وقت مستقطع
علي ميرزا
لا تبخسوهم حقهم
تعودنا عندما لا يبرز فريق أو منتخب في مباراة مهمة أو نهائية أن نسمع نغمة من نفر ينقصون أو يزيدون بأن الفريق أو المنتخب لم يكن في يومه، وأن لاعبيه لم يكونوا موفقين وغير ذلك من التعبيرات والتعقيبات الدفاعية.
كانت هذه المقدمة ضرورية للوقوف قليلا عند نهائي أولمبياد باريس 2024 للكرة الطائرة الذي جمع منتخبي فرنسا صاحب الضيافة والأرض والجماهير وبولندا، علما بأن نتيجة المباراة انتهت لصالح الديوك الفرنسية بثلاثية نظيفة.
وما قلناه في المقدمة لا تسمعه في المحافل الرياضية الأوروبية، ولو وجه السؤال إلى مدرب منتخب بولندا «نيكولا غربتتش» عن سبب الخسارة لذهبنا في قرارة النفس أنه سيرجعها إلى أن المنتخب الفرنسي كان هو المنتخب الأفضل في المباراة، وأن لاعبي الأخير كانوا في أوج تميزهم وتألقهم، وعرفوا بمعية مدربهم «أندريا جياني» كيف يتعاملون مع المواجهة بذكاء، مستثمرين سوء أداء لاعبي بولندا الذين لم يقدموا شيئا من جهة والأرض والجمهور من جهة أخرى.
ومن شاهد المباراة النهائية وما وراءها سيجد أن منتخب الديوك الفرنسية قدم أداء مسؤولا تألق معه لاعبوه جماعيا وفرديا، وعندما نسأل ما الذي جعل المنتخب البولندي يظهر بهذا الشكل؟ فالجواب سهل: فالمنتخب البولندي لم يكن وحده في الملعب، وإنما واجه منافسا وخصما قويا، إذن الفرنسيون هم من يقفون وراء سوء أداء منافسهم، بهذه الطريقة نسمي الأشياء بمسمياتها حتى لا نبخس الفائز حقه، ونبحث بل ننشغل بتبريرات لا منطقية، فالمنافسات الرياضية عبارة عن معارك فنية، والشاطر من يكسب المعركة.
وقد وضع الفرنسيون في عين اعتبارهم جماهيرهم الكبيرة، إذ تتضاعف الصدمة عندما تلعب على أرضك وبين أحضان جماهيرك وأسرتك وفي نهاية الطواف تخرج خاسرا.
ولم يعط الفرنسيون فرصة للبولنديين كي يتسنى لهم التقاط الأنفاس، فقد نجحوا بامتياز في الضغط عليهم بالإرسال وحوائط الصد الإسمنتية، وعرفوا كيف يوقفون الجناحين اللذين يطير بهما المنتخب البولندي ممثلا في «ليون 9 نقاط وكورك 10 نقاط» اللذين دائما ما يقدمان الإلهام لزملائهما.
ونتفق مع الأخ الحكم الدولي القطري فهد العوضي «بوعبد العزيز» بأن صانع ألعاب فرنسا «انطوان بريزار» لعب دورا كبيرا، وكان وراء الفوز العريض من دون إغفال وصد النظر عن بقية زملائه الذين كانوا في أحسن حالاتهم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك