العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

قريبتي رايس ملهمتي

أعيش‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الترقب،‭ ‬وكلي‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬السمراء‭ ‬كمالا‭ ‬هاريس‭ ‬ستفوز‭ ‬على‭ ‬المعتوه‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬وتجلس‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬الكرسي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يجلس‭ ‬عليه‭ ‬قريبي‭ ‬باراك‭ ‬أوباما،‭ ‬وقبل‭ ‬أوباما‭ ‬كانت‭ ‬قريبتي‭ ‬كوندوليسا‭ ‬رايس‭ ‬تشغل‭ ‬منصب‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأخرق‭ ‬جورج‭ ‬دبليو‭ ‬بوش،‭ ‬وكانت‭ ‬تصحو‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬الرابعة‭ ‬والنصف‭ ‬صباحاً،‭ ‬وتمارس‭ ‬الرياضة‭ ‬ساعة‭ ‬كاملة‭. ‬ثم‭ ‬تشرب‭ ‬القهوة‭ ‬وتقرأ‭ ‬الصحف‭ ‬وتطالع‭ ‬عشرات‭ ‬الرسائل‭ ‬والتقارير‭ ‬الرسمية،‭ ‬وتنطلق‭ ‬إلى‭ ‬المكتب‭ ‬بسيارة‭ ‬يقودها‭ ‬رجل‭ ‬ضخم‭ ‬موديل‭ ‬داود‭ ‬حسين‭ ‬وزناً،‭ ‬ومايك‭ ‬تايسون‭ ‬عضلاتٍ،‭ ‬وأثناء‭ ‬جلوسها‭ ‬في‭ ‬المقعد‭ ‬الخلفي‭ ‬للسيارة‭ ‬تجري‭ ‬مكالمات‭ ‬هاتفية‭ ‬دولية‭ ‬فيرتجف‭ ‬من‭ ‬يتلقى‭ ‬المكالمة‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬قارة‭ ‬أخرى‭.‬

وأنا‭ ‬جعفر‭ ‬بن‭ ‬عباس‭ ‬أبو‭ ‬شنب‭ ‬انتزع‭ ‬جسمي‭ ‬من‭ ‬فراشي‭ ‬كل‭ ‬صباح،‭ ‬وكأن‭ ‬مغناطيسا‭ ‬قوياً‭ ‬يشدني‭ ‬إليه،‭ ‬وأجلس‭ ‬نحو‭ ‬دقيقتين‭ ‬لأعرف‭ ‬‮«‬أين‭ ‬أنا‮»‬،‭ ‬ثم‭ ‬أتوجه‭ ‬نحو‭ ‬الحمام‭ ‬ومفاصل‭ ‬قدمي‭ ‬وساقي‭ ‬تحدث‭ ‬قعقعة‭ ‬وطرقعة‭ ‬وكأنها‭ ‬لاندروفر‭ ‬موديل‭ ‬1962‭ ‬لم‭ ‬يخضع‭ ‬للتشحيم‭ ‬منذ‭ ‬حرب‭ ‬السويس‭. ‬وظهري‭ ‬صار‭ ‬مثل‭ ‬شاسي‭ ‬اللاندروفر‭ ‬آنف‭ ‬الذكر،‭ ‬وقبل‭ ‬أيام‭ ‬بثت‭ ‬شبكة‭ ‬إن‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬الأمريكية‭ ‬شريطاً‭ ‬لرايس‭ ‬وهي‭ ‬تؤدي‭ ‬التمارين‭ ‬الرياضية‭ ‬وكان‭ ‬واضحاً‭ ‬أنها‭ ‬تتمتع‭ ‬بلياقة‭ ‬بدنية‭ ‬لا‭ ‬يحلم‭ ‬بها‭ ‬كباتن‭ ‬منتخباتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭. ‬وعمرها‭ ‬اليوم‭ ‬سبعون‭ ‬سنة‭! ‬

قلت‭ ‬لنفسي‭: ‬هل‭ ‬أنت‭ ‬أقل‭ ‬منها‭ ‬يا‭ ‬أبو‭ ‬الجعافر؟‭ ‬كانت‭ ‬الإجابة‭ ‬البديهية‭: ‬طبعا‭ ‬أقل‭ ‬منها‭.. ‬بكثير‭!! ‬والمهم‭ ‬ان‭ ‬بنت‭ ‬رايس‭ ‬هذه‭ ‬استفزتني‭ ‬فصرت‭ ‬أنهض‭ ‬من‭ ‬فراشي،‭ ‬وأمشي‭ ‬فوق‭ ‬الجهاز‭ ‬الكهربائي‭ ‬‮«‬التريد‭ ‬ميل‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬شريط‭ ‬أو‭ ‬سير‭ ‬يتحرك‭ ‬بالكهرباء‭ ‬فيرغمك‭ ‬على‭ ‬المشي‭ ‬السريع‭ ‬أو‭ ‬البطيء‭ ‬صمدت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬ستة‭ ‬أيام‭ ‬متتالية،‭ ‬ولكنني‭ ‬أحس‭ ‬سلفا‭ ‬أنني‭ ‬شخص‭ ‬مختلف‭.. ‬نشيط‭ (‬سوداني‭ ‬ونشيط؟‭ ‬سبحان‭ ‬الله‭). ‬وهكذا‭ ‬تكون‭ ‬كوندوليسا‭ ‬رايس‭ ‬قد‭ ‬قامت‭ ‬بعمل‭ ‬‮«‬خير‮»‬‭ ‬واحد‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬بأنها‭ ‬استفزت‭ ‬قريبها‭ ‬أبو‭ ‬الجعافر‭ ‬وحملته‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭.‬

وطالما‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬سيرة‭ ‬الرشاقة‭ ‬فلأحدثكم‭ ‬عن‭ ‬قرار‭ ‬اصدرته‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬يلزم‭ ‬جميع‭ ‬المدارس‭ ‬بمنع‭ ‬بيع‭ ‬المشروبات‭ ‬الغازية‭ ‬والشوكولاتة‭ ‬والوجبات‭ ‬السريعة،‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬تقارير‭ ‬ومسوحات‭ ‬تؤكد‭ ‬ان‭ ‬معظم‭ ‬الأطفال‭ ‬صاروا‭ ‬يميلون‭ ‬إلى‭ ‬البدانة‭.. ‬وبكل‭ ‬فخر‭ ‬أقول‭ ‬إنني‭ ‬سبقت‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المضمار‭ ‬فقد‭ ‬منعت‭ ‬دخول‭ ‬المشروبات‭ ‬الغازية‭ ‬في‭ ‬بيتي‭ ‬قبل‭ ‬سبع‭ ‬سنوات،‭ ‬ولا‭ ‬نحن‭ ‬نشربها‭ ‬ولا‭ ‬نقدمها‭ ‬لضيوفنا،‭ ‬بل‭ ‬نقدم‭ ‬لهم‭ ‬العصير‭ ‬الطبيعي‭ ‬المغشوش‭.. ‬وقد‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬المعروف‭ ‬ان‭ ‬المشروبات‭ ‬الغازية‭ ‬تسبب‭ ‬هشاشة‭ ‬العظام‭ ‬وعسر‭ ‬الهضم‭ (‬بعكس‭ ‬الأوهام‭ ‬بأنها‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬الهضم‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬اكتشفت‭ ‬وكالة‭ ‬معايير‭ ‬الأطعمة‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬ان‭ ‬تلك‭ ‬المشروبات‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬نسبة‭ ‬بنزين‭ ‬تعادل‭ ‬ثمانية‭ ‬أضعاف‭ ‬النسبة‭ ‬المسموح‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬المشروبات،‭ ‬ويتولد‭ ‬البنزين‭ ‬فيها‭ ‬نتيجة‭ ‬تفاعلات‭ ‬كيميائية،‭ ‬وهو‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬مادة‭ ‬carcinogenic‭ ‬مسرطنة‭ ‬وتسبب‭ ‬بالتحديد‭ ‬اللوكيميا‭ ‬وسرطانات‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬الدم‭.‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا