زوجتي سندي الأكبر خلال مسيرتي التحكيمية
نصيب معلمي والمرحوم الحايكي شجعني والأساتذة ساندوني
أتفق مع حكمنا الدولي للكرة الطائرة جعفر إبراهيم عندما قال لنا في حواره مع الملحق الرياضي في «أخبار الخليج»: بأن السمعة التحكيمية التي يتمتع بها لم يكن الطريق إليها مفروشا بالورد، صحيح أنه وجد اليد الحانية، وصحيح وجد من تبناه، وصحيح أنه كان محظوظا لأنه زامل وعايش كوكبة من قمم التحكيم ومسؤوليه، ولكن الصحيح أيضا أنه كان تلميذا نابها، وذا نفس طويل، وصبر وكابد، وعرف بذكائه كيف يستثمر الفرص، واللافت في هذا الحوار أن المتحدث لم ينس كل من كان له فضل عليه بالدعم والمساندة والنصيحة، فجعفر إبراهيم واحد من كفاءاتنا الرياضية التي بدأت من الصفر ولكنها وصلت إلى القمة.. نترككم مع الحوار.
1/ كنت ضمن سلسلة صناع الألعاب في فرق فئات النصر.. من مدربك في تلك الفترة؟ ومن اختار لك مركز الإعداد؟
يعود الفضل في ذلك للمدرب القدير صانع اللاعبين الخلوق حسن عبد الله «بورشيد»، فهو من وجهني لأكون في مركز الإعداد وفي الوقت نفسه ضارب، لأن سابقا كنا نلعب بطريقة (2 -4) وتعتمد على وجود معدين اثنين في الفريق، فعندما تتواجد في المنطقة الخلفية تكون معدا، وعندما تتواجد في المنطقة الأمامية تتحول إلى ضارب.
2/ كان أمام جعفر إبراهيم السلك التدريبي والعمل الإداري.. ما الذي جذبك لصافرة التحكيم؟
بالفعل توجهت للتدريب في البداية مع أستاذي القدير المدرب حسن «بورشيد» فقد كنت مساعدا له في الحصص التدريبية في فئة الصغار، وأعطاني الثقة لأكون أنا المدرب الأساس في بعض المباريات، و قد تكون له من وراء ذلك نظرة لا أعلمها، ولكن لم يكن لدي الشغف لذلك، بل كان اللعب يستهويني أكثر، فسابقًا لا يوجد شرط بأن يكون المدرب حاصلا على شهادة التدريب من الاتحاد ليكون مدربا كما هو الأمر حالياً، ونقطة التحول للتحكيم عندما كان هناك حوار لطيف وجميل عن التحكيم مع أستاذي ومعلمي المحاضر الدولي خبير التحكيم للكرة الطائرة جعفر نصيب، وكانت فرصة بما أنني صغير في السن، ولاعب للكرة الطائرة من الممكن أن أكون حكما بكل سهولة، وتكون انطلاقة لأحد أبناء منطقة الجفير وتميزهم في لعبة الكرة الطائرة، وشجعني على ذلك للدخول في التحكيم المرحوم الحكم الدولي والإعلامي المعروف سلمان الحايكي، ودخلت دراسات التحكيم ونجحت وهنا كانت الانطلاقة لعالم التحكيم.
3/ وجود المحاضر الدولي رئيس لجنة الحكام السابق الأستاذ جعفر نصيب متعه الله بالصحة والعافية في مشوار جعفر إبراهيم التحكيمي يعتبر وجودا استثنائيا.. هل يمكن أن تلفت القراء والمتابعين إلى تأثير نصيب في هذا المشوار؟
نعم وجود المحاضر الدولي رئيس لجنة الحكام السابق الأستاذ جعفر نصيب في مشواري التحكيمي يعتبر وجودا استثنائيا بدون شك، لأنه هو أول من وجهني لدخول هذا المجال التحكيم، وكان خير عون ليس لجعفر إبراهيم وحده ،وإنما لجميع الحكام البحرينيين بدون استثناء، بإيصال كل ما يستجد في التحكيم والدعم والمساندة متى ما تطلب الأمر ذلك محلياً وخارجياً، ولازال حتى يومنا هذا يتابعني، ودائم السؤال عني وتشجيعي بالاستمرار، وحثني على المثابرة لأجل رفع اسم مملكة البحرين عالياً، فالوصول لأعلى مراتب التحكيم ليس من السهولة بمكان، فكيف بالمحافظة على المكانة التي وصلت إليها، فله جزيل الشكر والامتنان، ومتعه الله بالصحة والعافية.
4/ كان يتردد في وقت ما أن الأستاذ نصيب هو من فرش لجعفر إبراهيم الطريق بالورد كي تصل إلى ما وصلت إليه اليوم.. كيف تفند هذه النغمة وتقلب الطاولة على أصحابها؟
بين قوسين (لكل مجتهد نصيب) نعم الأستاذ جعفر نصيب هو من وضعني في بداية السلم، ودعمني وتابعني ووجهني إلى الطريق الذي يوصلني إلى أبعد ما يكون، وما وصل إليه جعفر إبراهيم اليوم طريقه لم يكن مفروشا بالورد كما يعتقد الآخرون، إنما كان وراءه الكثير من التضحيات على مستويات العائلة والعمل والصبر اللامحدود من خلال تواجدي بين نخبة حكام العالم الدوليين لتكون واحدا من هؤلاء النخبة فعليك أن تتعلم منهم وتكسب الخبرات، وأنا كحكم عربي ليس من السهل أن أكون من ضمن هذه النخبة العالمية لو كان مستواي الفني ولغتي الإنجليزية لا يفيان بالمطلوب للتواجد بينهم، لذلك لن يتم استدعاءك من قبل لجنة الحكام الدولية للمشاركة في أكبر محايل الكرة الطائرة العالمية، فهذه ثقة ليس من السهولة اكتسابها، أضف إلى ذلك أن رئيس اللجنة لن يجازف باستدعاء حكام دون المستوي للمشاركة في أكبر البطولات العالمية، لأنه يهمه في نهاية الطواف إنجاح أي بطولة بأفضل الحكام، ولا يقتصر الأمر على ذلك، وإنما هناك امتحانان ينبغي على الحكم اجتيازهما ليتسنى لك أن تكون ضمن حكام النخبة في البطولة، فضلا عن التقييم الدائم من قبل مراقبي المباريات لكل حكم، ولله الحمد اجتزت الكثير من الصعاب لأكون من ضمن أفضل حكام العالم في المستوي الأول وهو ما يسمي حاليا التصنيف (أ).
5/ الكثير من مدربي اللعبة ولاعبيها وحكامها ينظرون إلى الحكم الدولي السابق عبد الخالق الصباح على أنه حكم استثنائي وصاحب كاريزما خاصة.. ما تعقيبك على ذلك؟
بالفعل الحكم الدولي العالمي السابق عبدالخالق الصباح يعد من الحكام المميزين على المستوي العالمي وليس على المستوى المحلي فقط، فله كاريزما خاصة به، وكان حكما مميزا جدا، وتعلمنا منه الكثير، وقد حاول البعض استنساخ شخصيته لكنهم لم يستطيعوا، لأنهم لم يكونوا في مستوى قوته من الناحية التحكيمية، إذ أن الصباح كان ملما وفاهما وعارفا للقانون ومخارجه وكيفية التعامل معه، فله كل الشكر والتقدير على ما قدمه لنا من نصح وتوجيه خلال مسيرتنا التحكيمية.
6/ هل هناك حكم أو أكثر كانوا يمثلون قدوة للحكم جعفر إبراهيم؟ وبماذا كان أو كانوا يتميزون؟
نعم، كان هناك حكام على مستوى عال ومتميز، وكنت شخصيا أتعلم منهم جميعا بدون استثناء، ولكن يبقى أستاذي ومعلمي خبير التحكيم جعفر نصيب هو القدوة، لأنه كان دائم التوجيه والإلهام لي، وكنت أتمنى الوصول إلى ما وصل إليه من تميز في فنون التحكيم والإدارة، وهناك العالمي عبدالخالق الصباح لما يتميز به من قوة الشخصية في الملعب، وهناك الأخ جاسم سيادي صاحب القلب الكبير، ورئيس لجنة الحكام الحالي الدولي راشد جابر فالبشاشة لا تفارقه، والحديث عن بقية الأسماء يطول، فشكراً لجميع حكامنا الدوليين السابقين والحالين من تعلمنا منهم، ومن لازلنا نتعلم منهم.
7/ ما الحكمة التي يسير عليها جعفر إبراهيم في مهمته التحكيمية؟
لكل مجتهد نصيب.
8/ هل السمعة التحكيمية التي وصلت إليها كانت من ضمن طموحاتك أثناء بداية مشوارك التحكيمي؟ وضح ذلك.
لا لم تكن من ضمن طموحاتي في البداية، فقد كان طموحي يقتصر على الوصول إلى التحكيم الدولي، وبعدها بدأ الطموح يتسع إذ ما الفرق بين الحكم البحريني وبين حكام العالم كيف يمكن التميز بينهم، وبناء اسم للحكم البحريني كما كان من سبقونا نصيب والصباح؟، فبدأ عندي مشوار التطلعات والأماني للوصول وبناء هذا التاريخ التحكيمي الحالي من خلال التعلم والتعامل مع جميع من أقابلهم من حكام وفنيين ومدربين ومراقبين ومنظمين في البطولات من مختلف أنحاء العالم، وكل ذلك ولله الحمد أكسبني هذه السمعة التحكيمية الطيبة من مختلف بلدان العالم.
9/ ما الذي يشغل حاليا تفكير جعفر إبراهيم مستقبلا؟
الآن وصلت تقريبا إلى نهابة مشواري التحكيمي الدولي، فتوجهي حاليا ينصب للعمل في لجان التحكيم إن شاء الله، لتحويل ما تعلمته خلال مسيرتي التحكيمية للأجيال القادمة.
10/ ماذا لو طلب منك الترشيح لرئاسة نادي النصر؟
لا أفكر في العمل الإداري.
11/ كيف ترى مستقبل تحكيم الكرة الطائرة؟
• مستقبل تحكيم الكرة الطائرة البحريني لا خوف عليه، هناك كفاءات على مستوى عال يشهد لها الجميع أينما تواجدت.
12/ كيف تقيم موقف إعلام اللعبة من حكامها؟
الحكام مظلومون إعلامياً بشكل عام، المتابعة لهم إعلاميا ً قليلة ومقتصرة على... ؟؟؟؟؟؟؟
13/ هل ترى أن تقنية الفيديو «الجلنج» قد أنقذت حكام اللعبة من مهاترات المتعصبين؟
التقنية غيرت مفاهيم المتعصبين وليس أنقذت حكام اللعبة من مهاترات المتعصبين، فالحكم بشر كما هو اللاعب ممكن يصيب وممكن يخطئ، والجلنج يديره البشر يمكن يصيب ويمكن يخطئ، ولكن يبقي في النهاية تقبل قرارات الحكم أو الجلنج بروح رياضية من قبل الجميع بعيداً عن التعصب الأعمى.
14/ كلمة تحب لمن توجهها؟
كل الشكر والتقدير إلى الشيخ علي بن محمد آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني للكرة الطائرة، وفراس الحلواجي أمين السر العام على الدعم اللا محدود، وتوجيهاتهم الدائمة خلال مسيرتي التحكيمية إلى يومنا هذا وأعضاء مجلس الإدارة الكرام، ورئيس لجنة الحكام لثقته الدائمة فينا للعمل ضمن لجنة الحكام المحلية، وكل الشكر والتقدير موصولان لكل من قدم لي المساندة بدون استثناء، وأخص زوجتي فهذا قليل في حقها لأنها كانت السند الأكبر لي في مسيرتي التحكيمية، وشكر خاص لجريدة «أخبار الخليج» ممثلة في شخصكم الكريم للمتابعة الدائمة والتغطية المميزة للكرة الطائرة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك