الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
لماذا لا تكتمل بعض الإنجازات..؟؟
أول السطر:
قرابة 5 أشهر فقط تفصلنا عن استكمال العمل لإطلاق رؤية البحرين الاقتصادية 2050.. لماذا لا تبادر مؤسسات المجتمع من جمعيات سياسية واقتصادية ومراكز شبابية وغرفة التجارة وغيرها بتدشين موقع أو منصة إلكترونية «بشكل رسمي وقانوني»، لاستقبال مرئيات ومقترحات أعضائها وعموم الناس، من أجل تقييم رؤية 2030، والمشاركة في صياغة 2050.. ثم تبني المرئيات المناسبة منها، ورفعها بعد ذلك إلى الجهات المختصة..؟
لماذا لا تكتمل بعض الإنجازات..؟؟:
«علّمتني الحياة.. عندما تريد إنجازاً أعطه كلك.. لا تعطه بعضك.. إلا إذا كنت تريد نصف إنجاز أو نصف انتصار».. هذه أحدث تغريدة نشرها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حفظه الله.
في أحيان كثيرة نجد ثمة مشاريع وبرامج وأعمالا تكون ناقصة.. وثمة حلولا ومبادرات تعالج مشكلة ولكنها تتسبب في إثارة مشكلة أخرى.. وأحسب أن السبب يكمن في أننا لم نولي تلك المشاريع حقها في التخطيط والإعداد.. في التسويق والشراكة.. في التقييم الدوري والتقويم.. في التنفيذ وقياس الأثر.. لقد أعطينا بعض المشاريع نصف جهدنا أو جزءا منه.. فمنحتنا نصف انجاز أو جزءا منه.
«الأمن الغذائي»، مثلا، لن يحققه مهرجان للمزارعين، أو سوق للمأكولات و«الفود تراك» وغيرها.. هذا تسويق داخلي لمنتجات محلية، وجهود مقدرة ومشكورة لمساعدة الباعة والمستهلكين، ولكننا نظلم أنفسنا و(الأمن الغذائي) بمفهومه الواسع والشامل إن تصورنا للحظة واحدة أن هذه الأنشطة فقط تحقق الأمن الغذائي.
«الذكاء الاصطناعي»، مثلا، لن تحققه محاضرات ومسابقات، ولن نصل إليه من خلال خدمات إلكترونية متعددة.. مازلنا على البر، ولم نلامس بعد شاطئ «الذكاء الاصطناعي»، ولم نغص في أعماقه، ونجني ثماره.. كل المبادرات المشكورة تتعلق بالعمل الالكتروني والتحول الرقمي والتخلص من العمل الورقي.. فلا نظلم أنفسنا و«الذكاء الاصطناعي» بمفهومه الواسع والشامل، الذي تحققه الدول اليوم، في شؤون العمل بالقطاع العام والخاص، وحتى في الازدحامات المرورية والإنشاءات، ولديها منظومة تشريعية وإجرائية متطورة.
الأمثلة عديدة والنماذج كثيرة.. والكفاءات موجودة، والميزانيات متوافرة، والإرادة الوطنية لدى الجميع عالية، والطموحات والتطلعات مرتفعة، ولكننا لم نحقق الإنجاز المستدام في بعض المشاريع، ولم نصل إلى الأمر المنشود بصورة كاملة في الكثير من البرامج، التي منحناها جزءا من الجهد، فمنحتنا جزءا من الإنجاز.
آخر السطر:
حديث رئيس جمعية الكيميائيين البحرينية، بعد لقائه بوزير العمل، بشأن تحرك الجمعية لتوظيف خريجي الكيمياء، وسعي الوزارة لتسهيل توظيفهم مع وزارة التربية والتعليم (علما أن هذا الكلام تحديدا لم يرد نصا في الخبر الرسمي للوزارة).. يبقى حديثا إيجابيا، ينبغي أن يتبعه تحرك من الجمعية، وباقي الجمعيات المهنية، لدعم ملف توظيف الخريجين كل في تخصصه ومجاله.. سواء من خلال التعاون مع المؤسسات المعنية، أو من خلال تبني برنامج الدعم بالتنسيق مع «تمكين».. ولكن كل هذا «الحديث»، المعلن وغير المعلن.. مجرد «تصريح»، لن يتأكد إلا من خلال التنفيذ على أرض الواقع، وتوظيف الباحثين عن العمل.. فأين هي الجمعيات المهنية..؟؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك