كتب: علي ميرزا
أسدل الستار أخيرا على منافسات بطولة شباب غرب آسيا مواليد 2005 للكرة الطائرة في نسختها الثانية التي استضافتها صالة نادي العين الإماراتي، التي طار بلقبها صقور المنتخب السعودي للمرة الثانية بعد تفوقها في المباراة الختامية على أصحاب الضيافة منتخب الإمارات الشقيق بعد ماراثون خماسي وتفاصيل تراجيدية شهدها الشوط الفاصل، في هذه الوقفة كلنا آذان مصغية نستمع فيها إلى أربعة أصوات كانت شاهدة على تفاصيل الحدث الرياضي من أرض البطولة.
ديسني منتخب وحده
لفت جعفر الفردان أحد معلقي البطولة إلى أن مجموعتي البطولة غير متناسقتين وغير متكافئتين في المستوى، الأمر الذي جعل المجموعة الثانية أقوى بكثير لأنها ضمت الثلاثي المرعب السعودية البطل السابق، والإمارات صاحب الضيافة، ولبنان المنتخب المجهول بالإضافة إلى الأردن وفلسطين، بينما احتوت المجموعة الأولى منتخبات البحرين، والكويت، وقطر، وسوريا، ولم تكن قوية بل كانت الفرق متواضعة.
وتطرق الفردان إلى ترشيحات النقاد والفنيين وقال: إنها صبت في أحقية منتخبي البحرين والسعودية على الوصول إلى النهائي لخبرتهما في التعامل مع باقي المنتخبات، ولتكامل المهارات لديهما، ولامتلاكهما البنية الجسدية اللائقة بمواصفات اللعبة، بالإضافة إلى جودة الدوريين البحريني والسعودي فنيا، فضلا عن الإعداد الجيد عبر المعسكرات أو التجمعات وجودة مدربي المنتخبين الأحمر البحريني والأخضر السعودي.
وتابع: سارت المنافسات بالشكل المتوقع جدا، ولم تشهد أي مفاجآت في المجموعة حتى لحظة الوصول إلى دور الأربعة، والمباراة التي اعتبرها الجميع مفاجأة المفاجآت بين الأبيض الإماراتي والأحمر البحريني إذ ظهر صاحب الأرض بشكل مغاير عما قدمه في مبارياته الأربع السابقة ومباراة الدور ربع النهائي أمام قطر ولم تكن المفاجأة في فوز الإمارات على البحرين بالثلاثية النظيفة، إذ بدا البحرين بعيدا عن مستواه مشتت الذهن، فاقدا لشخصيته ولونه ومهاراته، ولم يظهر بشكله المعروف، عبر التكامل المهاري، وتناسق الأدوار بين الدفاع والهجوم، وعلاقة التوأمة بين المعدين والضاربين خصوصا (السناتر) ولعل عنصر المفاجأة الذي أصاب لاعبي البحرين بالدهشة يتمثل في المستوى الإماراتي القوي، وتناسق الأدوار، وقوة الهجوم وحوائط الصد، والتألق الواضح لنجم البطولة الأول (ديسني لومبوتو) الذي كان منتخبا وحده، ولم يفق لاعبو المنتخب البحريني من هول الصدمة إلا والإمارات في المباراة النهائية، ولم يكن البحرينيون في يومهم، وكان منتخب الإمارات في أروع تجلياته.
وتوقف الفردان عند ملحوظة وصفها بالمهمة وتتمثل في أن منتخب البحرين طوال البطولة لم يستطع تسريع اللعب، بل كان يعتمد على قوة عباس إحسان، وحسين عيسى، ومحمد الخباز وعلي يعقوب، في حين ظهر السنتران حسن الورقاء وإبراهيم الخباز بمستوى غير مؤثر لعدم توظيف المعد حسين إسماعيل للعب السريع، بل كانت الكرات السريعة تصل إليهم بطريقة «في السنة حسنة».
ويرى أن صعود المنتخبين الإماراتي والسعودي إلى النهائي بشكل استثنائي وبمباراة تليق بالختام، وتبادل المنتخبان التعادل بشوطين لشوطين، وكان المنتخب السعودي الأكثر تنظيما، والأجود مهارة، وكان للاعب الحر (بدر العوامي) دور كبير في قوة الأخضر السعودي، وكان صانع الألعاب وأحلام المنتخب الأخضر في كامل أناقته الفنية يجيد قراءة تحركات البلوكات، وإعداداته صائبة بنسب كبيرة، وتوظيفه لنجمي اللعب السريع علي آل جبر وجاسم المهنا حيث أبرزهما بشكل أكثر من رائع.
ووصف منتخب الإمارات بالمنتخب الغامض جدا على الجميع، وبدأ بشكل عادي جدا، ثم بدأ رتمه بالارتفاع شيئا فشيئا حتى اصطدم بالأخضر السعودي في المجموعة وخسر بثلاثية لواحد قبل أن يمضي بعدها غير عابئ بخسارته الخضراء.
ويرى في نهائي البطولة أو لقاء السحاب كما وصفه بأنه أرعد وأمطر إبداعا، وكانت واحدة من أجمل مباريات البطولة، وستظل عالقة في المخيلة فترات طويلة، ولعل الشوط الخامس الذي تسيده الأبيض الإماراتي والذي وصل إلى النقطة الثالثة عشر مقابل عشر نقاط لمنتخب السعودية، وكان الكل في صالة نادي العين يستعد للاحتفال برفع كأس البطولة، غير أن انتفاضة الأخضر السعودي الذي صال وجال ومنع الإمارات من إحراز أي نقطة، وأوقفه على نتيجة الثلاثة عشر، ووصل إلى النقطة الخامسة عشرة، وإنهاء المباراة بفضل سواحق حسن آل سلام ورشاد أبو الخير وبلوكات علي آل جبر وصناعة الاعداد من علي آل سلام، هذا الأخير الذي يرى فيه المعد الأفضل بل هو النسخة المصغرة من الأسطورة خليل حجي البحراني صانع الألعاب السعودي المعروف.
وتطرق الفردان إلى العوامل التي أعطت المنتخب السعودي اللقب ممثلة في وجود مدرب كفء يدعى محمد بن الشيخ الذي يمتلك كاريزما جميلة، وقدرة على قراءة الخصوم، وكيفية استثمار أوراقه بين الأساسيين والبدلاء، وقدرته على تغيير نسق المباريات، وخصوصا المباراة النهائية، فضلا عن شغف اللاعبين وجوعهم للبطولات، والروح القتالية، والانضباط التكتيكي الدفاعي، والعلاقة المميزة بين تحرك حوائط الصد والدفاع الخلفي، فضلا عن اللعب من أجل الاستمتاع الذي ينادي به المدرب ابن الشيخ الذي يبعد عن نجومه شبح الضغط النفسي.
وتحدث عن المنتخب القطري الذي وصفه بغير المقنع، لأننا نعرف وندرك أن المشاركات القطرية دائما ترميهم إلى منصات التتويج.
ووجه الشكر للمنتخب الفلسطيني على حسن المشاركة رغم ظروفه القاسية التي تعاني منها الرياضة الفلسطينية بشكل عام لانعدام الآمن وعدم توافر الملاعب.
ويرى أن المنتخب الأردني لديه عناصر لها مستقبل باهر، وأن الاتحاد الأردني بدأ يولي الكرة الطائرة اهتماما من خلال استضافة البطولات فضلا عن المشاركات.
وقال إن المنتخب السوري كالفلسطيني يعيش ظروفا صعبة، ومشاركته تمثل مصدر سعادة للجميع، ويمتلك لاعبين رائعين لو توافرت لهم الظروف المناسبة.
ولفت إلى أن منتخب الكويت عانى كثيرا من ضعف القدرات الدفاعية، بالرغم من قوته الهجومية وروعة المطيري وعلي دشتي وأحمد الحمدان وفواز المشعل والعنزي.
ووصف المنتخب اللبناني بالمثير في أغلب مبارياته، وخصوصا أمام الكويت والإمارات، وكانت منظومته الدفاعية الأفضل في البطولة.
المنتخبات ثلاثة تصنيفات
وصنف عضو الاتحاد العربي بدر عبدالرحمن الكوس (الكويت) المنتخبات المشاركة في البطولة إلى ثلاثة أصناف، اقتصر الصنف الأول على منتخبي السعودية والإمارات، وضم الصنف الثاني منتخبات البحرين والكويت ولبنان، بينما ضم الصنف الثالث منتخبات الأردن وسوريا وفلسطين وقطر.
ويرى الكوس أن هذه البطولة وخاصة في دوري النصف النهائي والنهائي قد شهدا تنافسا جيدا أفضل وأعلى من النسخة الأولى، لافتا إلى أن المستوى متقارب نوعا ما بين الصنفين الأول والثاني، غير أن منتخبات الصنف الثالث بعيدة عن الصنف الثاني رغم أنها لديها أطوال جيدة، غير أنها تفتقد الخبرة، فضلا أن إعدادها لم يكن في المستوى الجيد لافتا إلى أن المستوى الفني العام أفضل من مستوى التحكيم.
وتطرق إلى اختيار أفضل اللاعبين في البطولة، وأكد أن بعض الاختيارات لم تكن موفقة، متسائلا: كيف يتم اختيار أفضل معد، وهو لاعب احتياط، ولم يلعب إلا في آخر شوطين ونصف الشوط من المباراة النهائية؟ واصفا ذلك بالشيء المؤلم؟ في الإحصائيات لاختيار المعد يتم التوقف عند عدد الرفعات الصح والخطأ، وعرفا يتم اختيار المعد من المنتخب الفائز.
وأشاد بالجانب التنظيمي وقال إن الاتحاد الإماراتي لم يبدر منه أي قصور من لحظة الوصول حتى لحظة المغادرة فلهم كل الشكر والتقدير، ويستحق التنظيم علامة ذهبية.
ولفت إلى أن أغلب الحكام المشاركين مرشحون دوليون، واصفا ذلك بالمشكلة الكبيرة، ومن هذا المنطلق يقترح رؤساء الوفود خلال الاستحقاقات القادمة أن يكون هناك حكم أو حكمان على أكثر تقدير محايدان.
وأضاف أن هناك مقترحا آخر فيما يتعلق بتقنية «الجلنج» كانت هناك قرارات تقديرية مختلف عليها، ووجود هذه التقنية سيجعل الجميع مطمئنا ومرتاحا.
وأكد أن هناك عناصر في صفوف المنتخبات التسعة المشاركة، سيكون لها شأن مع منتخباتها الأولى.
تنظيم ناجح بكل المقاييس
واقتصر سؤالنا لعضو اللجنة الفنية عبدالرضا عاشور (البحرين) على الجانب التنظيمي الذي وصفه بالناجح بمختلف مقاييس النجاح، إذ إن الجهة المنظمة ممثلة في الاتحاد الإماراتي للكرة الطائرة وفروا كل وسائل النجاح للوصول بالبطولة إلى بر الأمان.
من جانبه وجه عاشوري شكره الخاص لهم على كل ما قدموه من دعم ومساندة في سبيل إنجاح هذا التجمع الرياضي العربي.
المستويات متباينة
وأشار الحكم الدولي إبراهيم محمود (قطر) عضو لجنة الحكام في البطولة إلى أن الحكام الموجودين في البطولة مستوياتهم مختلفة ومتفاوتة، وعلى هذا الأساس قمنا بمعية زميلي الحكم الدولي جعفر إبراهيم (البحرين) بعملية توازن، وعلى هذا الأساس كنا نختار الحكم المناسب للمباراة من خلال خلطة نقوم بها تحتوي على حكم دولي وآخر مستواه فوق المتوسط، أما بشأن الاعتراضات فهذه طبيعية وتحصل، ولكن لا يوجد هناك أخطاء أثرت على سير أو نتيجة أي مباراة، فالحكم موجود لقيادة المباراة، وليس لديها أي مآرب أخرى، ونحمد الله أن البطولة انتهت من دون أي احتجاجات، وحتى إن وجدت بعض «الرتوش» فيبقى الحكم من عنصر البشر، أما أن تكون النتيجة 25-10 وتأتي وتحتج على كرة تقديرية فأين أنت خلال الـ15 نقطة الفارقة؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك