الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
تصفير قوائم الانتظار.. الصحة نموذجا
قد لا يشعر الأصحاء بحجم معاناة المرضى.. وقد لا يفهم البعض مشاكل مرضى الصم تحديدا.. وقد لا يدرك تداعيات ضعف السمع لدى الأطفال سوى أولياء الأمور.. وفي مملكة البحرين تم إطلاق برنامج «زراعة القوقعة الالكترونية» منذ عام 2001، والذي جاء ضمن الخطط الاستراتيجية للحكومة في مجال الصحة.
في أكتوبر العام الماضي، أكدت وزارة الصحة أن برنامج «زراعة القوقعة الالكترونية» نفذ عدد «329» عملية زراعة الجهاز للمرضى منذ بداية البرنامج في 2001، وأن العمل جار لتسلم دفعة جديدة من الأجهزة، وسيتم تحديد مواعيد العمليات للمرضى المدرجين على قوائم الانتظار.
وبالأمس، أعلنت الدكتورة مريم عذبي الجلاهمة الرئيس التنفيذي للمستشفيات الحكومية، الانتهاء من إجراء عمليات زراعة القوقعة الإلكترونية المسجّلة على قوائم الانتظار بمجمع السلمانية الطبي، وهو انجاز وطني يستحق الإشادة والتقدير، ويؤكد تطور الرعاية الطبية في مملكة البحرين.
تكلفة زراعة القوقعة الالكترونية مكلفة، ولكن الحكومة تقدمها للمرضى انطلاقا من حرصها ورعايتها لهم، ونجاح عمليات زراعة القوقعة في البحرين بلغ 100 %، ما يعني نجاح وتميز فريق زراعة القوقعة الإلكترونية في البلاد الذي يضم نخبة من الجراحين، والاستشاريين، واختصاصيي طب السمعيات والتوازن، واختصاصيات سمعيات ونطق، وباحث اجتماعي واختصاصية نفسية.
أذكر في أبريل العام الماضي أن صندوق سمو الشيخة موزة بنت حمد آل خليفة، أعلن دعم عمليات زراعة قوقعة الأذن الصناعية، وذلك بالتعاون مع مستشفى الملك حمد الجامعي، كجزء من مبادرات صندوق سمو الشيخة موزة بنت حمد آل خليفة، وامتدادًا لمسيرة الشراكة التي جمعت بين الصندوق ومستشفى الملك حمد في مجال علاج حالات الصمم.
وكم أتمنى لو تبادر الجمعيات والمؤسسات الخيرية في البلاد بإطلاق مشروع وطني عام من أجل دعم البرامج الوطنية الصحية، وسيكون أثر ذلك كبيرا على الجميع، في ظل حملات التبرعات التقليدية والبرامج الخيرية الأخرى.
فأمام هذا الإنجاز الوطني الرفيع، ومع الدعم الحكومي المستمر للمجال الصحي، ثمة حاجة مجتمعية ملحة، كي تبادر مؤسسات المجتمع والجمعيات والمؤسسات والقطاع الخاص وغيره، في دعم البرنامج الوطني لزراعة القوقعة الالكترونية وغيره من البرامج الصحية، التي تعزز من مبادئ الشراكة المجتمعية والخدمة الاجتماعية للوطن.
موضوع الانتهاء من قوائم الانتظار لزراعة القوقعة الالكترونية، يدعونا الى الحديث عن ضرورة بحث ودراسة الانتهاء من قوائم الانتظار في العديد من العمليات الجراحية، التي يناشد فيها المرضى بتسريع وتقديم مواعيدهم وعملياتهم، ذلك أن مسألة الانتظار الطويلة تضاعف من معاناة المريض وأهله، وحياته ومستقبله.
كلنا ثقة بأن المنظومة الصحية البحرينية، قادرة على نقل قصة نجاح زراعة القوقعة الالكترونية وتصفير قوائم الانتظار، إلى قصص نجاح في مختلف المجالات الطبية، وتصفير كافة قوائم الانتظار.
فلربما انتقلت قصص النجاح كذلك إلى تصفير جميع قوائم الانتظار في الإسكان والتوظيف، وكذلك تصفير قوائم كبائن المصليات المنتشرة في البلاد، وبناء مساجد مكانها..!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك