السابقة.
يضاف إلى ذلك انه بسبب أزمة التضخم التي تفاقمت مع اندلاع الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء نتيجة تأثر الخطوط الصناعية للإنتاج الغذائي في أوكرانيا وتأثر حركة الملاحة في البحر الأحمر وزيادة أسعار التأمين على البواخر، اتجهت البنوك المركزية في العالم إلى رفع أسعار الفائدة منذ 2022 للحد من تداعياتها، إلا أن ذلك أثر سلباً على أسواق العقارات عالميًا.
ومع الاتجاه إلى خفض أسعار الفائدة في بداية هذا الشهر سبتمبر لعام 2024 يمكن أن يؤثر ذلك بشكل أكبر على الأفراد الراغبين في الشراء بهدف السكن أو الاستثمار ويحفزهم على الشراء، وهذا ما يؤثر بدوره على الشركات وعلى زيادة الاستثمار في القطاع العقاري، كون تراجع الفائدة يجعل الإقراض أقل قيمة وأسهل على أصحاب الرواتب التأقلم معها.
لذلك يمكن القول ان الأجراس قد دقت اليوم إيذانا بمرحلة إيجابية نتيجة خفض أسعار الفائدة منذ هذا الشهر، ما ينبئ بأن حجم التداولات العقارية سيكون أعلى من العام الماضي.
وكل ذلك يؤكد صحة مقولة أن العقارات تمرض ولكنها لا تموت. وقد حان وقت قطف الثمار والاستثمار العقاري، والذكي هو من يستغل الفرص. فالوقت عامل مهم جداً للتنمية واستمرارية النجاح، وخاصة أن هناك احتمالية انخفاض الأسعار أكثر خلال الأشهر القادمة، ما يحقق تنمية أفضل في القطاع العقاري المحلي والعالمي.
الرئيس التنفيذي لمجموعة الفاتح
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك